
التكنولوجيا المساعدة للأطفال ذوي اضطراب صعوبات التعلم: نظرة عامة
ترجمة: أ. رزان بن دهر
التكنولوجيا المساعدة (AT) متاحة لمساعدة الأطفال الذين تم تشخيصهم بالعديد من أنواع الإعاقة، بدءًا من المشاكل الإدراكية وصولًا إلى الإعاقات الجسدية، ستركز هذه المقالة تحديدًا على التكنولوجيا المساعدة للأطفال ذوي اضطراب صعوبات التعلم.
يُعد استخدام التكنولوجيا لتعزيز التعلم نهجًا فعالًا للعديد من الأطفال، فغالبًا الأطفال ذوي اضطراب صعوبات التعلم ما يحققون نجاحًا أكبر عندما يُسمح لهم باستخدام قدراتهم (نقاط القوة) للتغلب على العجز (الصعوبات)، وأدوات التكنولوجيا المساعدة تجمع بين هاتين النقطتين.
ستعرّف هذه المقالة أولياء الأمور على دور التكنولوجيا المساعدة في مساعدة أطفالهم ذوي اضطراب صعوبات التعلم، فكلما زادت معرفتكم بالتكنولوجيا المساعدة زادت فرص نجاح أطفالكم في المدرسة والأنشطة الترفيهية حتى عند دخولهم مجال العمل.
ما هي التكنولوجيا المساعدة لاضطراب صعوبات التعلم؟
تُعرّف التكنولوجيا المساعدة للأطفال ذوي اضطراب صعوبات التعلم بأنها: أي جهاز أو معدات أو نظام يساعد على تجاوز أو تعويض العجز التعليمي المحدد لدى الأطفال.
على مدار العقد الماضي أظهرت العديد من الدراسات فعالية التكنولوجيا المساعدة للأطفال ذوي اضطراب صعوبات التعلم، وهذه التكنولوجيا المساعدة لا تعالج صعوبات التعلم لكنها يمكن أن تساعد أطفالكم على تحقيق إمكاناتهم فهي تُمكّنهم من الاستفادة من نقاط قوتهم وتجاوز الصعوبات، فعلى سبيل المثال: الطالب الذي يواجه صعوبة في القراءة ولكنه يتمتع بمهارات استماع جيدة قد يستفيد من الاستماع إلى الكتب الصوتية.
بشكل عام، تعوّض التكنولوجيا المساعدة عن العجز في المهارات، ومع ذلك فإن استخدامها لا يعني أيضًا أن الأطفال لا يمكنهم الحصول على تدريب علاجي يهدف إلى التخفيف من القصور، مثل: البرامج المصممة لتحسين مهارة نطق أصوات الحروف، في الواقع أظهرت الأبحاث أن استخدام التكنولوجيا المساعدة يمكن أن يحسن بعض القصور في المهارات، مثل: القراءة والإملاء.
التكنولوجيا المساعدة لا تعمل فقط كوسيلة دعم، بل هي أيضًا أداة تمكين تعزز الشعور بالثقة لدى الأطفال ذوي اضطراب صعوبات تعلم، يمكن لهذه الأدوات أن تقلل من الشعور بالإحباط الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال في البيئات التعليمية التقليدية، وتساهم في زيادة فرص نجاحهم الأكاديمي والشخصي.
يمكن للتكنولوجيا المساعدة أن تزيد من اعتماد الأطفال على أنفسهم وتعزز شعورهم بالاستقلالية، فغالبًا ما يكون الأطفال الذين يواجهون صعوبات في المدرسة معتمدين بشكل مبالغ فيه على الوالدين أو الأشقاء أو الأصدقاء أو المعلمين للحصول على المساعدة في إنجاز المهام الدراسية، يمكننا من خلال استخدام التكنولوجيا مساعدة الأطفال في تحقيق الاستقلالية في المهام بنجاح، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويشجعهم على التفاعل الإيجابي مع بيئتهم المدرسية والمجتمعية.
ما هي أنواع مشاكل التعلم التي تعالجها التكنولوجيا المساعدة؟
التكنولوجيا المساعدة من الممكن أن تستخدم مع العديد من أنواع اضطراب صعوبات التعلم، يمكن للأطفال الذي يواجهون صعوبة في الكتابة أن يقرأون التقرير المدرسي وتحويله إلى نص من خلال برنامج خاص، يمكن للأطفال الذين يواجهون صعوبة في الرياضيات استخدام آلة حاسبة يدوية لتسجيل النقاط أثناء اللعب مع أصدقائهم، ويمكن للمراهقين الذين يعانون من عسر القراءة الاستفادة من التكنولوجيا المساعدة التي توفر قراءة صوتية لدليل التدريب الإلكتروني الخاص بوظائفهم.
هناك أدوات للتكنولوجيا المساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبات في:
- الاستماع:
يمكن أن تساعد بعض أدوات التكنولوجيا المساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبة في معالجة وتذكر اللغة المنطوقة، يمكن استخدام هذه الأدوات في بيئات مختلفة، مثل: الفصل أو اجتماع يضم عدة متحدثين.
- الرياضيات:
تم تصميم أدوات التكنولوجيا المساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبة في الحساب، مثل: التنظيم وكتابة المسائل الرياضية على الورق، بمساعدتهم بصريًا و/ أو صوتيًا، ويمكن للمستخدمين تحسين إعداد وحساب مسائل الرياضيات الأساسية.
- التنظيم والذاكرة:
يمكن استخدام أدوات التكنولوجيا المساعدة في التخطيط والتنظيم ومتابعة جدول الأعمال وقائمة المهام ومعلومات التواصل والملاحظات المتنوعة، فتتيح هذه الأدوات إمكانية إدارة هذه المعلومات وتخزينها واسترجاعها بمساعدة برامج خاصة وأجهزة محمولة.
- القراءة:
هناك مجموعة واسعة من أدوات التكنولوجيا المساعدة المتاحة لمساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبة في القراءة، وعلى الرغم من أن كل نوع منها يعمل بشكل مختلف قليلاً، إلا أن جميعها تعرض النصوص بشكل صوتي وتساعد أيضًا في تسهيل فك الرموز وطلاقة القراءة والفهم.
ما هي أنواع أدوات التكنولوجيا المساعدة المتاحة؟
يتم عادة استخدام مصطلح “التكنولوجيا المساعدة” للإشارة إلى الأجهزة الإلكترونية والبرمجيات والأجهزة الحاسوبية، ومع ذلك فإن العديد من أدوات التكنولوجيا المساعدة متاحة الآن عبر الإنترنت، تشمل أدوات التكنولوجيا المساعدة التي تدعم الأطفال ذوي اضطراب صعوبات التعلم ما يلي:
- الكتب الصوتية والمطبوعات:
تتيح الكتب الصوتية للأطفال إمكانية الاستماع إلى النصوص، وهي متوفرة بعدة صيغ، مثل: أشرطة الكاسيت الصوتية والأقراص المدمجة (CD) والملفات بصيغة MP3، تسمح أجهزة التشغيل الخاصة للمستخدمين بالبحث ووضع إشارات مرجعية على الصفحات والفصول، كما تقدم بعض المنصات من خلال الاشتراك بها مجموعات مكتبية إلكترونية واسعة.
- اوراق عمل للرياضيات إلكترونية:
يقصد بها البرامج التي قد تساعد الأطفال في تنظيم مسائل الرياضيات ومحاذاتها والعمل عليها عبر شاشة الكمبيوتر، ويمكن أيضًا طلب قراءة الأرقام التي تظهر على الشاشة بصوت عالٍ، قد يكون هذا مفيدًا للأطفال الذين يواجهون صعوبة في محاذاة مسائل الرياضيات باستخدام القلم والورق.
- إدارة المعلومات والبيانات:
يساعد هذا النوع من الأدوات الأطفال في التخطيط وتنظيم وتخزين واسترجاع تقويمه وقائمة مهامه وبيانات الاتصال والمعلومات الأخرى بشكل إلكتروني، وتأتي بأشكال مختلفة مثل: الأجهزة المحمولة أو برامج حاسوبية، أو مزيج من هذه الأدوات تعمل معًا عن طريق مشاركة البيانات بينها.
- التعرف على الحروف (OCR):
تتيح هذه التقنية للأطفال نقل المواد المطبوعة إلى جهاز كمبيوتر عن طريق مسحها ضوئيًا، ثم يتم قراءة النص الممسوح بصوت عالٍ باستخدام نظام يسمح بقراءة الشاشة، وتتوفر تقنية التعرف على الحروف (OCR) كبرامج حاسوبية أو أجهزة محمولة.
- برامج التدقيق اللغوي:
يمكن للأطفال الذين يواجهون صعوبة في الكتابة، مثل: التهجئة والقواعد النحوية وعلامات الترقيم واستخدام الكلمات وتركيب الجمل، الاستفادة من البرامج المتضمنة في العديد من أنظمة معالجة النصوص التي تقوم بمسح مستندات معالجة النصوص وتنبيه المستخدم إلى الأخطاء المحتملة.
- برامج التعرف على الصوت:
تعمل برامج التعرف على الصوت بشكل متكامل مع معالج النصوص، فيقوم المستخدم بقراءة النص عبر الميكروفون، وتظهر كلماته المنطوقة على شاشة الكمبيوتر كنص مكتوب، يمكن أن تساعد هذه البرامج للأطفال الذين تكون قدراتهم اللغوية الشفوية أفضل من مهارات الكتابة لديهم.
- الحاسبة المتحدثة:
تحتوي الآلة الحاسبة المتحدثة على معرّف صوتي مدمج يقوم بقراءة كل رقم أو رمز أو مفتاح تشغيل يضغطون عليه الأطفال بالإضافة إلى الإجابة على المسألة، قد تساعد هذه التغذية الصوتية الأطفال في التحقق من دقة المفاتيح التي يضغطون عليها والتأكد من الإجابة قبل نقلها إلى الورق.
إليك بعض العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند تقييم أدوات التكنولوجيا المساعدة لأطفالكم:
- ما هي احتياجاتهم؟ في أي مجالات المهارات الأكاديمية يواجهون صعوبة؟
- ما هي نقاط قوتهم؟ يجب أن تستفيد التكنولوجيا من قدرات ومهارات الأطفال لمساعدتهم في أوجه القصور.
- ما هي اهتماماتهم ومهاراتهم وخبراتهم في استخدام التكنولوجيا؟ في أي البيئات والمواقف سيستخدمون هذه الأدوات؟ يمكن للتكنولوجيا أن تساعد الأطفال ذوي اضطراب صعوبات التعلم في الأداء بشكل أفضل في المدرسة وكذلك في البيئات الأخرى، مثل: المنزل والعمل والمناسبات الاجتماعية والفعاليات الترفيهية.
أدوات تكنولوجيا أخرى للتعلم
هناك أشكال أخرى من التكنولوجيا مصممة لجميع الأطفال بما في ذلك أولئك ذوي اضطراب صعوبات التعلم لمساعدتهم على تحسين أدائهم الأكاديمي، وتختلف هذه الوسائل التكنولوجية إلى حد ما عن التكنولوجيا المساعدة لكنها تستحق الذكر.
البرامج التعليمية
تستخدم لتعليم مهارات أكاديمية محددة، مثل: القراءة والكتابة، أو محتوى المادة الدراسية، مثل: التاريخ والعلوم، وتختلف عن التكنولوجيا المساعدة لأنها تقدم محتوى تعليمي بدلاً من تجاوز الجوانب الصعبة.
التصميم الشامل للتعلم (UDL)
هو فلسفة تشمل نماذج التعلم والأساليب والمنتجات لتعزيز تجربة التعليم للمتعلمين المختلفين سواء كانوا من ذوي اضطراب صعوبات التعلم أم لا، في هذا النهج غالبًا ما يتم دمج التكنولوجيا المساعدة في المواد التعليمية ويمكن تخصيصها لمساعدة الأطفال ذوي الإعاقة على النجاح في المنهج العام.
المرجع: