الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

اضطراب طيف التوحد والقلق في بيئة العمل

اضطراب طيف التوحد والقلق في بيئة العمل
اضطراب طيف التوحد والقلق في بيئة العمل

ترجمة: أ. شروق السبيعي

هنا، سنتعمق أكثر في العلاقة بين اضطراب طيف التوحد والقلق، وكيف يمكن للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد التعامل مع ضغوطات العمل، وكيف يمكنك أنت كصاحب عمل مساعدتهم.

القلق، كما يعلم الكثير منا هو في حد ذاته رد فعل للتوتر وهو شيء موجود لدى الكثير منا من وقت لآخر، اضطراب القلق الذي يستمر لفترة أطول من المخاوف والهموم المؤقتة شائع بشكل خاص بين الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد – في الواقع فهو أكثر الاضطرابات الشائعة المصاحبة، تمامًا كما هو الحال عند الأشخاص الغير مشخصين باضطراب طيف التوحد يمكن أن يتم تحفيز القلق لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد بشكل خاص في بيئة العمل، بشكل عام هناك أربعة مجالات رئيسية قد تتعلق بالقلق بشكل خاص لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.

الأول هو صعوبة التعرف على المشاعر لدى الشخص نفسه وعلى مشاعر الآخرين، وهذا يجعل من الصعب فهم ومعالجة مشاعر الخوف أو الأمان، والتي يمكن أن تكون مخيفة في حد ذاتها، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى القلق الاجتماعي بسبب صعوبة “قراءة” الآخرين، مما يجعل التفاعل الاجتماعي يبدو محفوفًا بالمخاطر ولا يمكن التنبؤ به، المجال الثاني هو المشاكل الحسية والتي غالبًا ما تصاحب اضطراب طيف التوحد، يتسبب اضطراب المعالجة الحسية في أن المدخلات مثل الصوت واللمس تبدو ‘أكبر’ مما هي عليه بالنسبة للأشخاص غير المشخصين باضطراب طيف التوحد، مما يجعل من السهل الشعور بالإرهاق والقلق وعدم القدرة على الأداء.

هناك صعوبة أخرى هي عدم اليقين، غالبًا ما يتطور الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال القدرة على التنبؤ واتباع روتين، إن عدم القدرة على معرفة ما سيأتي بعد ذلك يمكن أن يسبب القلق في حد ذاته، ويمكن أن يسبب مزيدًا من القلق عندما يتعين عليهم محاولة تخمين كيفية التصرف في موقف غير معروف أو غير متوقع، المجال الأخير هو قلق الأداء، يقوم العديد من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد بالأداء (ويُطلق عليه غالبًا ‘الإخفاء’) للتوافق بشكل أفضل مع أقرانهم الغير مشخصين باضطراب طيف التوحد وهو ما قد يكون مرهقًا، في المواقف الاجتماعية، قد يعني الفشل في الأداء إحداث انزعاج لدى الآخرين، في العمل فإن مثل هذا الفشل قد يكون له عواقب أكبر، ويمكن أن يسبب التفكير فيه الكثير من القلق، بالإضافة إلى ذلك فإن الافتقار إلى ضمان النجاح يمكن أن يجعل الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد مترددين في تجربة أشياء جديدة أو إكمال المهام، العديد من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد عندما يواجهون القلق يصبحون أكثر تكرارًا لأفعالهم ويسعون إلى قضاء المزيد من الوقت في الهوايات والاهتمامات، و/أو قد يصبحون أكثر إصرارًا على الروتين، ربما خوفًا من الفشل أو من المدخلات الحسية.

في بيئة العمل، يمكن أن ترتفع مستويات القلق بشكل خاص لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، بسبب زيادة احتمالية حدوث تغييرات مفاجئة وانعدام التحكم في البيئة، يمكن أن يؤدي القلق غير المعالج إلى مشاكل طويلة المدى، مثل استغراق وقت أطول من المعتاد لإكمال المهام أو عدم إكمالها على الإطلاق أو الحاجة إلى أخذ المزيد من الوقت بعيدًا عن العمل، بصفتك صاحب عمل يمكنك مساعدة موظفيك ذوي اضطراب طيف التوحد على خفض وإدارة قلقهم من خلال العديد من الطرق البسيطة، فقط تذكر أن الاحتياجات والحلول تختلف باختلاف الشخص، أول شيء يجب فعله هو السؤال مسبقًا قد يعرف الموظفين ذوي اضطراب طيف التوحد بالفعل الضغوطات التي لديهم من تجارب سابقة، ويعرفون ما يحتاجون إلى تجنبه أو التعامل معه عند ظهوره، قلل من حالة عدم اليقين للموظفين من خلال تقديم توقعات وتعليمات محددة مسبقًا، بالإضافة إلى بيئة منظمة، عندما لا يمكن تجنب المواقف الجديدة أو غير المؤكدة، حاول التعرض التدريجي أو “التشغيل التجريبي”، السماح للموظفين بتقليل المدخلات الحسية باستخدام أضواء خافتة و/أو سماعات رأس مانعة للصوت على سبيل المثال، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي أيضًا.

قد يستفيد موظفيك ذوي اضطراب طيف التوحد أيضًا بشكل كبير من وجود مرشد أو صديق يشرح لهم بلطف الفروق الدقيقة في بيئة العمل، قد تختار تقديم تدريب متخصص للموظفين و/أو لمدرائهم وزملائهم، أو طلب الدعم من مستشار متخصص في بيئة العمل، من المفيد أيضًا إجراء تقييمات منتظمة للأداء واجتماعات متابعة، بما في ذلك، وبشكل خاص، طمأنة الموظفين بأن الأمور تسير على ما يرام، وهذا يقدم قدرًا كبيرًا من الراحة من قلق الأداء، أخيرًا إذا رغبوا الموظفين ذوي اضطراب طيف التوحد فيمكنك أنت أو الأشخاص الكشف عن تشخيصهم باضطراب طيف التوحد لزملائهم، يمكن أن يساعد إبلاغ الفريق في خفض القلق لأنه يضع الجميع على نفس الصفحة، ويمكن أن يساعدهم في معرفة ما يمكن توقعه.

على الرغم من أن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد قد يكونون أكثر عرضة لتجربة القلق في بيئة العمل، فمن المهم أن نتذكر أن هذا ليس خاصًا بالنسبة لهم، حيث يعاني جميع الأشخاص من القلق والتوتر في بيئة العمل في بعض الأحيان، وكما هو الحال مع الأشخاص الغير مشخصين باضطراب طيف التوحد، يمكن أن يؤثر القلق على قدرة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد على التركيز وأداء مهامهم كما هو متوقع، لذلك يتعين على أصحاب العمل التدخل، إن طريقة خفض هذا القلق للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد بسيطة إلى حد ما ولا تكلف شيئًا تقريبًا، إنها في الغالب مسألة تواصل جيد بينك وبين الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.

المرجع: 

https://accessate.net/features/2793