الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

أفضل طريقة لشرح تشخيص اضطراب صعوبات التعلم لطفلك

أفضل طريقة لشرح تشخيص اضطراب صعوبات التعلم لطفلك

أفضل طريقة لشرح تشخيص اضطراب صعوبات التعلم لطفلك

ترجمة: أ. رزان بن دهر 

يخشى العديد من الآباء و الأمهات أن يؤدي “وصف” أطفالهم بأنهم مشخصين باضطراب صعوبات التعلم إلى شعورهم بوجود خلل فيهم، أو أنهم مختلفين، أو أقل حماسًا للمحاولة، و لكن الواقع هو العكس تمامًا: ففهم الطفل طبيعة تشخيصه باضطراب صعوبات التعلم يمنحه شعورًا بالراحة، ويحفزه على تجاوز التحديات التي يواجهها، إليك كيف يمكنك بدء هذا الحوار.

اتصلت إحدى الأمهات ذات مرة بمدرستي المتخصصة في التربية الخاصة لترتيب زيارة تعريفية لها ولابنها إلى المدرسة، ابنها كان يواجه صعوبات كبيرة في المدرسة، وقد طرحت سؤالًا غريبًا خلال مكالمتها الأولى: “هل توجد في المدرسة أي لافتات أو ملصقات تشير إلى أن البرنامج مخصص للأطفال المشخصين باضطراب صعوبات التعلم؟”
سألتها عن سبب رغبتها في معرفة ذلك، فأجابت: “ابني لا يعلم أنه مشخص باضطراب صعوبات التعلم، و لا نريد له أن يعرف” هو يعلم، صدقيني، هو يعلم.

لطالما حيّرتني معاناة بعض الآباء و الأمهات من التردد في مناقشة تشخيص اضطراب صعوبات التعلم مع أطفالهم، فمعرفة الطفل بأنه مشخص باضطراب معروف وشائع، ويمكن قياسه وعلاجه، غالبًا ما تمنحه شعورًا كبيرًا بالراحة، أما في غياب هذه المعلومة فمن المرجح أن يصدق الطفل سخرية زملائه، و يشعر فعلًا أنه غبي، الحقيقة ستُحرّره!

إذا لم يكن لدى الطفل فهم أساسي لطبيعة الصعوبات التي يواجهها في التعلم، فمن غير المرجح أن يتمكن من الحفاظ على دافعيته داخل الصف، و بسبب حيرته تجاه الصعوبات التي يواجهها في المدرسة، فلن يكون قادرًا على الالتزام بالدراسة كما ينبغي.

كيف نتحدث مع الطفل عن اضطراب صعوبات التعلم؟

عند مناقشة اضطراب صعوبات التعلم مع الطفل، من الضروري توضيح طبيعته بأسلوب يتناسب مع عمر الطفل ومدى وعيه، مع التأكيد على ما يعنيه هذا الاضطراب وما لا يعنيه.
قد يحمل الطفل بعض المفاهيم الخاطئة حول اضطرابه، مثل اعتقاده بأنه سيزول عند بلوغه المرحلة المتوسطة، أو أنه دليل على نقص في الذكاء، أو أنه لن يتمكن أبدًا من تعلّم القراءة.
من المهم تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة بطريقة هادئة وواثقة تُشعر الطفل بالأمان، وتُعزز ثقته بنفسه.

خلال هذه المناقشات، أحرص على تسليط الضوء على نقاط قوته و مواهبه و اهتماماته، و لا تركّز فقط على ما يواجهه من صعوبات، عبّر عن تفاؤلك بشأن تطوره ومستقبله.

ذكّر طفلك بأنه قادر على التعلم بالفعل، و لكنه يتعلم بطريقة فريدة تتطلب منه بذل جهد إضافي و المشاركة في دروس و أنشطة تختلف عن تلك التي يشارك فيها أقرانه أو إخوته. شدد على أن هذا الاضطراب ليس ناتج عن خطأ ارتكبه، و ليس ذنبه بأي شكل من الأشكال، اشرح له أن التعلم يُشكّل تحديًا خاصًا بالنسبة له، و أنه قد يحتاج إلى وقت أطول من زملائه لإتقان المهارات المختلفة، ذكّره بأنه “سينهي السباق” في النهاية، حتى و إن سلك طريقًا مختلفًا عن الآخرين، أخبره بأن البالغين في حياته يقفون إلى جانبه و يدعمونه.

استعن بالصعوبات التي واجهتها أنت نفسك في مرحلة التعلم، و تحدث عن الاستراتيجيات التي ساعدتك على التغلب عليها. مثل هذه القصة الشخصية يمكن أن تمنح الطفل شعورًا بالطمأنينة و الانتماء، و تشجعه على المثابرة، لا أعتقد أن ذكر أسماء شخصيات مشهورة واجهت صعوبات في التعلم يكون دائمًا مصدرًا فعالًا للإلهام و التحفيز.

وقد يكون النهج الواقعي الأكثر فاعلية هو استخدام أمثلة لأشخاص يعرفهم الطفل ليشكلوا له مصدر إلهام : “هل كنت تعلم أن العم جون واجه أيضًا صعوبات في المدرسة و اضطر لإعادة الصف الثالث؟ كان يستغرق وقتًا طويلاً في أداء واجباته و لا يزال يعاني من صعوبة في الكتابة، و لكنه يعمل في وظيفة رائعة في المستشفى، و هو يحب الطهي، تمامًا مثلك، و لا أحد يستطيع تحضّير طبق تشيلي أفضل منه!”

فسّر لطفلك الصعوبات التي يواجهها يوميًا. فدور الوالدين في توضيح وفهم ما يمر به الطفل من تحديات يُعد من أهم وأثمن الأدوار في حياة طفل من ذوي الإعاقة. يجب على الوالدين توضيح طبيعة الإعاقة للطفل، مما يساعده على فهم الصعوبات التي يمر بها كل يوم ، و غالبًا ما يشعر الطفل بارتياح كبير عندما يدرك أن الصعوبات التي يواجهها لها اسم ، و أن هناك آخرين يعانون من مشكلات وصعوبات مماثلة.

من المهم أن يتم تقديم هذه المعلومات بطريقة حساسة و مناسبة لعمر الطفل، كما يفضل ألا تُناقش الصعوبات التي يواجهها الطفل في جلسة رسمية تحمل طابعًا مباشرًا مثل “لنناقش الآن صعوبات التعلم لديك”، بل يُفضل التعامل مع الموضوع تدريجيًا وبأسلوب غير رسمي ومتسلسل.

ابحث عن اللحظات المناسبة للتعليم و استغلها. فعندما يطرح الطفل سؤالًا متعلقًا بصعوباته، احرص على الإجابة بصدق و بطريقة تراعي مشاعره، كن حذرًا عند تقديم المعلومات، ولا تزوده بأكثر مما يمكن استيعابه أو التعامل معه في تلك اللحظة.

للتوضيح ذلك، تخيّل أن الطفل يشبه كوبًا فارغًا لا يحتوي على أي معلومات عن طبيعة صعوباته، و أنت تمثل الإبريق المملوء بالبيانات و التقارير و المعلومات والمعرفة حول تلك الصعوبات، قم “بسكب” معرفتك ببطء داخل الكوب حتى يمتلئ، أي إلى الحد الذي يمكن للطفل فهمه دون ضغطه أو إرباكه، احرص دائمًا على إنهاء الحديث برسالة تطمئن طفلك، و أكد له أنك سعيد بمناقشة أي شيء معه في أي وقت، و أنك دائمًا موجود لدعمه و الاستماع إليه.

تعد عملية إزالة الغموض مرحلة أساسية لتمكين الطفل من التعبير عن نفسه، إذ ينبغي أن يكون مستعدًا مع تقدمه في العمر، ليشرح ما يواجهه من صعوبات واحتياجات للمعلمين و المدربين و أرباب العمل دون تدخل من الوالدين.

المرجع: 

The Best Way to Explain Learning Disabilities to Your Child

https://www.additudemag.com/telling-your-child-they-have-a-learning-disability/