الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

تطوير النطق والأصوات الأولية باستخدام استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي (ABA)

تطوير النطق والأصوات الأولية باستخدام استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي (aba)

تطوير النطق والأصوات الأولية باستخدام استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي (ABA)

ترجمة: أ. شروق السبيعي

أنا أم لطفل مشخص باضطراب طيف التوحد، ومحللة سلوك معتمدة من المجلس. كما أنني مؤلفة كتاب “نهج السلوك اللفظي: كيفية تعليم الطفل المشخص باضطراب طيف التوحد والاضطرابات ذات العلاقة. وبصفتي محللة سلوك، أعلم أنه يمكن تغيير أي سلوك (بما في ذلك تطوير أصوات النطق) باستخدام استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي (ABA) المجربة.

تقييم تطور أصوات النطق 

الخطوة الأولى لتغيير أي سلوك هي إجراء تقييم كامل. قبل العمل على تدريب الطفل على النطق، يجب علينا أولًا تقييم الطفل ككل، وليس فقط لغته، بل أيضًا تقييم الدعم والخدمات المتوفرة له حاليًا. لا يمكننا التركيز فقط على لغة الطفل وتقييم أصوات النطق فقط، بل يجب النظر إلى الصورة الكاملة.

نحتاج إلى أن نأخذ خطوة للوراء، ونتفقد الوضع الكامل للطفل – بما في ذلك أمور مثل التغذية. لقد وجدت أن معظم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد الذين لا يتكلمون حتى سن الثانية أو الثالثة غالبًا ما يعانون أيضًا من مشاكل في التغذية. قد لا يزالون يستخدمون زجاجة الرضاعة أو اللهاية، أو قد يرفضون الأطعمة المهروسة المقدمة بواسطة الملاعق، أو يكونون شديدي الانتقائية في الطعام. على سبيل المثال، إذا كان الطفل لا يزال يستخدم زجاجة رضاعة أو يشرب من كوب مانع للتسرب، فمن المعقول وضع خطة لتعليم الطفل الشرب من كوب مفتوح أو باستخدام أنبوب الشفط، لأن ذلك قد يساعد على تطوير النطق والتحدث.

المساعدة المهنية لتطوير أصوات النطق

هناك أيضًا نقص في توفر أخصائيي النطق واللغة (SLPs)، خاصةً الذين لديهم معرفة أو خبرة في تحليل السلوك التطبيقي (ABA). أعتقد أن الطفل المشخص باضطراب طيف التوحد، وخاصة الذي لا يتحدث، بحاجة حقًا إلى فريق من المتخصصين لمساعدته حتى يتمكن الطفل من تحقيق أكبر تقدم ممكن.

أنا محظوظة لأنني عملت مع عدة أخصائيي نطق خلال مسيرتي، وقد تعلمت منهم الكثير حول كيفية تطوير النطق والأصوات الأولية. قمت أيضًا بتطوير بعض التدخلات التي تساعد الأهالي على تحسين نطق أطفالهم وتشجيعهم على التحدث بشكل أكبر من خلال ما أُطلق عليه “الكلمات المفاجئة” أو “pop-out words”. وأقصد بهذه الكلمات تلك التي ينطقها الطفل بشكل عفوي وفي الوقت الذي يختاره.

كيفية تقييم أصوات النطق

بعد إجراء التقييم الكامل، تحتاج إلى تقييم أصوات النطق أو الكلمات التي يستطيع الأطفال نطقها بشكل محدد. إذا كان طفلك أو عميلك غير ناطق أو ناطق بشكل محدود، فربما يكون السبب أن مهارة التقليد الصوتي (echoic control) غير مكتسبة. هذا يعني، على سبيل المثال، عندما أقول للطفل “قل كرة” وإذا لديه مهارة التقليد الصوتي، فإن الطفل سيقول “كرة” حتى وإن لم تكن الكرة موجودة. 

سنفترض في هذه المرحلة أن طفلك أو عميلك لا يستطيع تقليد الأصوات أو الكلمات بناءً على الطلب.

تطوير أصوات النطق: الثرثرة

الخطوة التالية هي تقييم ما إذا كان الطفل يُصدر أي أصوات، أو ما يُقارب الكلمات، أو ينطق أي كلمات تلقائيًا. كثير من الأطفال يُثرثرون. يبدأون بتمتمة “با با با با” و”دا دا دا دا دا”. قد يُثرثرون بكل هذه الأصوات النطقية المختلفة للحصول على المعزز. عندما يسمع والد الطفل “دا دا دا دا”، يتحمس الأب ويبدأ بتعزيز “دا دا دا دا دا”. عندما يُتمتم الطفل “بابا” للحصول على الزجاجة، قد يحصل الطفل على الزجاجة. ويحدث الشيء نفسه مع “ما ما ما ما”. هكذا تتشكل اللغة.

مع الطفل المشخص باضطراب طيف التوحد وغير الناطق، علينا أن نسأل: “هل يُصدر أصواتًا أولية أو يهمهم؟. بعد ذلك، نقيّم إن كان يستخدم أي تقريب للكلمات، أو يظهر كلمات “مفاجئة”. قد لا يتكلم كثيرًا، لكن قد يكون قد تم سماعه بنطق كلمات مختلفة خلال اليوم، أو ربما مرتين أسبوعيًا. عليك أن تكون محققًا قليلًا هنا. إذا قالت الأم: “طفلي يقول بعض الكلمات هنا وهناك”. حسنًا، ما هي هذه الكلمات؟ هل هي ماما؟ هل يقول مرحبًا؟ مع السلامة؟ هل هي دا دا؟ هل هو فيلم؟

استراتيجية التقييم: إنشاء قائمة

استراتيجية أخرى توصلتُ إليها قبل عدة سنوات هي إنشاء قائمة بالكلمات التي سمعتَ طفلك أو عميلك ينطقها. اجلس وراقب طفلك وسجّل الهمهمات العفوية ومحاولات نطق الكلمات. خذ 15 دقيقة للمراقبة عندما يكون الطفل منشغلاً باللعب بالليغو أو بلعبة بمفرده. ثم خصص 15 دقيقة أخرى عندما تكون معه في نشاط مثل التأرجح أو القفز على كرة. وبعد ذلك، خذ 15 دقيقة إضافية تقدم له خلالها بعض المعززات الصغيرة أثناء نطقه لكلمات مختلفة.

تطوير أصوات النطق: اقتران مثير بـ مثير

بمجرد أن ننتهي من التقييم الأساسي، نرغب في استخدام استراتيجية اقتران مثير بـ مثير طوال اليوم، بهدف زيادة الهمهمة العفوية ومحاولات نطق الكلمات والأصوات لدى الطفل.

قد يبدو مصطلح “Stimulus-Stimulus Pairing” معقدًا، لكنه في الواقع بسيط جدًا. هذه الاستراتيجية تقوم على تكرار الكلمة ثلاث مرات قبل تقديم الشيء المحبب للطفل.

اجلس مع الطفل، ويفضّل أن تجلس بجانبه (وليس أمامه مباشرة). امسك الشيء الذي يحبه الطفل (مثل لعبة أو قطعة طعام) ، ثم قل الكلمة بصوت واضح ومدّ الصوت قليلاً إن أمكن.

مثلاً، إذا كان الطفل يركّب قطع لغز بسيطة، وأنت تمسك قطعة شكل ما، قل:
“اسم الشكل عدة مرات وأنت تسلمه القطعة.

مع كل مرة نقرن فيها كلمة بالشيء المحبب للطفل (المعزز)، نحرص على تقريب المعزز خطوة بخطوة أكثر نحو الطفل، ولا نرغب في تأخير إعطائه. نُقدم المعزز فورًا بعد أن ينطق الطفل صوتًا صحيحًا أو مقاربًا لصوت الكلمة  المطلوبة، وإذا لم يتمكن من ذلك، نمنحه المعزز بعد المحاولة الثالثة، أيهما يحدث أولًا.

كما نريد أن نُكرر نقرن الكلمات طوال الوقت. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تصعد السلالم، بدلاً من قول: “جوني، لنصعد السلالم. جوني ولد جيد”، يمكنك ببساطة أن تقول: “فوق، فوق، فوق”، ثم تخطو بضع خطوات إلى الأعلى.

في الختام، نريد دائمًا تقييم الطفل بشكل كامل، والتركيز تحديدًا على التغذية والهمهمة العفوية، وأصوات النطق والكلمات. ثم نُتابع نقرن الأصوات والكلمات مع المعزز طوال اليوم، سواء أثناء الجلسات التعليمية على الطاولة أو في البيئة الطبيعية.

المرجع: 

Speech Sound Development & First Sounds in Children with Autism Using ABA Techniques

https://marybarbera.com/speech-sound-development/