
فهم سلوك إزالة الملابس في اضطراب طيف التوحد: الأسباب وكيفية التعامل
ترجمة: أ. شروق السبيعي
“جوي! أين بنطالك؟” هذه العبارة تتردد في منزلنا بشكل شبه يومي، سواء من زوجتي، أو ابني الأكبر، أو حتى مني. ابني الأصغر، كغيره من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، يُحب إزالة ملابسه. عادةً ما تكون ردّة فعله ضحكة ثم يركض مبتعدًا عنا، لكن بالنسبة لنا، هذا الموقف ليس مضحكًا على الإطلاق.
من الشائع أن يزيل العديد من الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد ملابسهم إما بشكل كامل أو جزئي. ويبدو أن ذلك يحدث في أوقات غير مناسبة. بصفتنا كآباءً، من مسؤوليتنا مساعدة الأطفال على فهم أهمية ارتداء الملابس.
ما هي العلاقة بين اضطراب طيف التوحد وإزالة الملابس؟
كل طفل فريد من نوعه، لذا قد يصعب فهم سبب رغبتهم في إزالة ملابسهم. قد لا يعجبهم ملمس الملابس على أجسامهم، أو ربما يحاولون لفت انتباهكم إلى شيء آخر تمامًا. قد يستمتع بعض الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد بالحركات الجسدية المرتبطة بإزالة الملابس، أو قد يفضلون ارتداء ملابس أخف أو أقل عددًا. ورغم أن هذا السلوك قد يبدو مزعجًا للبالغين، إلا أنه قد يكون وسيلة يعبر بها الأطفال عن احتياج معين أو شعور داخلي في تلك اللحظة.
المحفزات المحتملة
رغم عدم وجود سبب قاطع، إلا أن هناك عدة عوامل محتملة قد تدفع الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد إلى إزالة ملابسهم. قد تكون هذه السلوكيات ناتجة من عوامل بسيطة مثل الانزعاج من المحفزات الحسية، وتمثل هذه السلوكيات جزءًا من آليات تنظيم المشاعر لدى الأطفال.
الصعوبات الحسية
العديد من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد قد يكونون حساسين بشكل عالي للتجارب الحسية، مما قد يجعل نسيج الملابس غير مريح، ويدفعهم إلى إزالتها.
قد لا يُعجب بعض الأطفال بالملابس الضيقة، فيفضلون ملابس فضفاضة. بينما قد يفضل البعض الآخر الراحة التي توفرها الملابس الضيقة.
قد تُسبب بعض أنواع الملابس شعورًا بالحكة أو الانزعاج، وقد تكون إزالة الملابس هي الطريقة الوحيدة لتخفيف هذا التحفيز الحسي.
تنظيم المشاعر
في بعض الحالات، يرتبط سلوك إزالة الملابس بمحاولة الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد تنظيم مشاعرهم. فعند حدوث تغييرات في روتينهم اليومي، قد يُعبّرون عن شعورهم بالإحباط من خلال إزالة الملابس، في محاولة لاستعادة الإحساس بالسيطرة.
في مثل هذه اللحظات، قد لا يكون لديهم إدراك واضح للسلوكيات الاجتماعية المناسبة أو الطرق المناسبة للتعبير عن مشاعرهم السلبية.
التفضيلات الشخصية
قد يفضل بعض الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد عدم ارتداء الملابس. ربما كانت لديهم تجارب سلبية مع الملابس في الماضي، أو قد يختارون ببساطة الإحساس بملامسة الهواء لبشرتهم، معتبرين ذلك أكثر راحة من ثقل الملابس عليهم.
منع أطفالكم المُشخّصين باضطراب طيف التوحد من إزالة ملابسهم
رغم أنه قد يكون من الصعب في بعض الأحيان الحفاظ على ملابس أطفالكم، إلا أن هناك بعض النصائح التي ستساعد في خفض سلوك إزالة الملابس.
تحديد المشكلة
أول خطوة لتشجيع أطفالكم على ارتداء ملابسهم هي معرفة السبب وراء إزالتها. بعد التعرّف على ما إذا كان السبب حسّياً، نفسياً، أو مجرد تفضيل شخصي، يمكنكم دعمهم وتشجيعهم على الاستمرار في ارتداء ملابسهم والحفاظ عليها.
إذا كانوا أطفالكم ناطقين، فسيتمكنون من إخباركم بأنهم غير مرتاحين. أما الأطفال غير الناطقين، فسيكون من الصعب معرفة السبب، لكنهم سيعبرون عن ذلك من خلال حركات يمكن ملاحظتها.
إذا كان أطفالكم بحاجة إلى الشعور بمزيد من الدفء، يمكنكم اختيار ملابس ضيّقة. أما إذا لم يُفضلوا الدفء، فاختاروا لهم ملابس أوسع تناسب احتياجاتهم الحسية.
عندما يُشارك الأطفال في عملية شراء الملابس، يكونون أكثر ميلًا لاختيار ما يناسب تفضيلاتهم ويرغبون في ارتدائه.
تغيير السلوك
إذا لم تكن المشكلة ناتجة عن عوامل حسّية، يمكنكم اللجوء إلى استراتيجيات تغيير السلوك لمساعدة أطفالكم على الحفاظ على ملابسهم.
تشمل هذه الاستراتيجيات ما يلي:
- استخدام كتب توعوية تشرح لماذا يُعد إزالة الملابس سلوكًا غير مرغوب فيه
- توجيه انتباههم إلى أطفال آخرين يلتزمون بارتداء ملابسهم
- إنشاء خطة سلوكية تتضمن تعزيزًا إيجابيًا عند التزامهم بالسلوك المرغوب فيه
إذا كان أطفالكم يتلقون علاج تحليل السلوك التطبيقي، فقد يتمكن أخصائي تحليل السلوك من وضع استراتيجيات لتغيير السلوك تساهم في التعامل مع المشكلة بشكل أعمق.
حلول عملية
إذا لم تنجح تعديلات الملابس واستراتيجيات تغيير السلوك، فقد تحتاجون إلى إيجاد بعض الحلول العملية قصيرة المدى لمساعدة أطفالكم المشخصين باضطراب طيف التوحد في الحفاظ على ملابسهم.
يمكن أن تشمل هذه الحلول ما يلي:
- ملابس صديقة للحواس
- دبابيس آمنة لتثبيت الملابس معًا
- استبدال أزرار الملابس بأزرار أكثر تعقيدًا
- السترات العلاجية الموزونة قد تُقلل من قدرة الأطفال على إزالة ملابسهم بسهولة نظرًا لثقلها وتأثيرها المهدئ
قد تُساهم هذه الحلول المؤقتة في تخفيف المشكلة إلى أن يتم الوصول إلى حل دائم وفعّال.
مساعدة أطفالكم على الفهم
من واقع تجربة، قد يكون من المُحبط أن يزيل أطفالكم المشخصين باضطراب طيف التوحد ملابسهم فجأة ويبدؤون بالركض. فهذا السلوك يعد واحدًا من بين العديد من السلوكيات غير المرغوب فيها المرتبطة بهذا الاضطراب، والتي يواجهها الآباء ومقدمو الرعاية يوميًا.
ورغم أن الحفاظ على الهدوء في مثل هذه المواقف قد يكون صعبًا، فإن أطفالكم يحتاجون دعمكم وتفهمكم لمساعدتهم على إدراك السلوكيات المرغوب فيها وغير المرغوب فيها.
إنها رحلة تتطلب الصبر والمثابرة، ولكن من خلال التعاون والدعم المستمر، يمكنكم معًا التغلب على هذه الصعوبات.
الأسئلة الشائعة
س: كيف يمكن مساعدة الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد في خفض سلوك إزالة ملابسهم؟
ج: إذا كان الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد يزيلون ملابسهم بشكل متكرر، يمكن للآباء ومقدمي الرعاية العمل على جعل إزالة الملابس أكثر صعوبة عن طريق معالجة الأسباب التي تؤدي إلى الانزعاج، واستخدام التعزيز الإيجابي لتشجيعهم على الحفاظ على ملابسهم.
س: لماذا يستمرون أطفالنا المشخصين باضطراب طيف التوحد في إزالة ملابسهم؟
ج: قد يزيل الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد ملابسهم بسبب صعوبات حسية أو شعور بعدم الراحة. فالأقمشة أو العلامات أو الخياطة غير المريحة قد تثير ردود فعل قوية لدى الأطفال، مما يدفعهم إلى إزالة ملابسهم.
س: ما هي المشاكل المتعلقة بحساسية الملابس لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد؟
ج: قد يعاني الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من حساسية حسية تجاه أنواع معينة من الملابس. فقد يجدون صعوبة في ارتداء الملابس المصنوعة من أقمشة معينة، أو التي تحتوي على خياطة بارزة أو علامات مزعجة.
س: كيف يمكن منع الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من إزالة الحفاضات؟
ج: إذا كان الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد يواجهون صعوبة في التدريب على استخدام المرحاض، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على ارتداء الحفاضات بطريقة معكوسة أو تثبيتها بشريط لاصق. مما يجعل من الصعب على الأطفال إزالتها بأنفسهم.
المرجع:
Autism and Taking Clothes Off: Causes and Management
https://www.autismparentingmagazine.com/autism-taking-clothes-off/