أهمية بناء العلاقة في تحليل السلوك التطبيقي
ترجمة: أ. شروق السبيعي
كوالد ترغب الأفضل لطفلك وعندما لا تتم تلبية احتياجات طفلك النفسية والجسدية والعقلية فقد يسبب ذلك ضائقة كبيرة لك ولطفلك، في تحليل السلوك التطبيقي والذي يسمى عادةً بـ ABA وهو يقوم على خفض المشاكل السلوكية من خلال تنمية مهارات التركيز والانتباه والمهارات الاجتماعية والمهارات الأكاديمية، وبمتابعة من قبل أخصائي ABA يمكن لطفلك تحقيق إمكاناته الكاملة عند تلقي الخدمة المناسبة له .
ومن أجل نجاح تدخل تحليل السلوك التطبيقي يحتاج طفلك إلى التواصل مع الأخصائي، ولبناء هذا التواصل سيركز الأخصائي في بناء العلاقة، حيث إذا لم يكن هناك انسجام بين الطفل والأخصائي سيفقد التدخل فعاليته، ولهذا السبب فإن بناء العلاقة مع الأطفال أمر ضروري، لحسن الحظ يتمتع أخصائيين تحليل السلوك التطبيقي بخبرة لا تصدق في هذا المجال مما يجعل من السهل على طفلك التأقلم.
ماذا يعني بناء علاقة جيدة؟
ببساطة بناء العلاقة الجيدة هو إقامة علاقة عميقة وحقيقية بين أخصائي تحليل السلوك التطبيقي وطفلك وتُعرف هذه العملية أيضًا بإسم الاقتران، ويتضمن الإقتران عمل الأخصائي مع الطفل بشكل جيد، ويمكن معرفة ما إذا كان الأخصائي مناسبًا لطفلك أو لا من خلال معرفة الأخصائي لدوافع طفلك والتفاعل معه وتقدير اهتماماته.
وبناء على هذه المعلومات يقدم الأخصائي تعزيز إيجابي والحرص أن تكون البيئة إيجابية وإذا استجاب الطفل بشكل جيد لهذه الإستراتيجية فسوف يكون إقتران ناجح، إن إحدى الطرق المؤكدة لمعرفة ما إذا كان أخصائي تحليل السلوك التطبيقي قد بنى علاقة طيبة مع طفلك هي مراقبة مشاعر الطفل إذا كان طفلك متحمسًا لرؤية الأخصائي أو منزعجًا عند مغادرته، فمن المؤكد أن الإقتران فعال.
لماذا يعد بناء علاقة جيدة أمرًا ضروريًا؟
إن بناء علاقة جيدة مع الطفل أمر ضروري من أجل الحصول على نتائج تدخل تحليل السلوك التطبيقي، وهذا لا يضمن حصول طفلك على أفضل النتائج فحسب بل يكون توجيه الأخصائي أكثر فعالية.
في الواقع عندما يقترن طفلك بالأخصائي المناسب يكون أقل عرضة لظهور المشاكل السلوكية، والأكثر من ذلك عندما تكون الثقة والتفهم متبادلة بين طفلك والأخصائي سيكون طفلك أكثر ميلاً لتقديم استجابات صحيحة والتغلب على العديد من الصعوبات المقدمة في التدخل.
كما أن بناء العلاقة يفيد الأخصائي، بالنسبة له يعد الاقتران ضروريًا لأنه يساعد على تحقيق الأهداف الفردية، وبمجرد بناء العلاقة الجيدة يمكن للأخصائي تطبيق الجلسات للحصول على النتائج المثالية، ونتيجة لذلك يتعلم طفلك كيفية التصدي للمشاعر السلبية والعادات الضارة والسلوكيات الغير مرغوب فيها وعدم اتباع استراتيجيات التواصل غير الفعّالة.
كيف يمكن لأخصائي السلوك بناء علاقة جيدة مع الطفل؟
تشمل عملية بناء العلاقة الجيدة عادةً المشاركة في الأنشطة التي يحبها الطفل، وفي أغلب الحالات يلعب الأخصائي بالألعاب مع الطفل، ورغم أن هذه الإستراتيجية قد لا تبدو مهمة من منظور شخص خارجي، إلا أنها إستراتيجية ناجحة، وبينما يلعب طفلك بلعبته المفضلة يقوم الأخصائي بجمع المعلومات، كيفية تفاعل طفلك مع الألعاب، وكيف يتغير مزاجه أثناء اللعب، ومدى تشتت انتباهه أثناء اللعب، كلها عوامل سيأخذها الأخصائي في الاعتبار، ومن خلال هذه الرؤية يمكن لأخصائي السلوك إظهار حيوية طفلك مع التشجيع على القيام بالسلوكيات المرغوبة بطريقة عملية ودقيقة.
خفايا بناء العلاقة الجيدة
إن بناء العلاقة الجيدة في تدخل تحليل السلوك التطبيقي هو أمر صعب للغاية، سواء كان طفلك من ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) أو من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو لديه أي مشكلة سلوكية أخرى، فإن بناء علاقة طيبة يتطلب الصبر والدقة وقبل كل شيء سيمتنع أخصائي طفلك عن تقييد طفلك، بعبارة أخرى سيحاول ألا يقول له لا، هذه الاسترتيجية تقدم لطفلك ما هو مطلوب بشدة لدى الأطفال الذين لديهم مشاكل سلوكية.
من الشائع أيضًا أن يحدد أخصائي السلوك معززات الطفل، وبشكل أكثر تحديدًا يتم استخدام الأنشطة أو الرحلات التي يستمتع بها طفلك كمعزز عند قيامه بالسلوك الجيد على سبيل المثال: إذا كان طفلك يحب اللعب في الخارج فقد يأخذه الأخصائي إلى الملعب بعد الانتهاء من مهمة ما، هذه الإستراتيجية تسمح لطفلك معرفة أن الأخصائي لديه القدرة على إشباع رغبته.
على نفس القدر من الأهمية بتقديم الألعاب التي يحبها طفلك، لن يقضي أخصائي السلوك الجلسة بأكملها في اللعب بالألعاب، إن هذه الإستراتيجية تشعر طفلك وكأنه ليس في جلسة علاجية بل يقضي وقتًا مع صديق، عندما يتمكن الأخصائي خلق مساحة آمنة بينه وبين الطفل، فإن هذا يبشر بالخير لجلسات بناءة ويعزز الثقة، من خلال تطبيق كل هذه الإستراتيجية التي تم اختبارها بمرور الزمن سيتعلم طفلك كيفية التنقل في الحياة بثقة وكفاءة وفهم أكبر.
المرجع:
https://www.behaviornation.com/blog/the-importance-of-building-rapport-in-aba