
تأثير القصص الاجتماعية على التفاعل الاجتماعي وسلوك الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد
الكاتبة: الانا فينتيميليا
جامعة سانت جون فيشر
ترجمة: أ. نجاة الرمضان
ملخص الدراسة
ما هو مجال البحث في هذه الدراسة؟
تأثير القصص الاجتماعية على التفاعل الاجتماعي وسلوك الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد
هي دراسة تسلط الضوء على استخدام القصص الاجتماعية كاستراتيجية تدخل للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد (ASD). تشمل هذه الدراسة على دراسات سابقة و بيانات تم جمعها من المهنيين العاملين في مجال التربية الخاصة، حيث توضح فاعلية استخدام القصص الاجتماعية لغرض التدخل وتغيير السلوك للطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد.
ما أهمية هذه الدراسة؟
تكمن أهمية الدراسة في تعميم استراتيجية القصص الاجتماعية كتدخل يعمل على تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي واكتساب السلوكيات المناسبة لدى الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد، حيث أن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي عصبي، ينطوي على تحديات في مجال التفاعل الاجتماعي والكلام والتواصل الغير اللفظي والسلوكيات المقيدة المتكررة، وصعوبة الانتقال من نشاط لآخر.
ظهرت القصص الاجتماعية كنوع من التدخل يستخدم لمعالجة التحديات الاجتماعية والسلوكية لدى الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد. حيث أنها توفر نهجًا منظمًا ومرئيًا لتدريس المهارات الاجتماعية ومساعدة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد على التعامل في المواقف الاجتماعية وفهم السلوكيات المناسبة.
باستخدام القصص الاجتماعية، يمكن للمعلمين والأخصائيين استهداف مجالات محددة من الاحتياجات، مثل انخفاض السلوك غير المناسب مقابل زيادة السلوك المناسب، تحسين التفاعل الاجتماعي، خفض مستوى القلق، تحسين مهارات العناية الشخصية، وتحسين مهارات التواصل.
طرق البحث المستخدمة في الدراسة:
استخدمت الباحثة في الدراسة طريقتين رئيسيتين وهي:
مراجعة الدراسات السابقة، وعمل استبيان شارك فيه المهنيين المتخصصين في مجالات التربية الخاصة.
تضمنت مراجعة الدراسات السابقة فحص الأبحاث الحالية والمقالات العلمية حول استخدام القصص الاجتماعية كتدخل للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد. قامت الباحثة بجمع معلومات حول فاعلية القصص الاجتماعية وتأثيرها على التفاعل الاجتماعي والسلوك لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
اشتملت طريقة الاستبيان بتوزيع الاستبيان على المتخصصين في مجالات التربية الخاصة. بما في ذلك معلمي التربية الخاصة، و أخصائيين النطق والتخاطب، محللي السلوك، ومساعدي المعلمين.
يهدف الاستطلاع إلى جمع المعلومات حول فاعلية استخدام القصص الاجتماعية في المواقف التعليمية. كما سُئل المشاركون عن تجربتهم مع القصص الاجتماعية، والغرض من استخدامها، ومجموعات الطلاب الذين استفادوا من هذه الاستراتيجية، والآثار التي لاحظوها.
سمحت هذه الأساليب للمؤلف بجمع المعلومات من الدراسات الموجودة وخبرات المهنيين لتوفير فهم شامل لتأثير القصص الاجتماعية كتدخلات للطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد.
قدمت مراجعة الدراسات أساسًا للتعرف على الاستراتيجية، بينما أضاف الاستطلاع وجهات النظر من العالم الواقعي من المهنيين الذين يعملون مباشرة مع الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد.
النقاط التي تم ذكرها بالدراسة من الدراسات السابقة:
أحد الدراسات السابقة المذكورة في هذه الدراسة بينت أن القصص الاجتماعية يجب أن تكتب بتنسيق معين تم تطويره من قبل كارول جراي. يحتوي هذا التنسيق على أربعة أنواع من الجمل:
جمل وصفية، جمل توجيهية، جمل التحكم، وجمل نظرية. كما يتم كتابة القصة من منظور الطفل باستخدام لغته وجعل الطفل يشعر بأنه جزء من القصة والمتحكم الأول فيها.
يهدف هذا النهج إلى تعليم الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد اكتساب السلوكيات الاجتماعية المناسبة واستمرارية استخدام هذه السلوكيات في المواقف الصحيحة.
وفي دراسة أخرى سلطت الضوء على أن القصص الاجتماعية أثبتت فاعليتها في اكتساب السلوكيات الاجتماعية المناسبة لدى الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد. كما وضحت هذه الدراسة أن الغرض من استخدام القصص الاجتماعية قد يختلف باختلاف احتياجات الطفل الفردية، ولكنها في الأخير فعَالة في زيادة التفاعل الاجتماعي وخفض السلوكيات غير المرغوب فيها.
أما بعض الدراسات لاحظت أن بعض الأطفال لم يظهروا أي تحسن يذكر، مما يشير إلى الحاجة إلى بحوث أخرى لتحديد تأثير البيئات المختلفة، والفئة العمرية على فاعلية القصص الاجتماعية في تغيير السلوك المستهدف.
عدد المشاركين في الدراسة
شارك في استطلاع البحث تسعة عشر مشاركًا ممن استخدموا القصص الاجتماعية مع الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد، وهم مجموعة من معلمي التربية الخاصة، أخصائيين النطق والتخاطب، محللي السلوك، ومساعدي المعلمين.
ما هو سؤال البحث المحدد؟
سؤال البحث المحدد في الدراسة هو دراسة آثار تدخل القصة الاجتماعية على التفاعل الاجتماعي وسلوك الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد.
أين أجريت الدراسة؟
أجريت الدراسة في بيئة مدرسية مخصصة للطلاب ذوي الاضطرابات النمائية.
نتائج الدراسة
بينت نتيجة الدراسة أن القصص الاجتماعية قد أثبتت فاعليتها في عدة مجالات، مثل:
اتباع الروتين، التعامل مع المشاعر بطريقة مناسبة، تهدئة المشاعر الانفعالية.
أفادت المجموعة المشاركة في الاستبيان أن القصص الاجتماعية كان لها من الآثار الإيجابية مع الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد، كما أثبتت فاعليتها مع الطلاب المشخصين بالاضطرابات النمائية الأخرى.
بالرغم من أن نتائج الدراسة أشارت إلى أن القصص الاجتماعية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على سلوك الطلاب المشخصين باضطراب طيف التوحد وتحسين التفاعل الاجتماعي، إلا أن المشاركين لاحظوا أن التأثير لتلك القصص الاجتماعية كان مقصور على الطلاب ذوي الأداء العالي بشكل عام.
اقتراحات للبحث المستقبلي
ذكر في نتائج هذه الدراسة أهمية تسليط الضوء على الحاجة إلى المزيد من البحوث والمعلومات في المجالات المتعددة، كما حددت الدراسة تلك المجالات للبحث فيها في المستقبل. وتشمل:
- تحديد الفئة العمرية التي من الممكن أن تستفيد من القصص الاجتماعية، وتحديد مستويات القدرة، وكذلك تحديد الطلاب المشخصين بالاضطرابات النمائية الأخرى الذين يمكن استخدام القصص الاجتماعية معهم.
- البحث عن فاعلية دور الأقران في القصص الاجتماعية وتقييم فوائد مشاركة الأقران.
- جمع البيانات عن كيفية قراءة القصص الاجتماعية، مثل القراءة للطفل المشخص باضطراب طيف التوحد وحده أو قراءة القصة للطفل مع أقرانه.
- استكشاف تأثير قراءة الأطفال للقصص الاجتماعية بنفسهم مقابل قراءتها من قبل شخص بالغ.
- البحث عن فاعلية القصص الاجتماعية كتدخل وحيد مقابل النظر في العوامل الأخرى التي قد تؤثر على فعاليتها.
- تحديد مجتمع الطلاب الذين قد يستفيدون من القصص الاجتماعية بشكل أكبر من غيرهم من الطلاب الآخرين.
- إجراء البحث حول استخدام الرسوم المصورة في القصص الاجتماعية وتحديد الآثار المترتبة على فاعليتها.
المرجع:
Ventimiglia, A. (2007). The effects of social stories on the social interaction and behavior of students with autism spectrum disorders. St. John Fisher University.