الشائعات المتعلقة حول تحليل السلوك التطبيقي
ترجمة: أ. منار الزهراني
على الرغم من وجود تحليل السلوك التطبيقي منذ خمسة عقود، وتم إثباته كأسلوب فعَال لمساعدة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى في التعامل مع السلوكيات غير المرغوب فيها، إلا مع وجود العديد من المعتقدات الخاطئة التي تدور حول تحليل السلوك التطبيقي.
لذلك من المهم توضيح وتصحيح المعلومات الخاطئة، حتى لا يصبح عائقاً أمام الأفراد الذين هم بحاجة إلى خدمات تحليل السلوك التطبيقي.
الشائعة الأولى: العلم لا يدعم تحليل السلوك التطبيقي
أثبتت العديد من الدراسات أن تحليل السلوك التطبيقي هو تدخل فعَال للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى، وقد صرح كلاً من جراح عام الولايات المتحدة وجمعية علم النفس الأمريكية، أن تحليل السلوك التطبيقي يعد من أفضل الممارسات المثبتة علميًا مع الأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى، حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أنه عندما يتم الاستمرار بتطبيق نهج تحليل السلوك التطبيقي لمدة تصل من سنة إلى ثلاث سنوات قد يُلاحظ تحسن في الأداء الأكاديمي والاجتماعي واللغوي لديهم.
الشائعة الثانية: تحليل السلوك التطبيقي فعَال مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد فقط
يعد تحليل السلوك التطبيقي تدخل فعَال لمساعدة الأفراد ذوي الإعاقة، بما في ذلك الأفراد الذين يعانون من إصابات في الدماغ، كما يستخدم في العديد من المجالات كالتعليم، و علم النفس الرياضي، والصحة واللياقة البدنية، و اضطراب إدمان المخدرات.
يمكن أن يكون تحليل السلوك التطبيقي فعَال في تحسين العديد من الحالات، حيث أن دراساته مستندة حول السلوك البشري وكيفية تعامل أدمغتنا مع المثيرات المختلفة.
الهدف من تحليل السلوك التطبيقي هو تعليم الأفراد مهارات جديدة من خلال التعزيز الإيجابي والذي يمكن أن يكون فعالاً لأي فرد بحاجة إلى التدخلات السلوكية وليس فقط للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد.
الشائعة الثالثة: تحليل السلوك التطبيقي يشجع على رشوة الأطفال
يلتبس على البعض أحياناً بين مفهومي الرشوة والتعزيز الإيجابي، والفرق بينهما أن التعزيز الإيجابي يقدم المعزز بعد السلوك الإيجابي من أجل زيادة احتمالية تكراره بالمستقبل، في تحليل السلوك التطبيقي يُنظر للتعزيز على أنه نتيجة، أو الشيء الذي يحدث بعد السلوك مباشرة.
بينما الرشوة مرتبطة بسلوك سلبي، وتحدث قبل السلوك حيث أن هناك فرق كبير بين “إذا كنت هادئاً أثناء وقت القصة فسأعطيك كعكة” وبين ” لقد أديت الاستماع بشكل جيد أثناء وقت القصة، يمكنك الآن الحصول على خمسة دقائق من الوقت الحر.
الشائعة الرابعة: أي شخص يمكنه تقديم نهج تحليل السلوك التطبيقي
بالرغم من صحة أن أي شخص يمكنه استخدام مفاهيم تحليل السلوك التطبيقي، إلا أن الأشخاص الذين لديهم الاعتماد، هم المخولين بتقديم خدمات تحليل السلوك التطبيقي. ولكي تكون مقدمًا للخدمة في تحليل السلوك التطبيقي، يجب أن تكون محلل سلوك معتمد (BCBA) أو محلل سلوك مساعد معتمد (BCaBA) أو فني سلوك مسجل (RBT) من قبل مجلس الإدارة، ويمكن الحصول على الاعتماد بعد إكمال كافة المتطلبات في شروط الأهلية في المكان الذي سيقدم فيه الشخص خدمات تحليل السلوك التطبيقي.
الشائعة الخامسة: تحليل السلوك التطبيقي يشجع على معاقبة الأطفال
إن أساس تحليل السلوك التطبيقي هو مكافأة السلوك الإيجابي، وليس عقاب السلوكيات غير المرغوب فيها، بالرغم من أن العقاب قد كان ممارسة شائعة في أواخر الخمسينيات، إلا أن التقدم في الأبحاث أظهر أن العقوبة ليست أكثر الإجراءات فاعلية لتصحيح المشكلة السلوكية.
الشائعة السادسة: تحليل السلوك التطبيقي لا يتدخل إلا بالمشاكل السلوكية فقط
عندما نفكر في المشكلات السلوكية، يتبادر إلى أذهاننا السلوكيات السلبية كنوبات الغضب أو الضرب أو الصراخ، ولكن في تحليل السلوك التطبيقي يُقصد بالسلوك أي فعل يقوم به الفرد.
لذا بالرغم من أن تحليل السلوك التطبيقي يتدخل في التقليل من المشكلات السلبية إلا إنه أيضاً يعزز مهارات الحياة اليومية والمهارات الاجتماعية.
الشائعة السابعة: تحليل السلوك التطبيقي يشفي من اضطراب طيف التوحد
لا يوجد شفاء حتى الآن من اضطراب طيف التوحد، حيث يهدف تحليل السلوك التطبيقي إلى مساعدة الأطفال والبالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد على مواجهة التحديات، وتعلم المهارات الاستقلالية. يعد تحليل السلوك التطبيقي تدخلًا قويًا لتحسين مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية، والرعاية الذاتية، وليس هدفه الشفاء من اضطراب طيف التوحد.
أظهرت الأبحاث مؤخراً على التركيز على التدخل المبكر بدلاً من إيجاد العلاج لاضطراب طيف التوحد. يعتقد بعض الأشخاص أن محاولة علاج اضطراب طيف التوحد تعني التخلص من شخصيتهم، بالمقابل يقدم تحليل السلوك التطبيقي التدخل والاستراتيجيات الفعَالة لمساعدة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى على أن يصبحوا أكثر استقلالية ونجاحاً في الحياة.
المرجع
Debunking 7 Common Myths About ABA Therapy – GSEP Blog | Pepperdine GSEP