ترجمة : أ. عبدالله الأحمري
يمكن أن يكون الاختيار بين العلاج الوظيفي والعلاج السلوكي التطبيقي لطفلك قراراً صعباً. يهدف كلا المنهجين إلى مساعدة الأطفال على الازدهار، لكنهما يركزان على مجالات مختلفة.
يساعد العلاج الوظيفي الأطفال على تطوير المهارات اللازمة لأنشطة الحياة اليومية مثل ارتداء الملابس، والكتابة، واللعب. من ناحية أخرى، يركز العلاج السلوكي التطبيقي على تعديل السلوك، وتعليم المهارات الجديدة، وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها. يعتمد القرار على احتياجات طفلك وأهدافه.
يمكن أن يساعدك فهم الفروقات بين العلاج الوظيفي والعلاج السلوكي التطبيقي في اختيار الأنسب لنمو وتطور طفلك. دعنا نستكشف أيهما قد يكون أكثر ملاءمة لرحلة طفلك الفريدة.
ما هو العلاج السلوكي التطبيقي (ABA)؟
يؤكد العلاج السلوكي التطبيقي بشدة على تعلم المهارات وتطويرها. يعمل معالجو ABA مع الأطفال لتحسين قدراتهم التواصلية، ومهارات أنشطة الحياة اليومية، ومهارات اللعب.
من خلال استخدام استراتيجيات مثل التشكيل والتسلسل، يقوم معالجو ABA بتقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة. وهذا يسمح للأطفال بالبناء على مستوى مهاراتهم الحالي واكتساب مهارات جديدة تدريجياً.
يُمكّن تخصيص التدخلات وفقاً للاحتياجات الفردية لكل طفل من تصميم برامج مستهدفة تركز على مجالات محددة لاكتساب المهارات. تم تصميم هذه البرامج لمساعدة الأطفال على تحقيق إمكاناتهم الكاملة وتعزيز أدائهم العام في مختلف مناحي الحياة.
بالإضافة إلى تطوير المهارات، يُعد تغيير السلوك جانباً حاسماً آخر في العلاج السلوكي التطبيقي. يعمل معالجو ABA مع الأطفال لتغيير سلوكياتهم واستجابتهم، مما يساعدهم على التفاعل بشكل أكثر فعالية مع بيئتهم.
يستخدم العلاج السلوكي التطبيقي استراتيجيات سلوكية متنوعة لمعالجة تعديل السلوك. تشمل هذه التقنيات التعزيز الإيجابي، حيث يتم مكافأة السلوكيات المرغوبة، والتعزيز السلبي، حيث يتم تثبيط السلوكيات غير المرغوب فيها. يركز معالجو ABA على تنفيذ تدخلات منسقة ومنظمة لتعزيز التغيرات السلوكية الإيجابية لدى الأطفال.
ما هو العلاج الوظيفي؟
يتبنى العلاج الوظيفي نهجاً متميزاً في معالجة احتياجات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. بدلاً من التركيز حصرياً على تغيير السلوك، يؤكد العلاج الوظيفي على تحسين المهارات القائم على اللعب ويستهدف مجموعة واسعة من المجالات لدعم النمو الشامل.
يدرك أخصائيو العلاج الوظيفي قوة اللعب في تسهيل تطوير المهارات لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. من خلال اللعب، يخلقون بيئة علاجية تشجع على المشاركة والاستكشاف والتعلم. تسمح التدخلات القائمة على اللعب للأطفال بممارسة وتحسين مهاراتهم في بيئة طبيعية وممتعة.
من خلال دمج اللعب في جلسات العلاج، يمكن لأخصائي العلاج الوظيفي معالجة مجالات تنموية مختلفة، تشمل:
- المهارات الحركية الدقيقة: مثل مسك القلم، واستخدام المقص
- المهارات الحركية الكبيرة: مثل التوازن، والتنسيق
- المهارات البصرية: مثل التمييز البصري، والتتبع
- المهارات الحسية: مثل استيعاب المدخلات الحسية والاستجابة لها
إلى جانب ذلك، يساعد أخصائيو العلاج الوظيفي الأطفال على تطوير التنظيم الذاتي العاطفي واستراتيجيات التكيف. من خلال المشاركة في أنشطة اللعب، يمكن للأطفال استكشاف مشاعرهم والتعبير عنها في بيئة آمنة وداعمة.
الفروقات الأساسية
عند التفكير في الاختيار بين العلاج الوظيفي والعلاج السلوكي التطبيقي للأطفال، من الضروري فهم الفروقات الأساسية بين هذين المنهجين.
هذه الفروقات كالتالي:
مناهج التعلم
يكمن فرق كبير بين العلاج الوظيفي والعلاج السلوكي التطبيقي في مناهجهم التعليمية. يركز العلاج الوظيفي على مساعدة الأطفال في تعلم مهارات جديدة من خلال اللعب، مما يخلق بيئة هادفة وجذابة.
الهدف هو دعم نمو الأطفال ومشاركتهم في المحيط الطبيعي من خلال معالجة مجالات متنوعة مثل مهارات الرعاية الذاتية، والمهارات الحركية الدقيقة، والمعالجة الحسية، والمهارات الاجتماعية، والتحكم العاطفي.
من ناحية أخرى، يركز العلاج السلوكي التطبيقي بشكل أساسي على تغيير سلوك الأطفال لتعلم مهارات جديدة. يستخدم استراتيجيات مثل التشكيل والتسلسل لتعزيز السلوكيات المرغوبة وتقليل السلوكيات الصعبة.
يتضمن العلاج السلوكي التطبيقي إنشاء خطة ذات أهداف قصيرة وطويلة المدى قابلة للتكيف بناءً على احتياجات الطفل. يتم قياس التقدم من خلال تحقيق هذه الأهداف.
المهارات المستهدفة
عامل تمييز آخر بين العلاج الوظيفي والعلاج السلوكي التطبيقي هو المهارات المحددة التي يستهدفونها.
المهارات المستهدفة
يهدف العلاج الوظيفي إلى تحسين استقلالية الأطفال في أنشطة الحياة اليومية، من خلال معالجة مجالات مثل:
- مهارات الرعاية الذاتية (مثل ارتداء الملابس، العناية الشخصية، تناول الطعام)
- المهارات الحركية الدقيقة
- المهارات الحركية الكبيرة
- المعالجة الحسية
- المهارات الاجتماعية
يستخدم أخصائيو العلاج الوظيفي استراتيجيات علاجية متنوعة لمعالجة هذه المهارات بطرق هادفة من خلال اللعب، مما يمكن الأطفال من تطوير وتطبيق هذه المهارات في حياتهم اليومية.
في المقابل، يركز العلاج السلوكي التطبيقي بشكل أساسي على تطوير السلوكيات المفيدة اجتماعياً للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. وهذا يشمل:
- القدرات التواصلية واللغوية
- المهارات الاجتماعية
- السلوكيات التكيفية
يتضمن العلاج وضع خطة منظمة بأهداف محددة مصممة خصيصاً وفقاً لاحتياجات الأطفال. يعمل معالجو العلاج السلوكي التطبيقي بشكل وثيق مع الأطفال لتعزيز السلوكيات الإيجابية وتعليم مهارات جديدة، مع متابعة التقدم بشكل مستمر.
بينما يتميز كل من العلاج الوظيفي والعلاج السلوكي التطبيقي بمنهجياته الفريدة، يمكن أن يتكاملا لتقديم خدمات شاملة للأطفال. ويؤدي هذا التكامل إلى توفير مساندة متكاملة لمعالجة احتياجاته وتعزيز نموه.
استراتيجيات التعزيز
يستخدم معالجو العلاج السلوكي التطبيقي استراتيجيات التعزيز لتشجيع الأطفال على أداء السلوكيات المرغوبة التي تساعدهم في تحقيق أهدافهم. تتضمن هذه الإستراتيجيات تقديم مكافآت أو عواقب إيجابية للسلوكيات المرغوبة، مما يمكن أن يحفز الأطفال على مواصلة ممارسة تلك السلوكيات.
يمكن أن يأخذ التعزيز أشكالاً متنوعة، مثل:
- المديح اللفظي
- أنظمة المكافآت الرمزية
- بالمكافآت الملموسة
من ناحية أخرى، يتبع العلاج الوظيفي نهجاً مختلفاً من خلال التركيز على التحفيز الذاتي واستخدام اللعب كوسيلة للمكافأة. يشجع متخصصو العلاج الوظيفي الأطفال على المشاركة النشطة في الأنشطة وتطوير المهارات من خلال تدخلات قائمة على اللعب شيقة وممتعة. يعمل التحفيز الذاتي النابع من اللعب نفسه كمكافأة لجهود الطفل.
خلفيات التعليم
تختلف الخلفيات التعليمية للمعالجين في مجالي العلاج السلوكي التطبيقي والعلاج الوظيفي قليلاً، مما يعكس التركيز الفريد لكل تخصص. يتمتع متخصصو العلاج الوظيفي عادة بتعليم أكثر في المجال الطبي، مما يزودهم بمعرفة في التشريح، وعلم وظائف الأعضاء، وجوانب أخرى من الرعاية الصحية.
تسمح هذه الخلفية لأخصائيي العلاج الوظيفي بمعالجة عوامل متنوعة يمكن أن تؤثر على قدرة الطفل على المشاركة في الأنشطة اليومية، بما في ذلك التكامل الحسي، والمهارات الحركية، والتطور المعرفي.
من ناحية أخرى، يتمتع معالجو العلاج السلوكي التطبيقي بتعليم أكثر في مجال علم النفس. يركز تدريبهم على مبادئ تحليل السلوك، بما في ذلك فهم أنماط السلوك، واستراتيجيات التعزيز، و استراتيجيات تغيير السلوك.
تمكن هذه الخبرة معالجي العلاج السلوكي التطبيقي من مراقبة السلوكيات وتحليلها، وتصميم خطط التدخل السلوكي، وتسهيل التغيرات السلوكية الإيجابية بفعالية.
أيهما أفضل لطفلك؟
عندما يعمل معالجو العلاج السلوكي التطبيقي وأخصائيو العلاج الوظيفي معاً، يمكنهم دمج استراتيجيات من كلا التخصصين في جلسات العلاج. يتفوق معالجو العلاج السلوكي التطبيقي في فهم وتسهيل التغيرات السلوكية الإيجابية، بينما يركز أخصائيو العلاج الوظيفي على التكامل الحسي، والأداء الحركي الضروري لأنشطة الحياة اليومية، والمهارات الأكاديمية.
من خلال دمج منهجياتهم الخاصة، يمكنهم إنشاء خطة علاجية أكثر شمولية وفردية للاطفال.
ولكن أي منهما أفضل في الواقع؟ الحقيقة أن الإجابة تعتمد حقاً على احتياجات طفلك. إذا كان طفلك يعاني من المهام اليومية مثل ارتداء الملابس أو تناول الطعام، فقد يكون العلاج الوظيفي هو الخيار المناسب. ولكن إذا كان طفلك يواجه صعوبات في السلوك، خاصة إذا كان من ذوي اضطراب طيف التوحد، فقد يكون تدخل تحليل السلوك التطبيقي خياراً ملائماً.
المفتاح هو التحدث مع المتخصصين ومعرفة ما هو أفضل لطفلك. في بعض الأحيان، يمكن أن يعمل الجمع بين العلاج الوظيفي والعلاج السلوكي التطبيقي معاً بشكل رائع. تذكر أن كل طفل فريد من نوعه، وما ينجح مع طفل قد لا ينجح مع آخر. الشيء المهم هو العثور على الدعم المناسب لمساعدة طفلك على تحقيق إمكاناته الكاملة.
المرجع:
Occupational Therapy Vs ABA: Which is Better for Your Child?
https://goldencaretherapy.com/occupational-therapy-vs-aba-which-is-better-for-your-child/





