كيف تؤثر مشاكل المعالجة الحسية على الأطفال في المدرسة؟
ترجمة: أ. شروق السبيعي
عندما تتصل معلمة الصف لـ تخبرك بأنها قلقة بشأن بعض سلوكيات طفلك في المدرسة مثل:
- لا يجلس أثناء تقديمها للدرس لمدة نصف ساعة وثم يعطل الفصل
- غالبًا ما يبدو مشتتًا ولا ينتبه لما تقوله
- يصطدم بالأطفال في طابور الغداء، مما يثير غضبهم
- لا يستطيع أن يمسك قلم الرصاص بشكل صحيح، مما يؤدي الى عدم قدرته على الكتابة
- ينزعج عندما يُطلب منه التنقل من نشاط إلى آخر
- ينهار أثناء التجمعات ويضطر إلى مغادرة صالة الألعاب الرياضية
إن هذه السلوكيات ليست مناسبة لعمره مما يسبب ذلك عدم تقدمه في المدرسة وقد تتساءل عما إذا كان لديه اضطراب فرط حركة وتشتت انتباه لكن المعلمة تخبرك بأنه من الممكن يكون لديه مشاكل في المعالجة الحسية
ما هي مشاكل المعالجة الحسية؟
إن بعض الأطفال يواجهون صعوبة في التعامل مع المعلومات التي تستقبلها حواسهم مثل: السمع واللمس والتذوق والبصر والشم، هناك أيضًا حاستين من الممكن أن تتأثر الأولى هي الوعي الجسدي والحاسة الثانية هي الحركة والتوازن والتنسيق، أيضًا الأطفال الذين لديهم مشاكل في المعالجة الحسية من الممكن أن تكون استجابتهم الحسية عالية او منخفضة أو كلاهما
إن مشاكل المعالجة الحسية ليس اضطراب صعوبات تعلم أو مصنف كتشخيص رسمي، ولكن هذه المشاكل تشكل صعوبة للنجاح في المدرسة، يستجيب الأطفال ذوي الاستجابة الحسية العالية بسهولة للمحفزات الحسية مما يسبب لهم ارتباك، قد يكونون:
- غير قادرين على تحمل الأضواء الساطعة والأصوات العالية مثل صافرات سيارات الإسعاف
- رفض ارتداء الملابس لأنها تشعرهم بالإنزعاج أو بالغضب إلا في حالة إزالة جميع الملصقات، وقد ينزعجون من الأحذية لأنها تبدو “ضيقة جدًا” بالنسبة لهم
- يتشتت انتباههم بسبب الأصوات الخلفية والتي غير واضحة لدى الآخرين
- شعورهم بالخوف عند قيام الآخرين بلمسهم فجأة، ويتجنبون الحضن حتى مع الأشخاص المألوفين
- شعورهم بالخوف من المراجيح ومعدات اللعب
- غالبًا يجدون صعوبة في معرفة مكان الأشياء أو الأشخاص الآخرين في حال تغير مكانهم
- الاصطدام بالناس والأشياء ويبدو عليهم الارتباك
- صعوبة التقبل وتظهر عليهم سلوكيات غير مرغوب فيها على سبيل المثال: قد يمزقون الورقة عند محاولة مسحها أو يضغطون بقوة شديدة أو يضربون الأشياء بقوة
- الهروب أو الانسحاب عندما يرتبكون ومحاولة الابتعاد عما يضايقهم
- انهيار شديد عند الشعور بالارتباك
وفي الوقت نفسه، يستجيب الأطفال ذوي الاستجابة الحسية المنخفضة في البحث عن المزيد من المحفزات الحسية، قد يكونون:
- لديهم حاجة مستمرة للمس الأشخاص أو الأشياء
- عدم فهم المساحة الشخصية
- لديهم قدرة عالية على تحمل الألم
- غير مدركين لقوتهم
- يشعرون بالملل وغير قادرين على الجلوس بهدوء
- يفضلون أنشطة القفز والارتطام والاصطدام
- الاستمتاع بالضغط العميق مثل العناق بقوة
- الرغبة في الحركة السريعة والدوران
- الرمي في الهواء والقفز فوق الأثاث والقفز في أماكن أخرى
إن الأطفال ذوي الاستجابة الحسية المنخفضة قد تظهر عليهم سلوكيات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وقد يتم الاعتقاد بأنهم من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ولكن هم في الواقع يبحثون عن المحفزات الحسية
وإن سلوكيات الأطفال الذين لديهم مشاكل في المعالجة الحسية مشابهه لسلوكيات الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه كصعوبة الجلوس أو صعوبة الانتقال الى نشاط آخر (خصوصًا النشاط الذي يستمتعون به)
وهذا هو أحد الأسباب في عدم تشخيص الأطفال باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بعد زيارتهم لطبيب الأطفال حيث يتطلب التشخيص تشخيص دقيق ومقابلات والعمل على مقاييس التقييم للحصول على صورة مفصلة عن سلوكيات الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وأيضًا الأطفال الذين لديهم مشاكل في المعالجة الحسية
في عام 2009 أجريت دراسة ووجدت أن طفلًا واحدًا من كل 6 أطفال لديه مشاكل في المعالجة الحسية تجعله من الصعب عليه التعلم والقيام بالمهام الدراسية
إن مشاكل المعالجة الحسية غالبًا تظهر لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وايضًا تظهر لدى الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والذين لديهم وسواس قهري وتأخر نمو كما أنها تظهر لدى الأطفال الذين ليس لديهم أي تشخيص
كيف يمكن مساعدة الأطفال الذين لديهم مشاكل في المعالجة الحسية على الأداء بشكل أفضل في المدرسة؟
لا يوجد دواء لخفض مشاكل المعالجة الحسية، ولكن هناك تدخلات علاجية بالإضافة إلى تغييرات عملية يمكن إجراؤها في المدرسة والمنزل لمساعدة الأطفال على القيام بعمل أفضل
إن أخصائين العلاج الوظيفي أو (OTs) يقومون بتدريب الأطفال الذين لديهم مشاكل في المعالجة الحسية ويعمل أغلبية OTs في المدارس وفي العيادات الخاصة، و يشاركون الأطفال في الأنشطة الحركية المصممة لخفض مشاكل المعالجة الحسية
كما من الممكن أن يناقشوا الآباء معلم الصف عن التغييرات التي يمكنك إجراؤها لمساعدة أطفالهم على أن يكونوا أكثر راحة وأمانًا وقادرين على التركيز في الفصل الدراسي، على سبيل المثال:
- التأكد من أن الكرسي مناسب لهم ولطولهم وأن تكون أيديهم على الطاولة
- بالنسبة للأطفال الذين يحتاجون إلى التحرك قليلاً، يمكن وضع وسادة جلوس منفوخة أو وسادة من المنزل حتى يتمكن من الجلوس بطرق مختلفة والبقاء في مقعده
- بعض الأطفال يفضلون الجلوس بالقرب من المعلم، ومع ذلك من السهل تشتيت انتباههم بسبب الضجيج فـ ينتهي بهم الأمر بالرجوع بعيدًا عن المكان الذي يأتي منه الضجيج
- إيقاف تشغيل الإضاءات المزعجة إن أمكن ذلك
- التأكد من عدم جلوسهم بجوار الأصوات المشتتة للانتباه
- الطلب من أخصائي العلاج الوظيفي أن يقوم بتدريبهم على المساحة الشخصية
- تقديم انشطة مفضلة وتشعرهم بالراحة الحسية مثل المشي في دوائر، والقفز على الترامبولين الصغير ومص الحلوى الحامضة حتى يتم تحفيزهم حسيًا وتنخفض المشاكل السلوكية
- استخدام الأدوات المناسبة لهم من قبل أخصائي العلاج الوظيفي
- الطلب من أخصائي العلاج الوظيفي أن يقوم بتدريبهم على المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة حتى يكونوا أكثر ثقة سواء كانوا في صالة الألعاب الرياضية أو القيام بتدوين الملاحظات
- السماح لهم بالغياب عن المدرسة لتجنب حالات الغضب أو الجلوس بالقرب من باب الصف حتى يتمكنوا من أخذ فترات راحة عندما يبدأ شعورهم بالإرهاق
- إذا كانوا لا يشعرون بالراحة أثناء تواجدهم في الكافتيريا من الممكن أن يذهبوا مع واحد أو أكثر من زملائهم لتناول الطعام في مكان أكثر هدوءًا مع المعلم أو المساعد
- وضع جدول بصري واضح والاستعداد للتنقلات
إن الدعم والتجهيزات التي يقدمها معلم متفهم وربما العمل مع أخصائي العلاج الوظيفي يساعد الأطفال الذين لديهم مشاكل في المعالجة الحسية على خفض هذه المشاكل والنجاح في الفصل وفي الملعب ومع الأصدقاء
المرجع:
https://childmind.org/article/how-sensory-processing-issues-affect-kids-in-school/