الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

كيف يدعم تدخل تحليل السلوك التطبيقي الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد والربو

كيف يدعم تدخل تحليل السلوك التطبيقي الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد والربو
كيف يدعم تدخل تحليل السلوك التطبيقي الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد والربو

ترجمة: أ. شروق السبيعي

يشكل كل من اضطراب طيف التوحد والربو صعوبات خاصة للأطفال وأسرهم، إذ يؤثر اضطراب طيف التوحد على مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك، بينما يُعد الربو مرضًا مزمنًا يصيب الجهاز التنفسي. وعندما يجتمع معًا عند الأطفال، قد تصبح الحياة اليومية أكثر تعقيدًا.
لكن تحليل السلوك التطبيقي (ABA) أثبت فعاليته في دعم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، وعندما يتم تكييفه ليتوافق مع احتياجات الأطفال المشخصين بالربو، فإنه يُمكن أن يساعد في تغيير السلوك، وتعزيز قدرتهم على التواصل، وتقديم حلول عملية للتعامل مع الصعوبات المرتبطة بكلتا الحالتين.
تتناول هذه المقالة الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه تدخل تحليل السلوك التطبيقي في دعم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد والربو، مع تسليط الضوء على فوائد تدخل تحليل السلوك التطبيقي في البيئة المنزلية والمدرسية.

فهم اضطراب طيف التوحد والربو

قبل الخوض في تفاصيل تدخل تحليل السلوك التطبيقي، من المهم فهم الصعوبات التي يفرضها كلٌّ من اضطراب طيف التوحد والربو. اضطراب طيف التوحد اضطراب نمائي عصبي يؤثر على قدرة الأطفال على التواصل والتفاعل مع الآخرين. كما يمكن أن يؤثر على سلوكهم واهتماماتهم وأنشطتهم. على الرغم من أن كل طفل مشخص باضطراب طيف التوحد فريد من نوعه، إلا أن كثيرًا منهم يواجهون صعوبات في المهارات الاجتماعية، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وظهور سلوكيات متكررة.

من ناحية أخرى، الربو حالة تنفسية مزمنة تُسبب التهابًا وتضييقًا في المجرى الهوائي، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس. تتفاوت أعراض الربو، لكن العوامل المُحفزة الشائعة تشمل الحساسية والتهابات الجهاز التنفسي والعوامل البيئية كالدخان والغبار والتلوث. بالنسبة للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد والربو، فإن الجمع بين إدارة أعراض الربو والعمل على تنمية المهارات الاجتماعية والسلوكية والتواصلية قد يُشكّل تحديًا صعبًا للآباء ومقدمي الرعاية.

كيف يعمل تدخل تحليل السلوك التطبيقي

تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) هو نهج قائم على الأدلة، يُركز على تغيير السلوكيات وتنمية مهارات مُحددة باستخدام التعزيز. الهدف هو تعليم الأطفال مهارات جديدة مع الحد من السلوكيات الصعبة. يتميز تدخل تحليل السلوك التطبيقي بطابعه الفردي، وهذا يعني أن الأخصائيين يُكيّفون تدخلاتهم لتتناسب مع الاحتياجات الفردية لكل طفل. وبالنسبة للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد والربو معًا، يمكن لتدخل تحليل السلوك التطبيقي أن يتعامل مع مجموعة متنوعة من الصعوبات، مثل:

  • تطوير مهارات التواصل: يعاني العديد من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من صعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي. يستخدم تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) استراتيجيات مثل التلقين والتشكيل والتعزيز لتشجيع التواصل، مما يساعد الأطفال على التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم بشكل أفضل. يُعد هذا مفيدًا بشكل خاص للأطفال المشخصين بالربو، إذ يُعد التواصل الفعال أساسيًا لإدارة حالتهم، خاصةً عندما يحتاجون إلى التعبير عن أعراضهم أو طلب المساعدة.
  • إدارة السلوكيات: قد يُظهر الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد سلوكيات مثل الانهيارات العصبية، أو العدوانية، أو رفض اتباع التعليمات. يُساعد تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال على تبني سلوكيات بديلة تُسهم في الحد من السلوكيات الغير مرغوب فيها. بالنسبة للأطفال المشخصين بالربو، يشكل التعامل مع القلق والتوتر المصاحب لنوبات الربو جزءًا مهمًا من خطة العلاج. يمكن لأخصائيي تحليل السلوك التطبيقي (ABA) تدريب الأطفال على استراتيجيات التهدئة وتعزيز السلوكيات المرغوب فيها أثناء المواقف الصعبة.
  • تعزيز المهارات الاجتماعية: يعاني الأطفال المشخّصون باضطراب طيف التوحد من صعوبات في التفاعل الاجتماعي، ويهدف تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) إلى تعزيز مهاراتهم في التواصل والتفاعل الإيجابي مع الأقران والبالغين. وتُعدّ هذه المهارات أساسية ليس فقط في الحياة اليومية، بل أيضًا في مواجهة الصعوبات المرتبطة بالربو خلال المواقف الاجتماعية، مثل تعليم الأطفال كيفية طلب الدعم أو أخذ استراحة لاستخدام جهاز الاستنشاق أثناء الأنشطة الجماعية.
دور تدخل تحليل السلوك التطبيقي في إدارة الربو

يواجه الأطفال المشخصين بالربو صعوبات متكررة تتعلق بالنشاط البدني، والمحفزات البيئية، وتنظيم الانفعالات. ورغم تركيز تحليل السلوك التطبيقي (ABA) بشكل أساسي على معالجة المشاكل السلوكية، فإنه يمكن أن يساهم بشكل غير مباشر في إدارة الربو بعدة طرق:

  • إنشاء روتين ونظام ثابت: يُعدّ الروتين أمرًا بالغ الأهمية للأطفال المشخصين بالربو. فالأنتظام في تناول الأدوية وممارسة الرياضة والنوم يُساعد على الوقاية من نوبات الربو. يُساعد تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد في إنشاء روتين يومي والحفاظ عليه، مما يساهم في تحقيق استقرار وتناغم أكبر في حياتهم اليومية. يمكن لأخصائيي تحليل السلوك التطبيقي دمج استراتيجيات تتماشى مع روتين إدارة الربو، مثل تعليم الأطفال. كيفية التعرّف على علامات نوبة الربو الوشيكة واتباع الخطوات الصحيحة لاستخدام جهاز الاستنشاق.
  • التعامل مع التوتر والقلق: يُمكن أن يُشكّل الربو تجربة مرهقة للأطفال والآباء على حدٍ سواء. يركز تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) على تنظيم المشاعر وتعليم الأطفال طرق التكيف للتعامل مع القلق الذي قد يظهر أثناء نوبات الربو أو عند التعرض لمحفّزات معينة. تساعد استراتيجيات مثل التنفس العميق، واستراتيجيات التهدئة الذاتية، وفهم المحفّزات في خفض مستويات التوتر وتحسين الصحة النفسية للأطفال.
  • تعزيز القدرة على الدفاع عن النفس: يمكن لتدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) أن يساعد الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على تعلم كيفية الدفاع عن أنفسهم، خاصةً فيما يتعلق بإدارة الربو. فعلى سبيل المثال، يمكن تعليم الأطفال كيفية طلب المساعدة عند الشعور بضيق في التنفس، وكيفية التعبير عن احتياجاتهم عند الحاجة إلى تناول أدويتهم. تُعد مهارات الدفاع عن النفس أساسية لإدارة الربو والتعامل مع المواقف الاجتماعية التي قد تكون صعبة بسبب اضطراب طيف التوحد.
فوائد تدخل تحليل السلوك التطبيقي في المنزل

بالنسبة للعديد من العائلات، يُعتبر إجراء تدخل تحليل السلوك التطبيقي في المنزل خيارًا ممتازًا لأطفالهم المشخصين باضطراب طيف التوحد والربو، حيث يوفر هذا التدخل العديد من المزايا:

  • الاهتمام الفردي: يسمح التدخل المنزلي بتقديم دعم فردي مخصص لكل طفل، مما يُحسّن القدرة على تلبية احتياجاتهم الفردية. كما يمكن للأخصائيين مراقبة سلوكيات الأطفال في بيئتهم الطبيعية، مما يتيح لهم إجراء تقييمات دقيقة وتصميم تدخلات تناسب التحديات الفريدة التي يواجهونها.
  • الحفاظ على انتظام الروتين: بما أن إدارة الربو تتطلب غالبًا الالتزام بجداول زمنية صارمة، فإن التدخل السلوكي في المنزل يمكن أن ينسجم بسهولة مع روتين العائلة اليومي. ويمكن للأخصائيين دمج استراتيجيات إدارة الربو، مثل استخدام أجهزة الاستنشاق أو مراقبة المحفزات، ضمن الجلسات اليومية.
  • الراحة والألفة: قد يواجه الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبة في التكيف مع البيئات الجديدة، إذ قد تسبّب لهم الإرباك أو الانزعاج. ويُساهم التدخل في المنزل في تقليل هذا الضغط من خلال تقديم الجلسات في بيئة مألوفة وآمنة، مما يعزز شعور الأطفال بالراحة والاندماج في العملية العلاجية. وتكتسب هذه الميزة أهمية خاصة عند تنفيذ استراتيجيات مخصصة للتعامل مع أعراض اضطراب طيف التوحد والربو في الوقت ذاته.
خدمات تحليل السلوك التطبيقي داخل البيئة المدرسية

تُقدّم خدمات تدخل تحليل السلوك التطبيقي داخل البيئة المدرسية نظام دعم مهمًا للأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد والربو. وتشمل هذه الخدمات عادةً تعاونًا وثيقًا بين المدرسة، والآباء، وأخصائيي تحليل السلوك التطبيقي، بهدف ضمان تلبية احتياجات الأطفال في كلٍّ من البيئة التعليمية والمنزلية.

  • الاندماج في البيئة الأكاديمية: يركّز تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) في البيئة المدرسية على تنمية المهارات الأساسية التي تُعزّز نجاح الأطفال داخل الصف، مثل اتباع التعليمات، وإنجاز المهام، وبناء علاقات إيجابية مع الزملاء. كما قد يتضمن تدريبهم على كيفية التعبير عن احتياجاتهم الصحية المرتبطة بالربو، مما يُعزّز قدرتهم على طلب الدعم والمساعدة عند الحاجة ضمن البيئة المدرسية.
  • التعاون مع الكادر التعليمي: يُتيح تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) في البيئة المدرسية فرصة للتعاون مع المختصين والمعلمين والممرضين وغيرهم من الموظفين بهدف وضع خطة متكاملة تأخذ في الاعتبار الصعوبات المرتبطة باضطراب طيف التوحد والربو معًا. فعلى سبيل المثال، يمكن تدريب الكادر التعليمي على كيفية ملاحظة أعراض نوبة الربو وتقديم الدعم المناسب وفق خطة موضوعة مسبقًا.
  • المساعدة على التنقلات اليومية: تعد التنقلات بين الأنشطة من أبرز الصعوبات التي قد تواجه الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. وتساعد خدمات تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال على اكتساب استراتيجيات للتعامل مع هذه التنقلات بسلاسة أكبر، سواء كان التنقل بين الحصص الدراسية أو مواجهة مواقف طارئة مثل حدوث نوبة ربو. تُسهم هذه المهارات في تعزيز الاستقرار النفسي والحفاظ على التركيز وسط التنقلات اليومية.
أهمية دمج تدخل تحليل السلوك التطبيقي مع خطة إدارة الربو

بالنسبة للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد والربو، يُعتبر اتباع نهج متكامل ومُنسّق أمرًا أساسيًا للنجاح. يجب أن يكون تدخل تحليل السلوك التطبيقي متكاملاً ومنسجمًا مع خطة إدارة الربو التي تشمل الأدوية، والتعرف على المحفزات، وإجراءات الطوارئ. ومن خلال الجمع بين هذين التدخلين، يصبح الأطفال أكثر قدرة على التعامل مع صعوبات الحالتين بشكل فعّال.

يستطيع أخصائيي تحليل السلوك التطبيقي التعاون بشكل وثيق مع الآباء وأطباء الأطفال وأخصائيي الربو لوضع خطة رعاية متكاملة تُعالج الاحتياجات السلوكية والصحية. يضمن هذا التعاون حصول الأطفال على دعم شامل يُركز على تحسين صحتهم السلوكية والجسدية.

في الختام 

بالنسبة للأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد والربو، يُعد تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) مسارًا واعدًا لتحسين جودة حياتهم. إذ يتيح النهج الفردي في تدخل تحليل السلوك التطبيقي للأطفال تطوير مهارات أساسية في التواصل الاجتماعي وإدارة السلوك. كما يُساهم هذا التدخل في إدارة الربو من خلال تعزيز الروتين اليومي، وتقليل التوتر، وتعليم مهارات الدفاع عن النفس. ومن خلال دمج تدخل تحليل السلوك التطبيقي مع خطة إدارة الربو، يُمكن للأطفال التغلب بشكل أفضل على صعوبات كلتا الحالتين، مما يساعدهم على عيش حياة أكثر صحة واكتمالًا. وينبغي على العائلات المهتمة بهذا النهج استكشاف الموارد المحلية المتاحة لدعم أطفالهم.

الأسئلة الشائعة
هل من الممكن تقديم جلسات ABA في المنزل للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد والربو؟

نعم، يُمكن تقديم جلسات تحليل السلوك التطبيقي (ABA) في المنزل. يُوفر هذا التدخل متابعة دقيقة ومخصصة لاحتياجات الأطفال الفردية، و يساعد على تطبيق استراتيجيات إدارة الربو بشكل فعّال، مما يُمكّن الأطفال من الالتزام بخطة علاجهم وتعلّم مهارات جديدة بسهولة أكبر.

كيف يساعد تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على إدارة الربو؟

يمكن أن يساعد تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال على إدارة الربو من خلال تعليمهم استراتيجيات التعامل مع التوتر والقلق المرتبطين بنوبات الربو، وتعزيز السلوكيات المرغوب فيها مثل اتباع روتين علاج الربو، ومساعدتهم على تعلم كيفية الدفاع عن أنفسهم عند الحاجة إلى المساعدة. يمكن أن يساعد التدخل أيضًا التعرف على محفزات الربو وممارسة خطوات للوقاية من الأعراض أو تخفيفها.

كيف يمكن دمج تدخل تحليل السلوك التطبيقي في خطة علاج الربو لدى الأطفال؟

يمكن دمج تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) في خطة علاج الربو لدى الأطفال من خلال إدخال روتين إدارة الربو ضمن الجلسات العلاجية. ويمكن للأخصائيين العمل مع الآباء ومقدمي الرعاية الصحية لضمان التزام الأطفال بجدول أدوية الربو، والتعرف على محفزات الربو، واستخدامهم لـ استراتيجيات التنظيم الذاتي أثناء نوبات الربو. ويسهم هذا العمل المشترك في بناء خطة متكاملة تُراعي متطلبات كلٍ من اضطراب طيف التوحد والربو.

المرجع: 

How ABA Therapy Supports Children Living with Autism and Asthma

https://aimhigheraba.com/how-aba-therapy-supports-children-living-with-autism-and-asthma/