الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

هل طفلك لا يستجيب عند مناداته باسمه؟ إليك خطوات فعالة يمكنك اتباعها

هل طفلك لا يستجيب عند مناداته باسمه؟ إليك خطوات فعالة يمكنك اتباعها

هل طفلك لا يستجيب عند مناداته باسمه؟ إليك خطوات فعالة يمكنك اتباعها

ترجمة: أ. شروق السبيعي

في هذه المقالة، سأشارك ثلاث خطوات أساسية لتعليم الطفل على الاستجابة لاسمه، مستمدة من تجربتي الشخصية كأم وخلفيتي المهنية. يُعدّ تعليم هذه المهارة أمرًا بالغ الأهمية، ليس فقط من أجل السلامة، بل أيضًا لدعم النمو الاجتماعي والتواصل. كما سأجيب على السؤال الشائع: هل عدم استجابة الطفل لاسمه يُعد مؤشرًا على تشخيصه باضطراب طيف التوحد؟

الطفل لا يستجيب لاسمه
من أبرز فوائد تعليم الطفل الاستجابة لاسمه هو التوقف عن مناداته باسمه بشكل متكرر. عندما جاء أول استشاري لابني لوكاس إلى منزلنا، كان لوكاس معنا في الغرفة، إضافةً إلى والديّ وثلاثة أخصائيين يعملون معه. كنا جميعًا نتحدث إليه قائلين: “لوكاس، تعال هنا”، أو “لوكاس، المس أنفك”. عندها طلب منا الاستشاري التوقف عن استخدام اسمه، لأنه كان الطفل الوحيد في المكان، وكان تكرار اسمه لا يساعد على تحسين الوضع. لاحظت هذا كثيرًا في البيئات المنزلية والمدرسية، حيث يُقال للطفل: “جوني، تعال هنا”، أو “جوني، المس أنفك”. كما يُقترن اسمه غالبًا بردود فعل سلبية، مثل: “جوني، لا”، أو “توقف يا جوني”. هذا التكرار المقترن بالأوامر أو النهي يجعل الطفل يربط اسمه بتجارب غير محببة، ما قد يدفعه إلى تجاهل الاستجابة لاسمه.

تعليم الطفل كيفية الاستجابة لاسمه

الخطوة الأولى: التوقف عن تكرار اسم الطفل بشكل مفرط

الخطوة الأولى هي تقليل استخدام اسم الطفل. في كثير من الأحيان، نستخدم اسم الطفل عند إصدار الأوامر أو في مواقف سلبية، مما قد يجعل اسمه منفرًا دون قصد. تكرار عبارات مثل “لوكاس، توقف!” أو “لوكاس، تعال هنا!” في اللحظات المحبطة قد يدفعه إلى ربط اسمه بالسلبية، مما يدفعه إلى التجاهل مع مرور الوقت.

لتجنب ذلك، قلّل من استخدام اسمه عند إصدار الأوامر أو التصحيحات. إذا لم تستطع تجنب إصدار الأوامر، فقل ببساطة: “تعال هنا” بدلًا من “لوكاس، تعال هنا”. على جميع من يتعامل مع الطفل، بمن فيهم أفراد الأسرة ومقدمو الرعاية، أن يطبقوا هذا التغيير. تساعد هذه الطريقة في إعادة تشكيل استجابة الطفل لاسمه، ليصبح مرتبطًا بتجارب محايدة أو إيجابية بدلاً من اقترانه بالأوامر أو التوجيهات المستمرة.

الخطوة الثانية: ربط اسم الطفل بالتعزيز الإيجابي
بعد تقليل استخدام اسم الطفل في المواقف السلبية، تأتي المرحلة التالية وهي ربط اسمه بتجارب إيجابية ممتعة. الهدف هو أن يتعلم الطفل أن عند استجابته لاسمه، يحصل على شيء يستمتع به ويحفّزه. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحب الفقاعات، اجلس بجانبه أثناء اللعب، وعندما تلاحظ انتباهه، نادِ اسمه ثم انفخ الفقاعات مباشرة. المفتاح هنا هو تقديم التعزيز فورًا بعد استجابته، سواء كان ذلك لعبة مفضلة أو وجبة خفيفة.

يمكنك أيضًا استخدام اسمه أثناء الأنشطة التي يستمتع بها، مثل التأرجح أو اللعب بالماء.
قد تحتاج هذه المرحلة إلى تكرار عدة مرات يوميًا. حضّر مجموعة من المعززات التي يحبها طفلك، وكن مستعدًا لاستخدامها في اللحظة المناسبة. ابدأ بالقرب منه، وإذا لزم الأمر، المس كتفه بلطف أثناء مناداته. عندما يلتفت إليك أو يستجيب، قدّم له التعزيز فورًا. استمر في تكرار هذه المحاولات باستخدام معززات مختلفة، وزد المسافة تدريجيًا عند تطور استجابته لاسمه.

الخطوة الثالثة: اجمع البيانات وكن صبورًا

جمع البيانات والصبر أساسيان في هذه العملية. وكما هو الحال مع أي هدف تعليمي، فإن تتبع التقدم يساعدك على فهم ما يُجدي نفعًا وما قد تحتاج إلى تغييره. سجّل عدد المحاولات اللازمة يوميًا، والمعززات الأكثر فعالية، والمسافة التي يمكن أن تبقى فيها بعيدًا عن الطفل ويظل قادرًا على الاستجابة لاسمه.

ضع في اعتبارك إنشاء ورقة بيانات بسيطة لتتبع الاستجابات، لا حاجة لتعقيد الأمر، يكفي دفتر ملاحظات بسيط يحتوي على قائمة المعززات والمحاولات والنتائج. سجل عدد مرات استجابة الطفل عند سماع اسمه والمسافة التي استجاب منها. قد تستغرق هذه العملية وقتًا، لكن مع الممارسة المستمرة، يستطيع معظم الأطفال الاستجابة لأسمائهم.

قد لا يستجيب طفلك، سواء كان عمره عامين أو أكثر، وقد تشعر بالقلق حيال ذلك، لكن الخبر الجيد هو أنه يمكن تعليمه هذه المهارة! باتباع الخطوات الثلاث الأساسية التي شرحناها.

لماذا يعتبر استجابة الطفل عند مناداته باسمه أمرًا مهمًا؟

استجابة الطفل عند مناداته باسمه تعتبر مهارة أساسية للسلامة ولتطوير مهارات التواصل. الطفل الذي لا يستجيب لاسمه قد يواجه صعوبة في اتباع تعليمات بسيطة مثل “توقف” أو “تعال هنا”، مما قد يعرضه لمواقف خطيرة. لذلك، من الضروري أن يعمل الوالدين والمعلمين معًا لضمان استمرار استجابة الطفل لاسمه في جميع البيئات.

الاستجابة للاسم تمثل الخطوة الأولى المهمة، خصوصًا للطفل المشخص باضطراب طيف التوحد، إذ تفتح له المجال لتعلم مهارات تواصل أكثر تطورًا. من خلال الصبر والمثابرة واستخدام التعزيز الإيجابي، يمكن لطفلك اكتساب هذه المهارة الأساسية التي تعزز استقلاليته وتُقوّي تواصله مع العالم من حوله.

عدم الاستجابة للاسم واضطراب طيف التوحد

قد يكون عدم استجابة الطفل لاسمه مؤشرًا محتملاً على وجود اضطراب طيف التوحد، لكنه ليس دليلاً قاطعًا. إذا لم تظهر على الطفل أي إشارات أخرى لاضطراب طيف التوحد، فقد لا يكون كذلك. كما أن هناك عوامل عديدة تؤثر على عدم استجابة الطفل، بما في ذلك فقدان السمع، وضعف الانتباه، وتأخر النمو.

من الضروري استبعاد فقدان السمع أولًا، فهو سبب شائع لضعف استجابة الطفل لاسمه. على سبيل المثال، عندما كان ابني لوكاس صغيرًا، كانت استجابته لاسمه محدودة، لكنه كان يتفاعل بقوة مع الأصوات المألوفة. 

إذا كنت قلقًا بشأن استجابة طفلك لاسمه، فحاول إجراء تقييمات غير رسمية في المنزل، مثل مناداته باسمه أثناء تركيزه على شيء آخر أو استخدام أصوات يستمتع بها لقياس استجابته. بغض النظر عن النتيجة، فإن استشارة طبيب أطفال والتفكير في إجراء تقييم من قبل أخصائي السمع يمكن أن يقدم لك راحة البال ويضمن لك أن تكون على المسار الصحيح. 

تعزيز استجابة الطفل لاسمه

في الختام، المفتاحان هما: التوقف من تكرار اسم الطفل بشكل مفرط، خاصة في المواقف التي يُستخدم فيها الاسم لإصدار الأوامر أو التوبيخ. ثم، العمل تدريجيًا على نطق اسمه وربطه بالتعزيز الإيجابي.

الأسئلة الشائعة

  1. في أي عمر يجب أن يستجيب طفلي عند سماع اسمه؟

يبدأ معظم الأطفال الذين يتطورون بشكل طبيعي بالاستجابة لأسمائهم بين عمر 6 و12 شهرًا. 

  1. كم من الوقت يستغرق تعليم الطفل الاستجابة لاسمه؟

يختلف الوقت اللازم من طفل لآخر، فبعض الأطفال قد يبدأون في الاستجابة خلال أيام قليلة من التدريب المستمر، في حين قد يحتاج آخرون إلى أسابيع أو أكثر. المفتاح هو الصبر والاستمرار ، مع ملاحظة التقدم التدريجي مهما كان بسيطًا. تجنب الإفراط في اختبار الطفل، واحرص على استخدام اسمه في مواقف إيجابية مثل المديح أو المكافآت فقط.

المرجع:

Is Your Child Not Responding to Their Name? Here’s What You Can Do

https://marybarbera.com/child-not-responding-to-their-name/