اختلاف مهارات اللعب لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
في كثير من الأحيان قد لا يستطيعون الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد اللعب بالشكل الصحيح أو قد لا يرغبون في اللعب مع الأطفال ذوي النمو الاعتيادي. و قد ينخرطون في أنشطة لا يستطيع الآخرون المشاركة فيها، ويشمل ذلك ترتيب الألعاب وصفها، و أنشطة أخرى يمكن أن تسبب إنزعاجًا شديدًا إذا حاول الآخرون المشاركة.
قد تمثل هذه الأمور تحديًا بالنسبة للوالدين الذين يحاولون الإنخراط في اللعب أو الأنشطة مع أطفالهم من ذوي اضطراب طيف التوحد، وقد يكون من الصعب عليهم أيضًا معرفة كيفية اللعب مع أطفالهم.
كيف يبدو لعب الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد؟
قد يلعب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين في الطفولة المبكرة، مثل صف الألعاب الألعاب واللعب بمفردهم وتكرار الألعاب نفسها، كما أنهم أقل عرضة للإنخراط في الألعاب التي تتطلب الخيال أو المشاركة أو التواصل اللفظي.
و يكمن الفرق في أن الأطفال من ذوي النمو الاعتيادي قد يدركون بشكل عام نظرة الآخرين إلى سلوكهم، بينما الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد بشكل عام قد لا يدركون ذلك.
بعض الاختلافات الرئيسية التي عادةً ما يلاحظها والدين الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد:
- عادةً ما يفضلون اللعب بمفردهم حتى عند تشجيعهم على المشاركة في اللعب الجماعي.
- عدم القدرة أو عدم الرغبة في إتباع قواعد اللعب المشترك، قد يشمل ذلك تبادل الأدوار أو لعب الأدوار أو الإلتزام بقواعد اللعبة.
- قد ينخرطون في أنشطة غير هادفة و يكررونها، مثل فتح وإغلاق الأبواب وترتيب الأشياء وتكرار العبارات من التلفاز.
- قد لا ينخرطون مع الأطفال الآخرين ولا يدركون وجودهم أثناء اللعب.
أشكال الألعاب التي قد يشارك فيها الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
غالبًا ما ينخرط الأطفال من ذوي النمو الاعتيادي في سن مبكر في اللعب الانفرادي و لكنهم يميلون إلى التدرج وصولًا للعب الجماعي، في عمر السنتين والثلاث سنوات يبدأ معظم الأطفال ذوي النمو الاعتيادي في اللعب معًا وفهم مفهوم الملكية والمشاركة، حيث إن عادةً لا ينتقل الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من اللعب الانفرادي للمشاركة وغالبًا ما يجدون صعوبة في ذلك.
بعض من السيناريوهات و التي قد تبدو مألوفة لوالدين الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد:
- التوقف في الفناء وإلقاء أوراق الشجر أو الرمل أو الأوساخ في الهواء مرارًا وتكرارًا
- أكمل نفس الأنشطة مرارا وتكرارا بنفس الطريقة
- القيام بتكديس الأشياء بنفس النمط وإسقاطها (ويشعر بالانزعاج إذا قام شخص آخر بإسقاطها)
- القيام بترتيب الألعاب بنفس الترتيب مرارًا وتكرارًا
مع تقدم الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد في السن، قد تتحسن مهاراتهم وقد يكون لديهم القدرة على تعلم قواعد اللعب الجماعي، ومع ذلك قد تختلف سلوكياتهم عن سلوكيات أقرانهم، على سبيل المثال:
- التركيز بشدة على القواعد بحيث يجدون صعوبة في إستيعاب أي تغييرات (مثل تغيير عدد اللاعبين)
- الإصرار بشدة على اللعب عندما يستسلم الآخرون أو يحولون انتباههم إلى مكان آخر
- التركيز على ميزة محددة للعبة (مثل إحصائيات كرة القدم) بدلاً من اللعبة نفسها
لماذا قد تختلف مهارات اللعب لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
يكمن اختلاف اللعب بسبب القصور في ثلاثة مجالات رئيسية: التقليد، واللعب التخيلي، و التفاعل الاجتماعي.
التقليد
قد يشاهد الأطفال ذوي النمو الاعتيادي كيفية لعب الآخرين ويقلدونهم على سبيل المثال : إذا رأوا طفلًا آخر يبني بالمكعبات، فغالبًا ما يقلدون هذا السلوك، على النقيض من ذلك فقد لا يلاحظون ذلك الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
حيث يمكن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تقليد أقرانهم أو أحد أفراد الأسرة من خلال المصاداة .
على سبيل المثال : قد يقول الطفل ذو اضطراب طيف التوحد مرارًا وتكرارًا “إنها لذيذة جدًا” للتعبير عن الجوع، أو لتكرار كلام الأشخاص الآخرين أثناء المحادثة، أو لتكرار نفس الكلام الذي سمعه مرارًا وتكرارًا لتهدئة نفسه.
وعلى هذا النحو ، فإن المصاداة ليست تقليدًا بقدر ما هي وسيلة للتواصل مع الآخرين.
اللعب التخيلي
في عمر سن الثالثة قد يتطور اللعب التخيلي لدى معظم الأطفال ذوي النمو الاعتيادي سواء بمفردهم أو مع الآخرين قد يستخدمون الألعاب المصممة تمامًا “للعب المنزل” أو لتكوين لعبة التخيل الخاصة بهم، مثل تحويل صندوق إلى حصان.
قد لا يتمكن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من تطوير مهارات اللعب التخيلي دون التدريب لفترة طويلة في حين أنهم قد يستمتعون بوضع قطارات الألعاب على المسار ، إلا أن الأمر قد لا يتعلق باللعب التخيلي بقدر ما يتعلق بالروتين.
ومع ذلك، فإن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد قد يتمكنون من خلق الصداقات الوهمية مثل الأطفال الآخرين وإن كان ذلك لأسباب مختلفة. حيث إن غالبًا ما يستخدم الأطفال ذوي النمو الاعتيادي صديقًا وهميًا للتعبير عن مشاعرهم وفهم مشاعرهم بشكل أفضل بعكس الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
التفاعل الاجتماعي
في اللعب التخيلي والتقليد، قد يتفاعل الأطفال ذوي النمو الاعتيادي ويتواصلون مع الآخرين لفظيًا أو من خلال إشارات جسدية أو إيمائية مفهومة، كما يتعلمون بسرعة كيفية “قراءة” الآخرين من خلال إلتقاط نبرة الشخص ولغة جسده، بينما لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد قد لا تكون لديهم الرغبة أو عدم القدرة على التواصل أو التفاعل مع الأطفال الآخرين خاصة بطريقة لفظية، قد يرى الأطفال الأخرين أن هذا السلوك مؤلم أو قد يتجاهلون الطفل ذو اضطراب طيف التوحد ببساطة.
عندما يتواصل الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، فقد لا يكون ذلك منطقيًا بالنسبة للشخص الذي يتحدثون إليه وقد يكون بسبب المصاداة.
قد يقاطع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أو يتحدثون بصوت أعلى أو أسرع من المتوقع، أو قد يجدون صعوبة في منح الآخرين فرصة للمساهمة في المحادثة، ويرجع ذلك إلى عدم قدرتهم على التعرف على ردود أفعال الآخرين تجاه سلوكهم، وبدون هذه القدرة قد لا يعرفون كيفية ضبط اللغة أو المشاركة مع الآخرين.
الاهتمام المشترك و هي مهارة أخرى غالبًا ما يفتقر إليها الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وتحدث عندما تحتاج إلى التركيز على شيء ما مع شخص آخر لتحقيق الهدف. تشمل، ألعاب التركيب أو العمل على حل الألغاز معًا.وفي حين أنه يمكن تعليم هذه المهارات، إلا أنها قد لا تتطور من تلقاء نفسها لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
تعليم مهارات اللعب للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
هناك العديد من الاستراتيجيات المستخدمة مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والتي تركز على بناء مهارات اللعب، يمكن للوالدين والإخوة المشاركة تحت إشراف المختصين في المجال، وتشمل:
- طريقة Floortime : إن هذا النهج يقوم على قيادة الطفل نفسه ويتضمن اللعب مع الطفل على نفس مستواه.
- التدخل في تنمية العلاقات (RDI) : يركز على الأنشطة التي تشجع العلاقات الاجتماعية، ينصب التركيز الرئيسي على بناء العلاقة بين الوالدين والأطفال لبناء المهارات الأساسية مثل التواصل والتعرف على المشاعر.
ملخص
قد يلعب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بشكل مختلف عن الأطفال ذوي النمو الاعتيادي. حيث إن غالبًا ما يفضلون تكرار الأفعال مرارًا وتكرارًا وترتيب الأشياء وعادةً ما يفضلون اللعب بمفردهم وقد يواجهون تحديات في العمل على نفس المهمة مع الآخرين، هناك استراتيجيات مختلفة لتطوير مهارت اللعب لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والوالدين على اللعب معًا وبناء العلاقة وتطوير المهارات الاجتماعية، ولا تقتصر على ما تم ذكره في المقالة.
المرجع
By Lisa Jo Rudy
Lisa Jo Rudy, MDiv, is a writer, advocate, author, and consultant specializing in the field of autism
https://www.verywellhealth.com/autistic-child-form-of-play-259884