لماذا لم تعد متلازمة أسبرجر تشخيصًا رسميًا؟
تم إيقاف متلازمة أسبرجر كتشخيص رسمي في عام 2013، يتم تشخيص متلازمة أسبرجر الآن على أنه اضطراب طيف التوحد من المستوى الأول يحتاج إلى الدعم (ASD).
اضطراب طيف التوحد مع إنخفاض احتياجات الدعم هو امتلاك الأفراد لغة نموذجية وتطورًا معرفيًا عند مقارنتهم بأقرانهم و لكنهم يواجهون تحديات في المهارات الاجتماعية والسلوكيات النمطية التكرارية.
لماذا تم إيقاف متلازمة أسبرجر عن كونها تشخيصًا؟
تمت تسمية متلازمة أسبرجر من قبل طبيب الأطفال النمساوي هانز أسبرجر و الذي وصف في عام 1944 مـ أربعة أطفال كانوا أذكياء للغاية ولكنهم محرجون اجتماعيًا ومرتبكين جسديًا، ومع ذلك فهو لم يخترع هذا المصطلح.
قامت الطبيبة النفسية البريطانية، لورنا وينج في عام 1981مـ بتجميع السمات تحت التشخيص، وأطلقت عليه اسم متلازمة أسبرجر ، تمت إضافته إلى DSM-IV في عام 1994.
تم إيقاف متلازمة أسبرجر في عام 2013 مع نشر الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (DSM-5).
أحد أسباب إيقافه هو أن مؤلفي الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية أرادوا تجنب الاعتقاد الخاطئ بأن متلازمة أسبرجر هي حالة مختلفة عن اضطراب طيف التوحد، و السبب الثاني هو أن هانز أسبرجر كان نازيًا وشارك في قتل الأطفال ذوي الإعاقة في عهد الرايخ الثالث، أراد الباحثون والأطباء أن يبتعدوا بأنفسهم عن هذا التاريخ.
يتلقى جميع الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد الآن تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD) وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).
اكتسب تشخيص متلازمة أسبرجر بعض الشهرة في عام 2001 بفضل مقال في مجلة Wired بعنوان “متلازمة المهوس” ، حيث تم وصفه بأنه “إبن عم اضطراب طيف التوحد ولكن بشكل أخف، في ذلك الوقت كان يُنظر إلى الأفراد ذوي متلازمة أسبرجر على أنهم عباقرة و مبدعون وقلقون وضعفاء إجتماعيًا.
سمات ذوي متلازمة أسبرجر وذوي اضطراب طيف التوحد
غالبًا ما يكون لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد الذين تم تشخيصهم بمتلازمة أسبرجر تركيزًا ضيقًا أو مكثفًا على مجالات اهتمام محددة وقد يرغبون في معرفة كل شيء عن موضوع معين، يمكن أن تشمل السمات الأخرى ما يلي:
- صعوبة في النطق واللغة
- السلوك الاجتماعي والعاطفي غير المناسب في السياقات والمواقف الاجتماعية
- صعوبة في التفاعل مع الأقران
- تحديات التواصل غير اللفظي (التواصل البصري، وتعبيرات الوجه ، و وضعيات الجسم)
- أداء أعلى من المتوسط في مجالات اهتمام محددة
- سلوكيات نمطية متكررة
ما هو الإسم الجديد لمتلازمة أسبرجر؟
يعد التغيير في إدخال الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) لمتلازمة أسبرجر أمرًا مثيرًا للجدل بالنسبة للبعض، حيث أن الأفراد الذين لا يعانون من سمات اضطراب طيف التوحد الشديدة والذين ربما تم تشخيصهم سابقًا على أنهم من ذوي متلازمة أسبرجر يتلقون الآن نفس التشخيص مثل الأفراد غير الناطقين، والذين بحاجة إلى دعم يومي كبير للمهارات الحياتية الأساسية.
من أجل التوضيح يصف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) ثلاثة مستويات من اضطراب طيف التوحد بناءً على مقدار الدعم الذي يحتاجه الشخص، حيث إن التعريف الجديد لاضطراب طيف التوحد يصف الأفراد بأن لديهم مستوى شدة 1 أو 2 أو 3 :
- المستوى 1 ASD: “يتطلب الدعم”
- المستوى 2 ASD: “يتطلب دعمًا كبيرًا”
- المستوى 3 ASD: “يتطلب دعمًا كبيرًا جدًا”
كل فرد من ذوي اضطراب طيف التوحد تم تشخيصه سابقًا بمتلازمة أسبرجر لديه احتياجات دعم منخفضة (تشخيص المستوى الأول).
يتطلب الدعم (المستوى 1)
يمكن للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يحتاجون إلى الدعم (المستوى 1) التحدث بجمل كاملة والمشاركة في التواصل ولكنهم قد يواجهون صعوبة في المحادثة، بالإضافة إلى ذلك قد تبدو محاولاتهم لتكوين الصداقات غريبة وعادةً ما تكون غير ناجحة.
يتم تصنيف التواصل الاجتماعي على النحو التالي لذوي احتياجات الدعم المنخفض:
- بدون تقديم الدعم، يتأثر التواصل الاجتماعي
- يواجهون صعوبة في بدء التفاعلات الاجتماعية
- قد يظهرون استجابات غير نمطية أو غير ناجحة للإشارات الاجتماعية
- يبدو عليهم أن الاهتمام في التفاعلات الاجتماعية أقل
تشمل السلوكيات لدى الأفراد ذوي احتياجات الدعم المنخفض ما يلي:
- السلوك غير المرن و الذي يتداخل مع الأداء في سياق واحد أو أكثر
- صعوبة التبديل بين الأنشطة
- مشاكل التنظيم والتخطيط التي تعيق الاستقلالية
يتطلب دعمًا كبيرًا (المستوى 2)، يتطلب دعمًا كبيرًا جدًا (المستوى 3)
بالنسبة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد الذين لديهم سمات واحتياجات دعم أكثر في (المستويان 2 و3) ، تكون تحدياتهم واضحة حتى مع وجود الدعم، تظهر السلوكيات النمطية المتكررة بشكل متكرر بما يكفي لتكون ملحوظة وتتداخل مع الأداء في مجموعة متنوعة من السياقات.
قد يواجه الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد والذين يحتاجون إلى دعم كبير تحديات شديدة مع إعاقات وظيفية وسلوكيات تتداخل مع الحياة اليومية في جميع السياقات.
استمرار استخدام تشخيص متلازمة أسبرجر
على الرغم من استبعاده من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، إلا أن تشخيص متلازمة أسبرجر لا يزال يستخدم أحيانًا في الولايات المتحدة وبلدان أخرى، أحد الأسباب الشائعة لذلك هو أن تشخيص اضطراب طيف التوحد باعتقادهم يمكن أن يحمل وصمة عار، والأفراد الذين تم تشخيصهم سابقًا بمتلازمة أسبرجر قد يظلون يتعرفون على هذا المصطلح ويفضلونه.
وجدت دراسة أجريت عام 2017 لتحليل تأثير إزالة متلازمة أسبرجر من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية أن تغيير المسمى “لديه القدرة على تهديد هوية المتضررين” ، مستشهدين باضطراب طيف التوحد باعتباره علامة تشخيصية بوصمة عار، تستمر بعض المجموعات والمنظمات التوعوية في استخدام هذا المصطلح أيضًا، واستمرار البعض في تشخيصهم بمتلازمة أسبرجر وليس باضطراب طيف التوحد.
يستمر الإجماع الطبي في الابتعاد عن تشخيص متلازمة أسبرجر وعلى خطى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية قامت المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) ، والتي دخلت حيز التنفيذ في 1 يناير 2022 بنقل متلازمة أسبرجر تحت مظلة اضطراب طيف التوحد حيث سيتم استخدام ICD-11 من قبل جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية.
ملخص
كانت متلازمة أسبرجر في السابق تشخيصًا للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد ذوي احتياجات الدعم المنخفض والذين لديهم سمات اضطراب طيف التوحد بشكل أقل من المستوى الثاني والثالث. تم إيقافه كتشخيص رسمي في عام 2013 مع الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (DSM-5).
يتم الآن تشخيص متلازمة أسبرجر على أنه اضطراب طيف التوحد من المستوى الأول (ASD)، أو اضطراب طيف التوحد مع انخفاض احتياجات الدعم.
هناك العديد من التدخلات والخدمات الداعمة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد ذوي احتياجات الدعم المنخفض ، مثل التدريب على المهارات الاجتماعية والعلاج السلوكي المعرفي، وتحليل السلوك التطبيقي.
المرجع
By Lisa Jo Rudy
Lisa Jo Rudy, MDiv, is a writer, advocate, author, and consultant specializing in the field of autism
https://www.verywellhealth.com/does-asperger-syndrome-still-exist-259944