الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

عندما يتم تشخيص كل من الآباء أو الأمهات والأطفال باضطراب ADHD

عندما يتم تشخيص كل من الآباء أو الأمهات والأطفال باضطراب Adhd

عندما يتم تشخيص كل من الآباء أو الأمهات والأطفال باضطراب ADHD  

ترجمة: أ. شروق السبيعي 

قد يكون التدخل للآباء أو الأمهات مهمًا للأطفال أيضًا

إنها قصة نسمعها بانتظام: يتم تشخيص طفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويتعرف أحد والديه على الأعراض، ويدرك أن لديه/ها هذا الاضطراب أيضًا.

غالبًا ما تكون مفاجأة للأمهات أو الآباء، لكنها ليست مفاجأة للأطباء، يوضح مارك شتاين، أخصائي نفسي إكلينيكي ومدير برنامج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والاضطرابات ذات الصلة (عيادة بيرل) في مستشفى سياتل للأطفال: “نحن نعلم أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وراثي إلى حد كبير، وهذا يعني أن 25 بالمائة من الأطفال الذين تم تشخيصهم فإن الآباء أو الأمهات سيتم تشخيصهم بهذا الاضطراب.

كما أنه ليس مفاجئًا للدكتور شتاين أن العديد من الآباء أو الأمهات الذين يستوفون معايير اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يعرفون ذلك ولم يتم تشخيصهم، لا يزال هناك قدر كبير من الوصمة وعدم فهم عن البالغين المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

الآباء أو الأمهات المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه غالبًا ما يجدون أنفسهم مثقلين بمتطلبات تربية الأطفال و يكافحون لتلبية احتياجات أطفالهم، و بسبب افتقارهم إلى المهارات التنظيمية، فقد يجدون المحافظة على جداول أطفالهم وإدارة سلوكهم أمرًا مرهقًا للغاية، ولكن في حالة الأمهات من الممكن يعالجون الاكتئاب أكثر من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، كما يلاحظ الدكتور شتاين، الذي يعمل أيضًا أستاذًا في الطب النفسي وعلوم السلوك في جامعة واشنطن.

ويضيف الدكتور شتاين أن هذه النظرة مؤسفة، لأن التعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الذي يكمن وراء مشاكلهم من شأنه أن يعود بالنفع عليهم وعلى أطفالهم.

تشير الدراسات إلى أن التدخل مع الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يكون أقل فعالية عندما يكون الآباء أو الأمهات القائمين على الرعاية مشخص أيضًا باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يتطلب التدخل الدوائي الكثير من التنظيم الأبوي لتحديد المواعيد والتعامل مع التأمين و ملء الوصفات الطبية والتأكد من تناول الأطفال لأدويتهم ومراقبة الآثار الجانبية، ويكون علاج الأطفال أقل فعالية إذا لم يوجد في نظام العلاج التزام ثابت.

كما أن التدخل السلوكي للأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يكون أقل فعالية عندما يكون الآباء أو الأمهات مشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويشير الدكتور شتاين إلى أن “هناك عددًا من الدراسات التي تبحث في تدريب الآباء والأمهات على السلوك، وأكبر مؤشر على عدم الاستجابة هو إذا كانوا الآباء والأمهات مشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

الأمهات المشخصات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه 

من الشائع بشكل خاص أن تكتشف الأمهات أنهن مشخصات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ولم يتم تشخيصهم عندما كانوا أطفالًا، وذلك لأن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يظهر في الجنسين بشكل مختلف، يميلون الأمهات إلى التشخيص بنوع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وهو عدم الانتباه، وليس النوعين فرط الحركة/الاندفاعية أو النوعين المدمجة، ربما هؤلاء الأمهات كانوا يواجهون صعوبة من عدم التنظيم المزمن وانخفاض التحصيل الدراسي، ولكن نظرًا لأن من غير المحتمل أن تكون مزعجة، فقد تم تجاهلها في كثير من الأحيان.

ويضيف ديفيد أندرسون، وهو طبيب نفسي ومدير مركز اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه واضطرابات السلوك في معهد تشايلد مايند : “عندما نرى أمهات يواجهون من ضغوط شديدة، ويكونن مشتتات بين كل أنواع الأشياء في عملهن وحياتهن الأسرية، فإننا نميل إلى التفكير بوجود القلق أو الاكتئاب، وذلك لأننا نربط الاكتئاب والقلق أكثر بجنسهن، بدلاً من رؤية العجز الأساسي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، مما يجعل من الصعب إدارة كل هذه الأشياء.

“نسمع الآباء أو الأمهات طوال الوقت يقولون إنهم يشعرون بالفشل لأنهم يعرفون ما يجب عليهم فعله، ولكن تنفيذه أمر صعب للغاية”، كما يلاحظ الدكتور أندرسون”إنهم يشعرون بالسوء حقًا تجاه أنفسهم فيما يتعلق بإدارة الأمور اللوجستية وتذكر كل شيء”.

بالنسبة للآباء أو الأمهات الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فإن الحصول على تشخيص بحد ذاته يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالذنب وتخفيف التوتر، يقول الدكتور شتاين: “الكثير من البالغين المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يدركون أنهم مشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، إنهم لا يعرفون لماذا واجهوا صعوبات في المدرسة وربما في العمل وربما في زواجهم وتربية أطفالهم، إنهم يشعرون بالإحباط ومدمرين نفسيًا” ويضيف: “مع التشخيص، بدلاً من إلقاء اللوم على أنفسهم والتفكير بأنه فشل أخلاقي، فإنهم يدركون أنهم مشخصين بهذا الاضطراب الوراثي، مثل أطفالهم.

علاج الآباء أو الأمهات الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه 

ويشير الدكتور شتاين إلى أن الحصول على علاج للآباء أو الأمهات الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يمكن أن يحسن مهارات الأبوة والأمومة لديهم ويقلل من الضغوط على الأسرة بأكملها، وغالبًا ما يتضمن علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تناول الأدوية المنشطة، ولكن قد يشمل أيضًا التدخل السلوكي، ويوضح الدكتور شتاين: “يمكنكم أن تكونوا أكثر تنظيمًا و إعطاء التركيز على اهتمامات الأطفال أكثر، ويلاحظ أن الآباء أو الأمهات فجأة يشعرون بضغط أقل ويمكنهم أن يكونوا أكثر استرخاءً وراحة مع أطفالهم.

يوضح الدكتور أندرسون أنه عندما يعمل فريقه مع الأسر التي فيها الأب أو الأم والطفل الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فإن الفريق يقوم بإجراء بيان مفصل مع الأب أو الأم للحديث عن نقاط القوة والضعف، “نريد أن نكون شركاء معهم منذ البداية، لمعرفة كيفية دعمهم ودعم أطفالهم”، إن تقييم قدرات الآباء أو الأمهات يساعد الفريق على صياغة استراتيجيات لمساعدتهم على النجاح.

إدارة السلوكيات الغير مرغوب فيها عند الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه 

من بين التحديات التي تواجه تربية الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أن هؤلاء الأطفال يواجهون غالبًا من مشاكل سلوكية خطيرة، فهم لا يتحملون الإحباط وهم عرضة لنوبات الغضب والانفعال عندما لا تسير الأمور كما يريدون، والاستجابة الفعّالة لهذا النوع من السلوك أمر صعب على جميع الآباء والأمهات، ولكن الأمر أصعب بالنسبة للآباء أو الأمهات المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

تتطلب إدارة سلوكيات الأطفال بنجاح أن يكونون الآباء أو الأمهات متسقين وهادئين وأن يبقوا مشاعرهم خارج المعادلة، يحتاجون الآباء أو الأمهات إلى الانتباه عن قرب والاستجابة بشكل إيجابي للسلوكيات التي يريدون تحفيزها، ويجب عليهم تجنب التفاعل عاطفيًا مع السلوكيات التي تسبب مشاكل، لا شيء من هذه الأشياء سهلة إذا كنتم مشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

ولكن عندما يتلقى الآباء أو الأمهات تدخلًا لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فإن الأبحاث تشير إلى تحسن مهاراتهم في إدارة السلوكيات، مما يؤدي إلى زيادة التفاعلات الإيجابية بين الآباء أو الأمهات والأطفال والتوجيه يكون أكثر فعالية لأطفالهم، وبالتي فإن تدخل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الآباء أو الأمهات قد يكون جزءاً بالغ الأهمية لمساعدة الأطفال على التغلب على المشاكل السلوكية.

من يقوم بتشخيص وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند البالغين؟

يرى الدكتور شتاين أن هناك نقصًا في المتخصصين الذين يشعرون بالراحة في تشخيص وعلاج البالغين المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه “أعتقد أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو المكان الذي كان فيه الاكتئاب قبل 15 عامًا حيث كان شيئاً لم يعالجه سوى الأطباء النفسيين، ثم أصبحت الرعاية الأولية، والآن أطباء الرعاية الأولية يقومون بفحصه بشكل روتيني،إن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه شائع جدًا ولكن نادرًا ما يتم تشخيصه عند البالغين.

ويشير الدكتور شتاين إلى أن الأطباء يتلقون تدريباً أكبر كثيراً لتشخيص الاكتئاب ووصف مضادات الاكتئاب مقارنة بتشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وعلاجه، وعلاوة على ذلك قد يشعرون بعدم الارتياح عند وصف الأدوية المنشطة لأنهم يخشون إساءة استخدامها.

ويزعم الدكتور شتاين أن “طب الأسرة ينبغي أن يكون مكاناً مناسباً لذلك، ولكن مرة أخرى، يوجد هناك الانزعاج من استخدام المنشطات، وبالتالي فمن الممكن أن يتم تجربتها مع مضادات الاكتئاب” 

ويضيف أن هذه الفجوة في النظام الطبي توضح سبب اضطرابات النمو مدى الحياة مثل: اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه «نحن بحاجة إلى عيادات مدى الحياة».

المرجع: 

https://childmind.org/article/help-for-parents-with-adhd/