الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

إجراءات السلامة المائية للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد

pexels jsalamanca 61129

إجراءات السلامة المائية للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد

 ترجمة: أ. شروق السبيعي

يُعد فصل الصيف فرصة مثالية للاستمتاع بالأنشطة الخارجية، وغالبًا ما تشكل السباحة جزءًا مهمًا من روتين العديد من الأسر خلال هذا الموسم. سواء كان ذلك في مسبح المنزل، أو في نزهة إلى البحيرة، أو أثناء زيارة لإحدى مناطق الألعاب المائية، فإن اللعب في الماء يجمع بين المتعة والإثارة، ولكنه قد يرافقه أيضًا بعض التحديات.

قد يجد الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد تجربة الماء ممتعة وجذّابة من الناحية الحسية، لكن هذا التفاعل الحسي قد يحمل معه بعض المخاطر، مما يستدعي حرصًا وانتباهًا مستمرين.

فهم العلاقة بين اضطراب طيف التوحد والسلامة المائية أمر بالغ الأهمية، إذ تُظهر الإحصاءات أن الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد أكثر عرضة للخطر عندما يتواجدون بقرب الماء، نتيجة لمجموعة من العوامل مثل الحاجة للتحفيز الحسي والاندفاعية وصعوبات في التواصل. إلا أن وجود خطة للسلامة واضحة يمكن أن تساعد في الحد من هذه المخاطر، ويسهم في خلق تجربة آمنة ومليئة بالثقة والإيجابية للجميع.

ما الأسباب التي تجعل الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد أكثر عرضة للمخاطر المتعلقة بالمياه؟

عادةً ما يختبر الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد العالم بطريقة مميزة وخاصة. يميل الكثير منهم إلى الماء نظرًا لما يمنحه من إحساس حسي مريح ومتكرر، إلا أن الماء قد يحمل مخاطر غير واضحة أو يصعب فهمها على الفور.

بالنسبة لبعض الأطفال، يُعدّ الهروب مصدر قلق. فقد ينجذب الأطفال إلى مسطحات مائية قريبة دون أن يدركوا المخاطر المصاحبة لها، وقد لا يستجيب البعض للتنبيهات اللفظية كما يتوقع الكبار. وفي المواقف التي تستدعي سرعة اتخاذ القرار، قد تسبب هذه الاختلافات في الإدراك أو التواصل تأخيرًا في الاستجابات الضرورية للحفاظ على السلامة.

للأسف، يظل الغرق من أبرز أسباب الوفاة غير المقصودة لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. وإدراك هذه الحقيقة لا يعني أن على الأسر تجنب الماء تمامًا، بل يقتضي ضرورة دراسة استراتيجيات السلامة بعناية وتطبيقها بشكل مستمر.

دعم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد وضمان السلامة عند التعامل مع المياه

التهيئة هي واحدة من أقوى الوسائل التي يمكن للأسر اعتمادها. تهدف نصائح السلامة المائية التالية إلى تلبية احتياجات الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، مع تعزيز مشاركتهم الفعّالة والممتعة في الأنشطة الصيفية.

اختاروا نوادي سباحة تراعي الفروق النمائية لدى الأطفال

السباحة مهارة قد تُنقذ الحياة، وتوفر العديد من النوادي اليوم دروس سباحة مكيّفة، مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. غالبًا ما تقدم هذه الدروس بوتيرة أبطأ، مع المساعدة البصرية، ويشرف عليها مختصون واعون باختلافات المعالجة الحسية وأساليب التواصل لدى هؤلاء الأطفال.

تقدم بعض مراكز علاج اضطراب طيف التوحد أيضًا برامج للعلاج المائي، حيث يُدمج التعرض للماء ضمن الأهداف العلاجية، مثل تنمية القدرة على اتباع التعليمات، التكيف مع التغيرات، وتحسين التنسيق الحركي.

استخدموا الوسائل البصرية والتكرار

يستفيد العديد من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من الصور الواضحة والتدريب المتكرر. يمكن للجداول البصرية، وبطاقات الصور، والقصص الاجتماعية أن تساعد الأطفال على الاستعداد لما سيحدث في المسبح أو على الشاطئ. التعرف المسبق على خطوات السلامة، مثل البقاء بالقرب من شخص بالغ أو انتظار الإذن قبل دخول الماء، يساهم في تعزيز الفهم والتقليل من مشاعر القلق.

وفروا الحواجز المادية ووسائل السلامة

في حال وجود مسطح مائي قريب، تصبح الحواجز وسيلة فعالة لتعزيز السلامة. على سبيل المثال، في المنازل التي تحتوي على مسابح، يُوصى بتركيب سياج محكم من أربع جهات مزوّد ببوابة تُغلق وتُقفل تلقائيًا. كما يمكن أن تساهم وسائل مثل أجهزة إنذار الأبواب والمسابح، وأجهزة التتبع بتقنية GPS، في تعزيز مستوى الأمان بشكل إضافي، خاصة للأطفال المعرضين للهروب. ورغم أن هذه الإجراءات لا تُغني عن الإشراف المباشر، إلا أنها قد تتيح فرصة قيمة للاستجابة السريعة أثناء الطوارئ.

احرصوا على البقاء على بُعد ذراع دائمًا
بغض النظر عن مدى إتقان الأطفال لمهارات السباحة، فإن الإشراف المستمر يظل أمرًا ضروريًا. بالنسبة للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، يجب أن تكونون بالقرب منهم دائمًا، ويفضل أن تكونوا على بُعد ذراع واحد فقط في كل مرة يكون فيها الماء جزءًا من النشاط. وتزداد أهمية هذا الأمر إذا كانوا الأطفال لا يزالون يتعلمون كيفية الطفو أو لا يستجيبون للتعليمات اللفظية في لحظات التوتر.

تطبيق قواعد السلامة المائية أثناء الجلسات العلاجية
يمكن لفريق العلاج أن يدمج أهداف السلامة ضمن خطة التطور الشاملة للأطفال. على سبيل المثال، يقوم أخصائيو السلوك بمساعدة الأطفال على تعلم مهارات مثل الانتظار، اتباع التعليمات، والتعود على ارتداء سترة النجاة. ويُسهم إدخال هذه الأهداف في الجلسات العلاجية في تقديم دعم فردي وتعليم منتظم في بيئة منظمة وآمنة.

اختاروا بيئات هادئة وقابلة للتنبؤ

قد تكون المسابح المزدحمة والصاخبة مصدر إزعاج. اختيار أوقات أكثر هدوءًا أو زيارة أماكن أقل ازدحامًا يساعد الأطفال على البقاء منضبطين وقادرين على اتباع قواعد السلامة بشكل أفضل. كما أن توفير واقيات للأذن، ومناطق مظللة، وأدوات مساعدة قبل وبعد السباحة، يُسهّل تجربة السباحة بشكل عام.

التخطيط للسلامة مع وضع أطفالكم في الاعتبار

تكون خطط السلامة المائية أكثر نجاحًا عندما تُصمم بناءً على احتياجات أطفالكم الفردية، وليس فقط اعتمادًا على نصائح عامة. ضعوا في اعتباركم ما يستمتع به أطفالكم أثناء تواجدهم في الماء، وما قد يثير لديهم القلق أو فرط الحركة، وكيف يفضلون تلقي التعليمات. وبناءً على ذلك، ضعوا روتينًا وقواعد تتوافق مع طريقة تواصلهم ومستوى راحتهم.

الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد يمكنهم تعلم مهارات السلامة، خصوصًا عندما يتم تدريبهم بصبر، ويحظون بدعم مستمر، ويكونون محاطين بأشخاص موثوقين. كما أن تشجيع الاستقلالية لا يعني إزالة جميع الحدود، بل يعني تقديمها بطريقة واضحة ومناسبة لطفلكم.

اجعلوا الصيف آمنًا وممتعًا

من المهم أن تحظى الأسر بالدعم الكامل لتقديم تجارب صيفية إيجابية لأطفالهم. من خلال التهيئة والاهتمام المستمر، يمكن أن تشكل السباحة جزءًا آمنًا وقيّمًا من تلك الذكريات. كما أن فهم العلاقة بين اضطراب طيف التوحد والسلامة المائية يمكّن الأسر ومقدمي الرعاية من مواجهة التحديات المتوقعة، مع تقديم فرص للأطفال لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، والانضباط.

لا يتعلق الأمر بالقيود، بل يتعلق بخلق الظروف التي يمكن للجميع المشاركة فيها بشكل أكثر اكتمالاً.

المرجع: 

Water Safety Tips for Children with Autism

https://www.empowerbh.com/blog/water-safety-tips-for-children-with-autism/