الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

أهمية الاستراحات الحسية للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد

أهمية الاستراحات الحسية للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد

أهمية الاستراحات الحسية للأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد

ترجمة: أ. شروق السبيعي

بالنسبة للعديد من الأطفال الذين يتلقون خدمات دعم لاضطراب طيف التوحد، مثل تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) المنزلي، يُعد تنظيم الحواس عنصرًا أساسيًا في دعم استقرارهم اليومي. وتُعدّ الاستراحات الحسية أداة فعّالة لتنظيم الجهاز العصبي؛ إذ يمكن استخدامها إما لتهدئته عند التعرّض لمحفزات حسية مفرطة، أو لتنشيطه عند الحاجة. وتُصمَّم هذه الاستراحات بما يتوافق مع الاحتياجات الفردية لكل طفل، نظرًا لتفاوت استجاباتهم الحسية من طفل لآخر.

في هذه المقالة، ستتعرفون على كيفية تحديد حاجة الأطفال للاستراحات الحسية، وطرق تصميمها بشكل فعّال، وكيف تسهم في تقديم دعم فعال لهم داخل المنزل، والمدرسة، والبيئات العلاجية.

أهمية الاستراحات الحسية للأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد

غالبًا ما يواجه الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد تحديات حسية. قد تُثقل هذه التحديات جهازهم العصبي وتُسبب لهم انزعاجًا ومشاكل سلوكية. تُعدّ الاستراحات الحسية وسيلة فعّالة لمساعدتهم على تنظيم هذه المُحفّزات واستعادة التوازن، خاصة أثناء نوبات الإرهاق الحسي.

إن دمج الاستراحات الحسية ضمن برنامجهم الحسي – وهو خطة منظمة للأنشطة الحسية – يُمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة. فالأطفال الذين يحصلون على فترات استراحة حسية يُظهرون تحسنًا في تنظيم مشاعرهم، ويشاركون بشكل أكثر فاعلية في الروتين اليومي، ويتعلّمون بطريقة أكثر تركيزًا وبتوجّه واضح. كما تُسهم هذه الاستراحات في دعم صحتهم النفسية وتعزيز قدرتهم على التركيز.

ما هي الاستراحات الحسية ولماذا هي مهمة؟

الاستراحات الحسية هي فترات راحة مهمة تُمكّن الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد من تنظيم وتحسين استجابتهم للمثيرات الحسية. فهي تُساهم في التخفيف من الضغط الحسي الزائد، ويتم تصميمها بما يتناسب مع احتياجات وتفضيلات كل طفل؛ إذ قد توفّر لهم الهدوء أو التنشيط الحسي المناسب لمساعدتهم على الشعور بالراحة. وتُعدّ هذه الاستراحات ضرورية لإعادة ضبط نظامهم الحسي وتعزيز قدرتهم على التركيز والتفاعل.

يوصي أخصائيو العلاج الوظيفي غالبًا بدمج الاستراحات الحسية ضمن روتين يومي منظم يُساعد الأطفال على تنظيم حواسهم وتحسين تفاعلهم مع البيئة المحيطة. ويتضمن هذا الروتين مجموعة من الأنشطة المصممة للتعامل مع المدخلات الحسية، مثل الاسترخاء في أماكن هادئة أو أداء تمارين تعزّز الإحساس العميق بالجسم.

عندما يواجه الأطفال مدخلات حسية زائدة، قد يصابون بالإرهاق الحسي، مما يؤدي إلى زيادة التوتر والانفعالات. تساعد الاستراحات الحسية في تخفيف هذه الانفعالات، فتمنح الأطفال فرصة لاستعادة توازنهم والعودة إلى نشاطاتهم بهدوء وتركيز متجدد.

بالنسبة للعائلات والمعلمين، لا تمثل الاستراحات الحسية مجرد توقف عن النشاط، بل تُعدّ وسيلة فعالة لتنظيم المشاعر والسلوك.

كيف تساعد الاستراحات الحسية المنتظمة في ضبط مستويات التحفيز الحسي

تُساهم الاستراحات الحسية المنتظمة بشكل فعّال في دعم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، إذ تُساعد على تقليل التحفيز الزائد وتنظيم المشاعر. من خلال تهدئة الجهاز العصبي، تُخفف هذه الاستراحات من آثار الضغط الحسي وتُعزز قدرة الأطفال على التفاعل بشكل أفضل مع بيئتهم.

كجزء من الخطة الحسية اليومية، توفر الاستراحات الحسية فرصة لإعادة ضبط الجهاز العصبي من خلال أنشطة مهدئة مثل تمارين الضغط العميق والحركات التي تُنشط الجهاز الدهليزي. وتهدف هذه الاستراحات إلى دعم التوازن العاطفي لدى الأطفال والحد من مشاعر التوتر والإرهاق.

تُساهم الاستراحات الحسية في تعزيز قدرة الأطفال على التركيز، سواء في المدرسة أو ضمن روتينهم اليومي. فعندما يتعرض الأطفال لمدخلات حسية زائدة، قد يشعرون بالتوتر أو القلق، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على أداء المهام والتفاعل مع الآخرين. لذلك، تُعد هذه الاستراحات عنصرًا أساسيًا في مساعدتهم على تهدئة الجهاز العصبي واستعادة التوازن. سواء أُدرجت في الفصل الدراسي، أو أثناء اللعب، أو في المنزل، فإنها تعزز شعور الأطفال بالراحة والثقة، وتسهم في خلق تجارب حسية أكثر إيجابية ونجاحًا.

أهم العلامات التي تدل على حاجة الأطفال إلى استراحات حسية

ليست كل علامات الضيق والانزعاج واضحة بشكل مباشر، فغالبًا تظهر علامات غير مباشرة تشير إلى أن الأطفال يعانون من إرهاق حسي. مثلًا، إذا بدأ الطفل في الابتعاد عن الآخرين، أو تجنب اللمس، أو وضع يديه على أذنيه، فقد تكون هذه علامات تدل على حاجته إلى استراحة حسية.

في المقابل، قد يظهر بعض الأطفال سلوكيات حسية واضحة مثل كثرة الحركة أو البحث عن الأصوات العالية، مما يشير إلى حاجتهم إلى تنظيم حسي. من خلال ملاحظة هذه العلامات وفهم أسبابها، يمكن للآباء التدخّل في الوقت المناسب وتقديم الدعم المناسب لأطفالهم. تساعد هذه العلامات أيضًا في وضع برامج وخطط حسية طويلة الأمد تهدف إلى تلبية احتياجات كل طفل بشكل خاص وفردي. وتساهم هذه الخطط في دعم الأطفال على المدى البعيد، بحيث يتمكنون من التعامل بشكل أفضل مع المثيرات الحسية وتطوير سلوكياتهم وأدائهم في الحياة اليومية.

التعرف على علامات التحفيز الحسي الزائد عند الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد

تظهر علامات التحفيز الحسي الزائد بطرق مختلفة. من المهم جدًا للآباء والمعلمين ملاحظة هذه العلامات بدقة. تشمل بعض العلامات الجسدية مثل تغطية الأذنين عند سماع أصوات مرتفعة أو فرك العينين لحجب الأضواء الساطعة. كما قد تحدث ردود فعل نفسية مثل الانفعالات أو الانسحاب عند التعرض لتحفيز زائد.

غالبًا ما يرتبط اضطراب المعالجة الحسية باضطراب طيف التوحد، مما يؤدي إلى مشاكل حسية تؤثر على الروتين اليومي للأطفال. وإذا لم يتم التعامل مع الاضطراب بشكل مناسب، فقد تتفاقم هذه المشاكل مع مرور الوقت، مما يزيد من صعوبة التكيف والتفاعل. لذلك، عندما يلاحظ الآباء هذه العلامات، يمكنهم تنظيم استراحات حسية تساعد في تعزيز توازن الأنظمة الحسية لدى الأطفال وتحسين جودة حياتهم.

يُعتبر فهم الاحتياجات الحسية الخاصة بكل طفل أمرًا بالغ الأهمية. فاتباع نهج مخصص لاكتشاف العلامات الجسدية والسلوكية للإرهاق يساعد على التدخل المبكر، مما يُمكّن الأطفال من استعادة توازنهم النفسي. لذلك، ينبغي على الآباء ومقدمي الرعاية التعاون بشكل وثيق مع أخصائيي العلاج الوظيفي لتحديد المحفزات الحسية خطوة بخطوة.

العلامات السلوكية التي تشير إلى الحاجة إلى التدخل

غالبًا ما تدل التغيرات السلوكية على وجود نقص في تلبية الاحتياجات الحسية. بالنسبة لبعض الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، قد يكون الانفعال المفاجئ أو القلق علامة تحذيرية. كما يمكن أن تشير سلوكيات مثل التململ المستمر أو تدوير الأشياء إلى حاجة الأطفال للمساعدة والدعم.

ليست جميع علامات الضيق الحسي واضحة بشكل مباشر؛ فقد ينسحب الأطفال من الأنشطة الاجتماعية أو يتجنبون التواصل البصري، وهي سلوكيات قد تدل على وجود حساسية حسية. وعند ملاحظة هذه العلامات، يمكن للآباء والمعلمين تقديم استراحة حسية تساعد الأطفال على تهدئة جهازهم العصبي ومنع تفاقم المشاعر السلبية.

من المهم جدًا تعديل التدخلات بما يتناسب مع احتياجات كل طفل بشكل فردي. إذ إن إنشاء روتين يُراعي الحواس ويُبنى على سلوكيات الطفل يزيد من فعالية هذه التدخلات. يلعب أخصائيو العلاج الوظيفي دورًا محوريًا في هذه العملية، حيث يقدمون توجيهات دقيقة حول كيفية ملاحظة السلوك وتصميم أنظمة حسية مخصصة لكل طفل. ومن خلال متابعة الآباء والمعلمين بشكل مستمر، يمكن دعم التنظيم الحسي للأطفال بفعالية أكبر.

تخطيط أنشطة مخصصة للاستراحات الحسية

من المهم اختيار أنشطة الاستراحات الحسية بما يتناسب مع الاحتياجات الحسية الفردية والتفضيلات الخاصة لكل طفل. قد تركز هذه الأنشطة على التحفيز اللمسي أو الحركي، ويكمن هدفها في تخفيف التوتر وتعزيز قدرة الاطفال على الحفاظ على الهدوء والتنظيم الذاتي.

بالنسبة لأنشطة البيئة الداخلية، يمكن تخصيص ركن هادئ أو استخدام صناديق حسية تحتوي على مواد ذات تأثير مهدئ. أما في البيئة الخارجية، فقد توفر الأنشطة الحركية مثل ركوب الدراجات مدخلات حسية مفيدة تُسهم في تنظيم الجهاز العصبي. ويُعدّ التعاون مع أخصائيي العلاج الوظيفي أمرًا ضروريًا لاختيار الأنشطة المناسبة لكل طفل وفقًا لاحتياجاته الفردية.

والآن، نستعرض أفكار لتنظيم أنشطة الاستراحات حسية فعّالة في كلٍ من البيئة الداخلية والخارجية، بهدف دعم الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد وتعزيز قدرتهم على التفاعل الإيجابي مع محيطهم.

افكار لتنظيم أنشطة الاستراحات الحسية في البيئة الداخلية للأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد

تُعدّ أنشطة الاستراحات الحسية في البيئة الداخلية وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على استعادة نشاطهم وتركيزهم بشكل أفضل. كما أن هذه الاستراتيجيات مصممة لتلبية الاحتياجات الحسية الفريدة لكل طفل بطريقة آمنة ومناسبة.

  • تمارين المدخلات الحسية العميقة: تُسهم الأنشطة مثل الضغط على الكرسي والزحف عبر أنابيب اللعب في تعزيز الإدراك الحسي والمهارات الحركية لدى الأطفال.
  • ألعاب التململ الحسية: تُوفر ألعاب التململ الحسية للأطفال فرصة للاستكشاف اللمسي من خلال استخدام كرات التوتر أو العجين الحسي، مما يساعدهم على تحريك أيديهم وتنظيم استجاباتهم الحسية بشكل أفضل.
  • الصناديق الحسية: يمكن ملء الصناديق بمواد مثل الأرز المجفف لتوفير تجربة تفاعل لمسية فعّالة وممتعة للأطفال.
  • وضعيات اليوجا: تساعد الوضعيات البسيطة في اليوجا الأطفال على الاسترخاء وتعزيز التكامل الحسي لديهم.

تتناسب أنشطة الاستراحات الحسية هذه مع مختلف التفضيلات والاحتياجات الحسية، مما يسهم في تنظيم الحواس بشكل فعّال. كما أن إنشاء أماكن مخصصة للحواس في المنزل أو الفصول الدراسية يعزز من القوة النفسية للأطفال داخل البيئات الداخلية.

أنشطة حسية في البيئة خارجية تعزز الهدوء والتركيز

توفر الأنشطة في البيئة الخارجية فرصًا فريدة لتحفيز الحواس، حيث تساهم الطبيعة في تعزيز الشعور بالهدوء والاسترخاء. كما تتيح الأماكن المفتوحة والأسطح المتنوعة للأطفال فرصة استكشاف حواسهم بطريقة مثالية وفعّالة.

  • أفكار من ساحة اللعب: يقدم اللعب على الأرجوحات أو المنزلقات تحفيزًا لحاسة التوازن.
  • المشي في الطبيعة : المشي الخفيف في الحدائق يمنح هواءً نقيًا ويحفّز الحواس بأصوات الطبيعة.
  • مسارات الحواجز: توفر حلقات اللعب والسلالم نشاطًا حركيًا ممتعًا يُبقي الأطفال مستمتعين أثناء النشاط.
  • جلسات البستنة: التفاعل مع ملمس التربة ورائحة النباتات العطرية يقدّم فوائد حسية ملموسة.

إن أخذ فترات راحة في الهواء الطلق يُساعد الأطفال على معالجة مشاعرهم والحفاظ على تركيزهم. كما أن التواجد المنتظم في الأماكن المفتوحة يساهم في تحسين التحفيز الحسي، ويخلق بيئة منظمة تدعم ضبط المشاعر وزيادة الوعي بها.

تكييف الاستراحات الحسية لتناسب تفضيلات واحتياجات الأطفال

يُعدّ تكييف الاستراحات الحسية أمرًا ضروريًا لتلبية الاحتياجات الحسية الفريدة لدى الأطفال. سواء كانوا يفضّلون الأنشطة الحركية أو يتجنّبون أنواعًا معيّنة من اللمس، فمن المهم التركيز على تفضيلاتهم الخاصة لضمان فعالية هذه الاستراحات.

يميل الأطفال الصغار إلى الاستمتاع بالاستكشاف الحر واللعب العفوي، في حين قد يجد الأطفال الأكبر سنًا والبالغون فائدة أكبر في الأنشطة المنظمة التي تدعم تنظيم انفعالاتهم. ويُفسّر هذا الاختلاف في تفضيلات الأطفال بحسب أعمارهم من خلال مبادئ العلاج الوظيفي، وهو تخصّص يركّز على دعم الأطفال في ممارسة أنشطتهم اليومية بطريقة مفيدة ومناسبة لقدراتهم. ومن خلال هذا الفهم، يمكن تصميم استراحات حسية مخصصة تتناسب مع أعمار الأطفال المختلفة واحتياجاتهم الفردية، مما يجعل هذه الاستراحات أكثر فعالية وتنظيمًا. 

تخصيص الأنشطة بناءً على التفضيلات الحسية

تُسهم الأنشطة المُصممة بعناية، والتي تراعي التفضيلات الحسية الفردية، في جعل الاستراحات الحسية أكثر فاعلية. فعلى سبيل المثال، قد يفضل بعض الأطفال الجلوس في أركان هادئة واستخدام سماعات عازلة للصوت لتقليل المدخلات السمعية وتعزيز الشعور بالراحة، بينما يستفيد آخرون من اللعب في صناديق حسية تحتوي على مواد آمنة تُلبي احتياجاتهم اللمسية.

يُرشد أخصائيو العلاج الوظيفي الأسر إلى كيفية التعامل مع الأطفال الذين يبحثون عن محفزات حسية وأولئك الذين يتجنبونها، لتحقيق توازن حسي فعّال، وذلك من خلال توفير مجموعة متنوعة من الخيارات، مثل: التجارب البصرية المهدئة، الحركات الإيقاعية، والأنشطة الفنية المنظمة التي تُراعي الإحتياجات الحسية المختلفة.

 وبالتركيز على تفضيلات كل طفل ومتابعة التطورات مع الأخصائيين، يمكن تعديل وتحسين أنشطة الاستراحات الحسية باستمرار، مما يُسهم في توفير دعم نفسي قوي، ويُراعي الاحتياجات الحسية الخاصة لكل طفل.

تكييف أنشطة الاستراحات الحسية لتناسب الأعمار والقدرات المختلفة
تُصمَّم أنشطة الاستراحات الحسية بحيث تراعي الفئة العمرية ومراحل النمو المختلفة. فمثلًا، ينجذب الأطفال الصغار إلى الصناديق الحسية التي تحتوي على مواد مثل الأرز، بينما يُفضّل الأطفال الأكبر سنًا الأنشطة التي تتطلب حركات جسدية واسعة.

تُعتبر القدرات الفردية عاملاً أساسيًا عند تكييف هذه الأنشطة، فقد يحتاج بعض الأطفال إلى أدوات داعمة مثل الوسائد المُثقلة، في حين قد يستفيد آخرون من أنشطة أكثر تحديًا تتطلب مهارات حركية متقدمة.
تشير تقييمات العلاج الوظيفي إلى ضرورة مراعاة عمر الأطفال واحتياجاتهم النمائية عند تصميم أنشطة الاستراحات الحسية، ومن خلال مراقبة استجاباتهم في مختلف المراحل العمرية، يمكن تحسين تنظيمهم الحسي بما يدعم راحتهم وصحتهم العامة.

طرق فعّالة لتطبيق الاستراحات الحسية في البيئات المختلفة

من المهم دمج الاستراحات الحسية ضمن الروتين اليومي في المنزل والمدرسة للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. تساعد هذه الاستراحات الأطفال على المشاركة الفعّالة في الأنشطة اليومية، كما تُمكّنهم من التعامل بشكل أفضل مع المحفزات الحسية مثل الأصوات العالية والأضواء الساطعة.

يساهم التواصل الفعّال مع مقدمي خدمات تحليل السلوك التطبيقي في تعزيز التعاون وتنسيق الجهود، مما يسهّل توفير الدعم للأطفال في مختلف البيئات. ويُعتبر دمج الأنشطة الحسية الداخلية والخارجية ضمن خطة حسية منظمة من العوامل الجوهرية لضمان نجاح التدخلات طويلة الأمد. وفيما يلي مجموعة من الاستراتيجيات العملية التي تُسهّل تطبيق الاستراحات الحسية ضمن الروتين اليومي، سواء في البيئة المدرسية أو المنزلية.

دمج الاستراحات الحسية في البيئة المدرسية
في الفصول الدراسية، يلعب استخدام الأدوات الحسية الملائمة دورًا مهمًا في مساعدة الطلاب المشخّصين باضطراب طيف التوحد على الاستعداد الأمثل للتعلم. يقوم المعلمون بتنظيم أنشطة حسية مجدولة وتوفير أماكن هادئة تتماشى مع  احتياجات أنظمتهم الحسية، وخاصةً الحسية البصرية.

تُساعد أنشطة اللعب في البيئة الخارجية على تعزيز قدرة الطلاب على ضبط النفس، خاصة في الأماكن الأقل تحفيزًا مقارنة بالأنشطة الجماعية الصاخبة داخل الفصل. فعلى سبيل المثال، يُعدّ اللعب بالمراجيح من الأنشطة الحسية المنظمة التي تسهم بشكل فعّال في تعزيز الاندماج الاجتماعي، ودعم التقدم في الجلسات العلاجية، وتشجيع الطلاب على التفاعل بتناغم مع أقرانهم.

نصائح عملية للآباء حول كيفية تقديم استراحات حسية فعّالة في المنزل

إن تهيئة بيئة هادئة تساعد كثيرًا عند تقديم الاستراحات الحسية. يمكنكم تجهيز ركن هادئ بإضاءة خافتة، واستخدام أدوات حسية متنوعة مثل كرات التوتر أو ألعاب الدوران التي تتناسب مع تفضيلات أطفالكم الحسية. من المهم اتباع نظام حسّي منتظم على مدار اليوم لتلبية احتياجاتهم. تعاونوا مع أطفالكم لاكتشاف الأنشطة التي تريحهم، مثل الضغط العميق باستخدام وسائد ثقيلة للضغط العميق أو استكشاف الملامس المختلفة في الصناديق الحسية. تُساعد هذه النصائح على تعزيز الراحة وتنظيم الانفعالات بفعالية.

خاتمة

يُعدّ دمج الاستراحات الحسية ضمن الروتين اليومي وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد على التعامل مع تحديات المعالجة الحسية. نظرًا لاختلاف احتياجات كل طفل، فإن فهم تلك الاحتياجات يُساهم في تعزيز قدرتهم على تنظيم مشاعرهم والتقليل من علامات الإرهاق الحسي. يساهم كل من التواصل المستمر و الملاحظة الدقيقة في تمكين الآباء ومقدمي الرعاية من تعديل الأنشطة الحسية لتتناسب مع تفضيلات الأطفال واحتياجاتهم الفردية. ومن خلال استخدام أدوات مثل الأماكن الهادئة أو الوسائد المثقلة للساقين، يمكن للأطفال التكيّف بشكل أفضل مع البيئات المختلفة، مما يُعزز من شعورهم بالراحة النفسية والتوازن الحسي بشكل عام.

المرجع: 

How to Use Sensory Breaks for Children with Autism

https://preciouscareaba.com/blog/sensory-breaks-for-autism/?_gl=1*y6zb77*_up*MQ..&gclid=CjwKCAiA5Ka9BhB5EiwA1ZVtvKTvr02MxHmkpIawWal1BxA7Az4Qs53D28g11dy54UOjmHSBCQYz3RoCF60QAvD_BwE