الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

علاج التكامل الحسي في تأهيل الأطفال

 

ترجمة : أ. عبدالله الأحمري

المقدمة

يستند علاج التكامل الحسي إلى نظرية آيرز للمعالجة الحسية، والتي تقوم على مبدأ أن “التكامل بين الحواس هو أساس الوظيفة”. يُقدم هذا التدخل عادةً من قبل أخصائيي العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، وهم المتخصصون الرائدين في هذا المجال.

التكامل الحسي

يُعرّف التكامل الحسي بأنه العملية التي يستقبل من خلالها الأفراد الأحاسيس من البيئة المحيطة وينظمونها. حيث يمنح هذه الأحاسيس معنىً يدعم تطوير المهارات اللازمة للمشاركة في أنشطة الحياة اليومية.

يصف التكامل الحسي كيفية قيام الجهاز العصبي بدمج المدخلات الحسية وتحويلها إلى أفعال. قد تتأثر هيكليتين رئيسيتان باضطرابات التسجيل والتنظيم الحسي: جهاز الحوفي، والنظم الدهليزية والحس العميق.

يركز علاج التكامل الحسي على نوعين رئيسيين من الاضطرابات التي يتم مقارنتها ودراستها:

  • خلل الأداء الحركي
  • خلل التنظيم الحسي

 

بناءً على الأسس الحسية المُفترضة والمظاهر الملاحظة، نميّز بين نوعين من خلل الأداء الحركي (خلل الأداء الجسدي، أو القصور في التكامل الثنائي والتسلسل) ونوعين من خلل التنظيم الحسي (فرط الاستجابة وضعف الاستجابة). وقد حددنا حدود و افتراضات نظرية ومنهج التكامل الحسي.

يتميز نهج العلاج الوظيفي في الممارسة عن غيره من المهن الصحية من خلال تركيزه المميز على “الأداء” الوظيفي. وكلمة “براكسيس” اليونانية – التي تعني “الفعل” – تُذكّرنا بأن تركيزنا الأساسي عند تطبيق نظرية التكامل الحسي يجب أن ينصب على تمكين البالغين والأطفال الذين نتعامل معهم من إنجاز المهام التي يحتاجون أو يرغبون في أدائها.

 

استراتيجيات العلاج بالتكامل الحسي

الأنشطة القائمة على اللعب:
يُعد اللعب الوسيلة الأساسية في العلاج بالتكامل الحسي. يصمم أخصائيو العلاج الوظيفي أنشطة لعب تشمل تجارب حسية متنوعة لتطوير قدرات المعالجة الحسية لدى الطفل. قد تتضمن هذه الأنشطة استخدام الأرجوحات والترامبولين والكرات الكبيرة ومعدات أخرى تقدم مدخلات حسية متنوعة.

 

التأرجح والدوران

تُستخدم أنشطة التأرجح والدوران بشكل شائع لتقديم مدخلات دهليزية (تتعلق بالتوازن والحركة). يمكن لهذه الأنشطة أن تساعد الأطفال على تنظيم مستويات الاستثارة وتحسين توازنهم وتناسق حركاتهم.

  • التأرجح في الأرجوحة أو الأرجوحة المعلقة: يوفر حركات متنوعة يمكن تعديلها حسب احتياجات الطفل
  • التدريج في الشدة والمدة: يتم زيادة الشدة والمدة تدريجياً لتعزيز التحمل والتنسيق الحركي
  • الدوران في الكرسي الدوار: يقدم مدخلات دهليزية مع ضرورة مراقبة الشدة وتعديلها لتجنب الإثارة المفرطة

 

أنشطة الضغط العميق

تُقدم أنشطة الضغط العميق – مثل الضغط على الجسم أو لف الطفل في بطانية – مدخلات حس عميق، مما يساعد الطفل على تطوير الوعي الجسدي واستجابات الاسترخاء.

برنامج التنشيط بالفرشاة
يتضمن برنامج ويلبارجر للتنشيط بالفرشاة استخدام فرشاة جراحية ناعمة لتطبيق ضغط عميق على جلد الطفل. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تقليل الحساسية اللمسية وتحسين المعالجة الحسية.

 

الأثقال والبطاطين الموزونة
تُستخدم السترات والبطانيات الموزونة لتقديم ضغط عميق ومدخلات حسية عميقة، مما يساعد الأطفال على الشعور بمزيد من الاستقرار والتركيز.

الاستماع العلاجي
يتضمن الاستماع العلاجي استخدام موسيقى مصممة خصيصاً لتحفيز الجهاز السمعي لدى الطفل، حيث يعتقد أنها تعزز المعالجة الحسية والتنظيم الذاتي. ويمكن لأنشطة الأصوات المختلفة أن تساعد في التمييز السمعي ومعالجة الأصوات.

التحفيز البصري
يمكن للأنشطة التي تتضمن التحفيز البصري – مثل تتبع الأجسام المتحركة، أو اللعب بالأضواء الملونة، أو ممارسة تمارين التمييز البصري كفرز الأشياء حسب اللون أو الشكل – أن تساعد في تحسين المعالجة البصرية والتركيز والتنسيق.

 

الأنشطة الحسية الفموية:
تُساعد الأنشطة الحسية الفموية – مثل المضغ أو النفخ لصنع الفقاعات – في تحسين المعالجة الحسية الفموية، كما تدعم تطوير مهارات النطق والتغذية.

تعديلات البيئة المحيطة:
قد يوصي أخصائيو العلاج الوظيفي بإجراء تعديلات على بيئة الطفل لتقليل المشتتات الحسية أو خلق فرص للاستكشاف الحسي.

النظام الحسي اليومي:
يمثل النظام الحسي اليومي خطة فردية تشمل أنشطة حسية يتم دمجها في روتين الطفل اليومي لتلبي احتياجاته الحسية وتعزز مشاركته في الأنشطة اليومية.

الأنشطة اللمسية:
تُتيح الأنشطة اللمسية – مثل الصناديق الحسية (حاويات مملوءة بمواد كالحبوب أو الرمل أو حبيبات الماء) واللعب بالمعجون المصنوع من مواد ذات نسيج مختلف – للأطفال استكشاف ملمس المواد من خلال الحفر و السكب والنقل. مما يُحسّن التمييز الحسي والقدرة على تحمل مختلف الملمس.

أنشطة التخطيط الحركي:
يمكن لهذه الأنشطة – مثل التنقل في مسارات العوائق، والمشاركة في أنشطة الحركة الكبرى كالتسلق والقفز، وممارسة المهارات الحركية الدقيقة مثل القص باستخدام المقص – أن تعزز القدرة على تخطيط وتنفيذ الحركات بناءً على المدخلات الحسية. وقد تبدأ هذه الأنشطة بالتوجيه، ثم تتقدم إلى الأوامر المفردة، تليها الأوامر المتعددة في وقت واحد.

استراتيجيات الاسترخاء والتهدئة
تُساعد أنشطة مثل تمارين التنفس، وأوقات الهدوء، وضغط كرة التوتر، والتدليك اللطيف، في تعزيز التنظيم الذاتي وتقليل الحمل الحسي الزائد.

 

الحالات التي يُستخدم لها علاج التكامل الحسي

يُطبق علاج التكامل الحسي لتدبير مجموعة من الحالات تشمل: اضطراب طيف التوحد، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطراب المعالجة الحسية، واضطراب التناسق النمائي، وصعوبات التعلم، والإعاقات الذهنية، والاضطرابات السلوكية، وتأخر المهارات الحركية، واضطرابات القلق، والتأخر النمائي.

يهدف هذا العلاج إلى معالجة الصعوبات في المعالجة الحسية، وتحسين الاستجابات التكيفية، وتعزيز الأداء الوظيفي الشامل. وغالباً ما يُستخدم علاج التكامل الحسي بالتزامن مع علاجات وتدخلات أخرى مُصممة وفقاً لاحتياجات كل فرد.

دور أخصائيي العلاج الوظيفي للأطفال

يؤدي أخصائيو العلاج الوظيفي للأطفال دوراً محورياً في تعزيز القدرات الوظيفية للأطفال ومشاركتهم في الأنشطة اليومية. حيث يقومون بإجراء التقييمات الشاملة لتحديد نقاط القوة والتحديات لدى الطفل فيما يتعلق بالمهارات الحركية، والمعالجة الحسية، والتنظيم الذاتي.

بناءً على نتائج هذه التقييمات، يطور الأخصائيون خطط تدخل فردية تلبي الاحتياجات الفريدة لكل طفل. وقد يستخدم أخصائيو العلاج الوظيفي علاج التكامل الحسي لتحسين المعالجة الحسية، والعمل على تطوير المهارات الحركية الدقيقة والجسيمة لتعزيز استقلالية الطفل.

كما قد يوصي الأخصائيون باستخدام معدات تكيفية أو تكنولوجيا مساعدة لدعم الأطفال ذوي التحديات الجسدية أو المعرفية، بهدف تمكينهم من المشاركة الكاملة في مختلف مجالات الحياة اليومية.

يُعد التعاون مع الوالدين ومقدمي الرعاية والمختصين الآخرين عاملاً أساسياً لضمان نهج شامل في رعاية الطفل. قد يعمل أخصائيو العلاج الوظيفي للأطفال في المدارس أو يقدمون خدمات التدخل المبكر للرضع والأطفال الصغار. و يهدفون إلى تعزيز النمو الأمثل، والاستقلالية، وجودة الحياة للأطفال وأسرهم.

 

المرجع:

 Sensory Integration Therapy in Paediatric Rehabilitation

 

https://www.physio-pedia.com/Sensory_Integration_Therapy_in_Paediatric_Rehabilitation