الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

اضطراب بيكا لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى

اضطراب بيكا لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى

اضطراب بيكا لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى

مقدمة

تم تعريف اضطراب الأكل غير الطبيعي (بيكا) في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النمائية، الطبعة الخامسة (DSM-5) على أنه:

  •  تناول مستمر للمواد غير الغذائية وغير المغذية على مدى فترة لا تقل عن شهر واحد مثل تناول الطين، والحصى، والشعر، والورق، والقماش، أو أي مادة غير غذائية أخرى
  •   أن يكون تناول هذه المواد غير مناسب للمستوى النمائي للفرد
  • سلوك التناول ليس جزءًا من ممارسة مدعومة ثقافيًا أو اجتماعيًا
  •  قد يكون موجودًا  مع اضطرابات أخرى في التغذية والأكل

وتعود تسمية “بيكا” في اضطراب الأكل غير الطبيعي إلى الكلمة اللاتينية “pica pica”، وهي تشير إلى سلوك الطيور في جمع وابتلاع مجموعة متنوعة من المواد، وتم استخدام المصطلح “بيكا” في الأدبيات الطبية و الوصف الإكلينيكي للإشارة إلى الشهية غير الطبيعية للمواد غير الغذائية.

وفي القرن الثامن عشر، استُخدمت أسماء الأفراد المتضررين لوصف حالات اضطراب الأكل غير الطبيعي، مثل ” آكلي الشمع” و “آكلي القمامة” و”آكلي الطباشير” و”آكلي الحصى “.

من المهم أن نلاحظ أن هذه التسميات القديمة تعكس المفهوم العام للشهية غير الطبيعية للمواد غير الغذائية في ذلك الوقت، وتعكس البعد التاريخي لاستخدام مصطلح “بيكا” في الأدبيات الطبية. ومع ذلك، يتم استخدام تعريفات أكثر تحديدًا ودقة وفقًا للإصدارات الحديثة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).

 اضطراب الأكل غير الطبيعي (بيكا) يمكن أن يكون لدى الأشخاص في جميع الأعمار والأجناس. ومع ذلك، فإنه يحدث بشكل أكثر شيوعًا في المجموعات التالية:

1-الأطفال الصغار: قد يكون اضطراب بيكا شائعًا بين الأطفال الصغار الذين يتطورون بشكل طبيعي ويتجاوزون هذه المرحلة في النمو بمرور الوقت.

2- الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة: يعاني الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد و الاضطرابات النمائية الأخرى من اضطراب بيكا.

3- النساء الحوامل: قد يشعر بعض النساء الحوامل برغبة قوية في تناول مواد غير غذائية، وتشمل ذلك الحصى أو الطين. يُعتقد أن هذا الشعور الغريب قد يكون ناتجًا عن نقص معين في الفيتامينات أو المعادن في الجسم، وقد يُشار إليه في تلك الحالة “بيكا الحمل” .

4- الأشخاص ذوي الاضطرابات النفسية أو الأشخاص الذين يتعاطون المواد المخدرة: قد  يؤدي كلاً من الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية أو الذين يتعاطون المواد المخدرة إلى تفاعلات غير طبيعية مع الطعام والرغبة في تناول مواد غير غذائية.

ويجب الإشارة إلى أن هذه المجموعات ليست قائمة شاملة، وأي شخص من الممكن أن يعاني من اضطراب بيكا بغض النظر عن العمر أو الجنس. ويجب أن يتم تقييم وتشخيص اضطراب الأكل غير الطبيعي (بيكا) من قبل متخصص في الصحة النفسية أو الطبيب لتحديد الأسباب والعوامل المرتبطة بهذا الاضطراب ووضع خطة علاج مناسبة.

وإذا كان السلوك يحدث في سياق اضطراب نفسي آخر أو حالة طبية (مثل الفصام، اضطراب طيف التوحد، أو الحمل)، فإنه يستدعي اهتمامًا كلينيكيًا مستقلًا بما يكفي، ويُقتَرَح أن يكون الحد الأدنى للتشخيص هو عمر السنتين. حيث إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا وسنتين، يُعتبر لعق المواد غير الغذائية لديهم ووضعها في الفم أمرًا شائعًا ولا يعتبر مرضي، وقد يكون هذا الاضطراب بسيطًا أو  من الممكن أن تكون النتائج سلبية.

المسببات

ما زال الأطباء لا يعرفون السبب المحدد وراء اضطراب بيكا، ولكن استطاعوا تحديد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر  التشخيص، وقد تشمل التالي:

  •  السلوكيات الثقافية أو المكتسبة.
  • التوتر أو القلق.
  • الظروف السلبية أثناء الطفولة، مثل الفقر أو الإهمال، خاصةً عند غياب أحد الوالدين أو كليهما لأي سبب من الأسباب.
  • نقص غذائي، فغالبًا ما يعاني الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات اضطراب بيكا من نقص المعادن، مثل نقص الحديد والكالسيوم والزنك.
  •  الأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات الصحية العقلية، مثل الفصام واضطراب الوسواس القهري.
  • الإصابة بحالات طبية، مثل الحمل وفقر الدم المنجلي، و قد يكون فقر الدم، والذي يحدث عادة بسبب نقص الحديد، هو السبب الكامن وراء اضطراب بيكا في النساء الحوامل.

المخاطر الصحية والمضاعفات المرتبطة باضطراب بيكا

يعتبر اضطراب بيكا مشكلة خطيرة لأنه من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات طبية هامة، وتحددها طبيعة وكمية المادة المتناولة، خاصةً في حالة التسمم بالرصاص. وتناول المواد الغريبة أو غير المألوفة، قد يؤدي أيضًا إلى تسممات أخرى قد تهدد حياة الفرد، مثل فرط تركيز البوتاسيوم بعد تناول رؤوس الكبريت المحترقة، والتعرض للعوامل المسببة للأمراض عن طريق ابتلاع المواد الملوثة يشكل خطرًا صحيًا.

ويمكن أن يؤدي تناول بعض العناصر غير الغذائية إلى حالات خطيرة، قد تشمل:

  • التسمم، مثل: التسمم بالرصاص.
  • الالتهابات الطفيلية: مثل (داء السهميات- وديدان الإسكارس).
  • حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل: (حدوث مشاكل معويّة ـ إمساك ـ تقرّحات ـ ثقوب ـ انسداد في الأمعاء).
  • الاختناق.
  •  حدوث مشاكل في الأسنان وتتمثل في: (تآكل شديد في الأسنان ـ فقدان الأسنان ـ تصدّع الأسنان).

 كيفية التشخيص

لا يوجد اختبار محدد لتشخيص اضطراب الأكل غير الطبيعي (بيكا)، لذلك سيقوم الطبيب بتشخيص الحالة استنادًا إلى التاريخ المرضي وعدة عوامل أخرى، ويجب أن تكون صادقًا مع الطبيب بشأن الأشياء غير الغذائية التي تناولتها. فإن ذلك يساعد الطبيب في التشخيص بشكل دقيق.

قد يكون من الصعب على الطبيب تحديد ما إذا كان لديك اضطراب بيكا مالم تخبرهم بما تناولته، وهذا ينطبق أيضًا على الأطفال أو البالغين من ذوي التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى.

قد يقوم الطبيب بإجراء الاختبارات:

  •   تقييم احتمالية الإصابة بفقر الدم وانخفاض مستويات الزنك أو الحديد.
  • عينات البراز، والتي تختبر النزيف المعوي من التلف الناتج عن ابتلاع مواد غير غذائية.
  •  إجراء فحص بالأشعة السينية أو اختبارات التصوير الأخرى لتقييم انسداد الأمعاء.
  •  قياس مستويات الرصاص؛ لمعرفة ما إن أصيب المريض بتسمم الرصاص أم لا.
  • اختبارات للتحقق من وجود طفيليات أو بكتيريا ناتجة عن أكل الأوساخ أو العناصر الأخرى.
  •  تقييم فقدان الوزن.
  •    اختبار نقص التغذية.

العلاج

من المحتمل أن يبدأ الطبيب بمعالجة أي مضاعفات اكتسبتها من تناول العناصر غير الغذائية. على سبيل المثال:

 إذا كنت تعاني من تسمم حاد بالرصاص بسبب تناول أجزاء من أصباغ الحائط، فقد يصف لك طبيبك العلاج بالاستخلاب Chelation therapy‏ وهو عبارة عن استخدام عوامل استخلاب من أجل إزالة المعادن الثقيلة من الجسم، في هذا الإجراء، ستحصل على دواء يلتصق بالرصاص. سيسمح لك ذلك بإفراز الرصاص في البول.

يمكن تناول هذا الدواء عن طريق الفم، أو قد يصف طبيبك أدوية عن طريق الوريد للتسمم بالرصاص، مثل حمض إيثيلين أمينيتتراسيتيك (EDTA).

إذا وجد طبيبك أن تناولك لهذه المواد ناتج عن اختلالات في العناصر الغذائية، فقد يصف لك مكملات الفيتامينات أو المعادن. على سبيل المثال، سيوصي بتناول مكملات الحديد بانتظام إذا تم تشخيصك بأنيميا نقص الحديد.

قد يطلب طبيبك أيضًا تقييمًا نفسيًا لتحديد ما إذا كان لديك اضطراب الوسواس القهري أو حالة نفسية أخرى. اعتمادًا على تشخيصك، قد يصفون الأدوية أو التدخلات الغير دوائية  أو كليهما.

إذا كان الشخص لديه اضطراب بيكا و يعاني من إعاقة عقلية أو حالة صحية عقلية، فقد تساعد الأدوية الخاصة بعلاج المشكلات السلوكية في تقليل أو القضاء على رغبتهم في تناول العناصر غير الغذائية.

قد يختفي اضطراب بيكا عند النساء الحوامل من تلقاء نفسه، وكذلك الأمر عند الأطفال أيضًا خاصةً عندما يتم تعليمهم الفرق بين العناصر والأشياء الصالحة للأكل وغير الصالحة للأكل.

أما بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية (أو من يعانون من مشكلات أخرى تتداخل مع التعلم)، فإن يجب إزالة العناصر من البيئة التي قد تتسبب في حدوث مشاكل وكذلك وجود الإشراف عليهم، يعدان أمران مهمان للغاية.

 كيف يمكن الوقاية من اضطراب بيكا؟

 يحدث اضطراب بيكا بشكل غير متوقع؛ لذلك لا توجد طريقة محددة لمنع تطور الاضطراب أو الحد من خطر  التشخيص به.

ما يمكن القيام به فيما يتعلق باضطراب بيكا هو التأكد من تناول نظام غذائي متوازن وعدم وجود أي نقص في الفيتامينات أو المعادن الأساسية. وبالرغم من هذا لا يمثل منعًا أو تقليلًا لمخاطر التشخيص باضطراب بيكا تمامًا؛ نظرًا لأن نقص التغذية لا يتم احتسابه ضمن تشخيص الاضطراب، إلا أن هذا الأمر قد يكون مهمًا بشكل عام.

المراجع

 Diagnostic and statistical manual of mental disorders _ DSM-5 ( PDFDrive.com ).pdf (poltekkes-kaltim.ac.id)

A fatal outcome of pica: an unusual case of delayed asphyxia (bg.ac.rs)

pica-professionals-arabic.pdf (autismspeaks.org)