
اضطراب بيكا واضطراب طيف التوحد: فهم السلوكيات وتقديم الحلول
ترجمة: أ. شروق السبيعي
تتناول هذه المقالة العلاقة بين اضطراب بيكا واضطراب طيف التوحد، مستعرضة السلوكيات المرتبطة بهما والحلول المقترحة بناءً على آراء المتخصصين.
أهم النقاط الرئيسية
يرتبط سلوك اضطراب بيكا بشكل كبير مع اضطراب طيف التوحد، إذ يُلاحظ انتشاره بشكل أكبر بين الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد مقارنة بغيرهم.
تتمثل أبرز أسباب اضطراب بيكا في التحفيز الحسي، والسعي وراء الإحساس الحسي، ونقص التغذية، مما يجعله اضطرابًا معقدًا يصعب التعامل معه وعلاجه.
غالبًا ما تشمل المواد التي يتناولها الأطفال المشخصين باضطراب بيكا مواد غير مخصصة للأكل مثل الأوساخ، والشعر، والطلاء، مما يثير مخاوف صحية جدية تتعلق بالسلامة الجسدية.
تشمل المخاطر المحتملة المرتبطة باضطراب بيكا، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، والتسمم بالرصاص، والالتهابات التي قد تهدد حياة الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد.
تتضمن استراتيجيات التدخل الفعالة اتباع نظام غذائي حسّي، ومواجهة سوء التغذية، إلى جانب التعديلات البيئية.
سلوك اضطراب بيكا هو تناول مواد غير مخصصة للأكل، ويُعتبر من المخاطر الملحوظة التي تؤثر بشكل خاص على الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. يظهر هذا السلوك غالبًا عند الأطفال الصغار المشخصين باضطراب طيف التوحد، والذين يعانون أيضًا من اضطرابات نمائية. هذا السلوك ليس مجرد فضول طبيعي، بل قد يكون ضارًا وخطيرًا على صحتهم.
الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد قد يقومون بسلوك تناول مواد غير مخصصة للأكل نتيجة حاجتهم إلى تحفيز حسي، أو بسبب سوء التغذية، أو اضطرابات نمائية أخرى. عندما نفهم أسباب هذا السلوك وتأثيراته المحتملة، نصبح قادرين على تقديم دعم أفضل.
يمكن للآباء والمتخصصين الاستفادة من هذه المعرفة لتطوير استراتيجيات فعّالة تساعد الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، مما يساهم في تحسين جودة حياتهم بشكل عام.
تعريف اضطراب بيكا و علاقته باضطراب طيف التوحد
بالنسبة لبعض الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، قد يتم تشخيصهم أيضًا باضطراب بيكا نتيجة حاجتهم إلى تحفيز حسي معين أو لأسباب صحية أخرى. قد يسبب هذا السلوك مشاكل إضافية وقلقًا كبيرًا لجميع الأطراف المعنية. لذلك، من الضروري فهم العلاقة بين اضطراب بيكا واضطراب طيف التوحد، مما يساعد في وضع خطط علاجية ملائمة لكل طفل، وفهم الأسباب الكامنة، وضمان سلامة الأطفال.
ما هو اضطراب بيكا؟
اضطراب بيكا هو خلل في السلوك الغذائي يتمثل في تناول مواد غير مخصصة للأكل، مثل التراب، الشعر، الطين، والطلاء. غالبًا ما يرتبط هذا الاضطراب بمشاكل حسية أو نمائية. قد يستمر الأطفال المشخصين باضطراب بيكا في تناول الطعام الطبيعي، لكن رغبتهم في تناول هذه المواد غير المخصصة للأكل قد تؤثر سلبًا على حياتهم وجودتها.
تُشكل بعض المواد المُبتلعة مخاطر صحية جسيمة؛ فعلى سبيل المثال، قد يؤدي تناول الطلاء أو التربة إلى التسمم بالرصاص، بينما قد يُسبب تناول الشعر انسدادًا في المعدة أو التهابات. تُبرز هذه المخاطر ضرورة التعامل المبكر مع سلوك اضطراب بيكا لمنع تفاقمه.
نتيجةً لذلك، يؤثر اضطراب بيكا بشكل كبير على جودة حياة الأطفال، مما يثير مخاوف طبية وجسدية. يُعدّ التدخل المبكر من قِبل الآباء ومقدمي الرعاية أمرًا بالغ الأهمية. إذ يساعد اتباع نظام غذائي حساس وإجراء الفحوصات الصحية المنتظمة في مواجهة التحديات المرتبطة بهذا الاضطراب.
انتشار اضطراب بيكا لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد
ينتشر اضطراب بيكا بشكل واسع بين الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. تشير الدراسات إلى أن معدل انتشار اضطراب بيكا بين الأطفال الصغار المشخصين باضطراب طيف التوحد يصل إلى حوالي 23.2%، وهو معدل يفوق بكثير نسبة انتشاره في عموم السكان البالغين والتي تقدر بحوالي 3.5%. تعكس هذه الأرقام الارتفاع الكبير في انتشار اضطراب بيكا لدى فئة الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد.
الفئة | معدل انتشار اضطراب بيكا |
التعداد الإجمالي للأطفال | 3.5% |
اضطراب طيف التوحد بدون وجود إعاقة عقلية | 14% |
اضطراب طيف التوحد مع إعاقة عقلية | 28.1% |
تزداد معدلات تشخيص اضطراب بيكا بين الأشخاص البالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن النسبة قد تصل إلى 60%، خصوصًا من تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد المصحوب بإعاقة عقلية. كما يُلاحظ انتشار هذا الاضطراب بشكل أكبر لدى الأطفال في هذه الفئة، الذين يواجهون أيضًا مخاطر عالية بالتشخيص بمشكلات في الجهاز الهضمي، مما يؤكد أهمية التدخل المتخصص والشامل لدعم سلامتهم وتحسين جودة حياتهم.
العوامل المؤثرة التي تؤدي إلى التشخيص باضطراب بيكا عند الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد
يُعتبر التحفيز الحسي من أبرز الأسباب وراء التشخيص باضطراب بيكا عند الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. فقد يُظهر بعض الأطفال رغبة ملحّة في لمس الأشياء أو استكشافها عن طريق الفم، نتيجة لسعيهم إلى تجربة إحساس مختلف بالملمس. وفي أحيان أخرى، قد يرتبط هذا السلوك بنقص في بعض العناصر الغذائية المهمة، مثل الزنك، مما يدفعهم إلى تناول مواد غير مخصصة للأكل
يساعد معرفة العلاقة بين الاحتياجات الحسية والمشاكل الصحية المرتبطة بالاضطرابات النمائية على وضع خطط دعم أكثر فعالية للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. وهذا بدوره يُمكّن الآباء والمتخصصين من التعامل بشكل أفضل مع السلوك الناتج عن اضطراب بيكا. في المحاور التالية، سنستعرض هذه العوامل بمزيد من التفاصيل، بالإضافة إلى تقديم استراتيجيات عملية للمساعدة في إدارة هذا السلوك.
الاحتياجات والسلوكيات الحسية
لدى العديد من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد احتياجات حسية قوية تؤثر على سلوكهم. بعضهم يمضغ أو يتناول أشياءً غير مخصصة للأكل، لأن ذلك يزوّد أدمغتهم بالتحفيز الحسي الذي يحتاجونه. عندما يمضغون مواد مثل المطاط أو التراب، يشعرون بنوع من الإحساس يساعدهم على الاسترخاء وتهدئة أعصابهم، خاصةً عندما يكون ما حولهم مزعجًا أو مُرهقًا.
من الطرق الفعّالة لمساعدتهم هو توفير مدخلات حسية متوازنة ومنظمة بأشياء تناسب احتياجاتهم الخاصة، مثل ألعاب المضغ الحسية. يمكن أيضًا اعتماد نظام غذائي قائم على التحفيز الحسي، يتضمن تصميم أنشطة توفر التحفيز الحسي المناسب بطريقة آمنة.
دمج الأنشطة الحسية في الروتين اليومي يساعد الأطفال على التأقلم وتعزيز مهارات ضبط النفس لديهم، مما يقلل من فرص حدوث المحفزات غير المرغوبة.
تُعد المساعدة الحسية أداة فعّالة لمن تم تشخيصهم باضطراب بيكا، إذ تقدم لهم وسائل أفضل للتعامل مع المواقف الصعبة، وتمكّنهم من الشعور بالراحة والقدرة على التعبير عن أنفسهم بحرية، حتى في البيئات المزدحمة.
نقص التغذية والعوامل الطبية
نقص التغذية يعتبر من العوامل التي تسهم في ظهور سلوك اضطراب بيكا، خاصةً لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. على سبيل المثال، قد يؤدي نقص الزنك إلى تناول مواد غير مخصصة للأكل.
كما يعاني العديد من الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من اختلال في توازن بكتيريا الأمعاء، مما يعقّد عملية الهضم ويزيد من مشاكل التغذية.
يمكن أن تساعد مكملات الزنك والعلاجات الغذائية الموجهة في معالجة هذه المشاكل. كما أن تعديل عادات الأكل الانتقائية لتحسين توازن بكتيريا الأمعاء قد يقلل من احتمالية تناول مواد غير مخصصة للأكل.
يُعد التعاون مع متخصصي الرعاية الصحية، مثل أخصائيي التغذية، أمرًا ضروريًا لتحديد نقص العناصر الغذائية ومشاكل صحة الأمعاء. وينبغي أن تشمل الخطة المصممة خصيصًا الجوانب الغذائية والسلوكية لتوفير دعم شامل للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد واضطراب بيكا.
التعرف على علامات وأعراض اضطراب بيكا
يتطلب تشخيص اضطراب بيكا لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد دراسة دقيقة لسلوكياتهم وخصائصهم الفردية. يميل بعض هؤلاء الأطفال إلى تناول أطعمة غير معتادة أو حتى مواد غير مخصصة للأكل. لذلك، من المهم مراقبة سلوكياتهم والانتباه إلى تفاصيلها.
ملاحظة سلوكيات الأطفال غالبًا ما يساعدكَ على معرفةِ ما إذا كانوا يبحثون عن أحاسيس مُعينةٍ أم أنَّ هذا مجردُ سلوك عاديٍّ يقومون به. عندما يلاحظُ الآباء هذا السلوك مُبكرًا، يُمكنهم مُساعدةُ الأطفال على البقاء آمنين وتلبية احتياجاتهم خلالَ نموهم. تناقش المحاور التالية المواد المخصصة للأكل والمواد غير المخصصة للأكل التي قد يتناولها الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى أهمية ملاحظة السلوك.
المواد الشائعة التي يتم تناولها
غالبًا ما يتناول الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد واضطراب بيكا مواد غير مخصصة للأكل، مما يقدم لهم تجارب حسية متنوعة. من بين هذه المواد الشائعة:
التراب والطين للحصول على ملمس خشن و مدخلات قوية.
رقائق الطلاء والبلاستيك من أجل الإحساس بالنعومة.
قطع من الشعر والقماش تقدم احاسيس لمسية مميزة.
المنتجات الورقية والمطاطية التي يتم مضغها بشكل متكرر.
الحجارة أو الملاط القديم، والتي قد يتم استكشافها بالفم.
قد يشكل تناول هذه المواد خطرًا كبيرًا؛ فمثلاً، قد تؤدي رقائق الطلاء إلى تسمم بالرصاص، في حين يؤدي البلاستيك خطر الاختناق. كذلك، قد تؤدي المواد الصلبة إلى إلحاق ضرر بالأسنان. ويساعد معرفة المواد التي يتناولنها بشكل شائع في تطوير خطط سلامة فعّالة وتقديم بدائل حسية آمنة.
أنماط السلوك التي يجب مراقبتها
يمكن التعرف على اضطراب بيكا عندما يُظهر الأطفال سلوكيات متكررة تتضمن رغبة قوية في تناول مواد غير مخصصة للأكل، ويُلاحظ هذا الاضطراب أحيانًا عند الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد. من المؤشرات الشائعة لاضطراب بيكا عند الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد ما يلي:
تذوق أو مضغ مواد غير مخصصة للأكل، مع صعوبة في تمييزها عن الطعام الحقيقي.
التركيز الشديد على مواد محددة غير مخصصة للأكل.
الضيق عند عدم القدرة للوصول إلى المواد غير مخصصة للأكل.
استكشاف قوام المواد غير مخصصة للأكل، ثم المضغ لفترات طويلة.
إن التعرّف على هذه المؤشرات يُساهم في الاستفادة من التدخل المبكر. كما أن فهم المحفزات الحسية ومصادر التوتر يُساعد في تطوير استراتيجيات تدعم الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد في إدارة احتياجاتهم المتعلقة بالأكل والمواد غير المخصصة للأكل.
المخاطر والمضاعفات المرتبطة باضطراب بيكا
يشكّل اضطراب بيكا مخاطر تهدد صحة الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد وسلامتهم، مثل التسمم بالرصاص، والاختناق، والتهابات الجهاز الهضمي. وتتطلب هذه المخاطر تدخلاً سريعًا، كما أن تطبيق إجراءات السلامة يصبح أكثر تعقيدًا داخل المنزل.
إن فهم مخاطر اضطراب بيكا يُساعد الآباء ومقدمي الرعاية على اتخاذ الخطوات المناسبة. يُعدّ إجراء الفحوصات الطبية وتطبيق إجراءات السلامة المصممة خصيصًا لكل طفل أمرًا بالغ الأهمية، نظرًا لاختلاف احتياجات كل حالة. ويساعد اتخاذ هذه الاحتياطات في حماية الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد وضمان سلامتهم.
العواقب الصحية والجهاز الهضمي
يمكن أن تؤدي سلوكيات اضطراب بيكا إلى مشاكل خطيرة في المعدة والأمعاء. قد يؤدي تناول مواد مثل التراب أو الأقمشة إلى انسداد معوي، مما يتطلب غالبًا إجراء جراحة. كما أن تناول رقائق الطلاء القديمة قد يؤدي إلى التسمم بالرصاص، مما يؤثر على الدماغ والأعصاب.
بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي المواد المبتلعة على جراثيم مما يؤدي إلى التهابات خطيرة في الجسم، مثل التهاب الدم. قد يواجه الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد واضطراب بيكا مخاطر صحية متزايدة تؤثر على جودة حياتهم على المدى الطويل. لذا، تُعد الفحوصات الطبية الدورية ضرورية لاكتشاف المشاكل الخفية ومنع المضاعفات.
مخاوف السلامة التي تواجه الآباء ومقدمي الرعاية
يتطلب تهيئة بيئة آمنة للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد واضطراب بيكا اتخاذ احتياطات دقيقة. من الضروري تأمين الأماكن وملاحظة سلوكياتهم، فهذه العوامل بالغة الأهمية للآباء. مع ذلك، فإن تقييد الوصول المفرط إلى الأشياء المفضلة قد يزيد من مستوى القلق، لذلك يُعتبر إيجاد التوازن من خلال توفير بدائل حسية مناسبة هو الحل الأمثل.
استخدام ألعاب المضغ أو النظام الغذائي الحسي يقدم طرقًا بديلة للشعور بالراحة، مما يساهم في منع تفاقم اضطراب بيكا. كما تساهم زيادة الإشراف في ضمان السلامة ومساعدة الآباء على إدارة المخاطر بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لموارد التثقيف بالسلامة أن تُعزّز اتباع السلوكيات الوقائية، ويعتمد ذلك على تخطيط تعاوني يشمل فريقًا من المتخصصين.
تقييم وتشخيص اضطراب بيكا لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد
تبدأ الإدارة الفعّالة لاضطراب بيكا من خلال قيام متخصصي الرعاية الصحية بإجراء تقييمات شاملة للأطفال. ويتعيّن عليهم متابعة نمو الأطفال وسلوكياتهم على المدى الطويل وفقًا لإرشادات محددة، مما يُساعد في تأكيد تشخيص اضطراب بيكا لدى الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد. كما تُستخدم أدوات التقييم لتحديد شدة السلوك وتكراره، وفهم أسبابه المحتملة، مما يُسهم في وضع خطة علاجية فعّالة ومتكاملة.
تتناول المحاور التالية بالتفصيل كيفية قيام متخصصي الرعاية الصحية بتقييم اضطراب بيكا، وتُسلّط الضوء على دورهم الحاسم في دعم الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد في إدارة هذا الاضطراب، الذي يؤثر على سلوكياتهم المتعلقة بالأكل وصحتهم العامة.
معايير التشخيص وأدوات التقييم
يتم تشخيص اضطراب بيكا بناءً على ثلاثة معايير رئيسية: استمرار تناول مواد غير مخصصة للأكل لفترة طويلة، عدم توافق هذا السلوك مع مرحلة نمو الأطفال، وعدم قبوله ضمن السياق الثقافي.
يستخدم مقدمو الرعاية الصحية مجموعة متنوعة من الأدوات، مثل استمارات تقييم سلوكيات الأكل ومراقبة تكرارها، لفهم اضطراب بيكا بدقة. كما تتم مراجعة التاريخ الطبي للكشف عن أي نقص غذائي أو اضطرابات حسية قد تسهم في ظهور أعراض هذا الاضطراب.
تتطلب عملية التقييم الشاملة تعاونًا بين عدد من المتخصصين لضمان تقديم دعم يتناسب مع احتياجات كل طفل. وتساعد هذه التقييمات على تحديد الأسباب الكامنة خلف هذا السلوك، مما يتيح تنفيذ تدخلات علاجية فعالة ومبنية على الفهم الدقيق للحالة.
دور المتخصصين في الرعاية الصحية
يلعب متخصصو الرعاية الصحية دورًا حاسمًا في مساعدة الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد واضطراب بيكا، من خلال معالجة المشاكل الصحية مثل اضطرابات الأمعاء أو آلام الأسنان التي قد تساهم في ظهور هذا السلوك.
يسهم التدخل المبكر في تمكين فريق متعدد التخصصات — يشمل أطباء الأطفال، وأخصائيي السلوك، وأخصائيي التغذية — لتلبية الاحتياجات الفردية بسرعة وفعالية، مثل دعم التكامل الحسي، وتعديل الأنظمة الغذائية، ووضع استراتيجيات سلوكية مناسبة.
يتعاون هؤلاء المتخصصون في الرعاية الصحية لتقديم حلول شاملة تتضمن الدعم الغذائي والاستراتيجيات السلوكية المبتكرة، بهدف ضمان توفير الرعاية اللازمة للأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد في التعامل مع اضطراب بيكا منذ المراحل المبكرة.
مناهج قائمة على الأدلة لإدارة اضطراب بيكا
تدعم الأدلة العلمية القوية أساليب جديدة لإدارة اضطراب بيكا لدى الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد، من خلال الجمع بين الأنشطة الحسية والرعاية الطبية التقليدية. تركّز هذه الأساليب على استخدام أنشطة وأطعمة مخصصة للتعامل مع المحفزات السلوكية المرتبطة باضطراب بيكا، مما يعزز الشعور بالتمكين الذاتي لدى الأطفال ويمنحهم فرصة اتخاذ قرارات تتعلق باحتياجاتهم.
توفر هذه الأساليب المستندة إلى البحث العلمي دعمًا عمليًا للآباء الذين يواجهون تحديات اضطراب بيكا لدى أطفالهم. وفيما يلي معلومات أساسية حول كيفية تطبيق هذه الأساليب والتغيّرات المتوقعة منها
التدخلات السلوكية والبيئية
يتطلب التعامل مع اضطراب بيكا في كثير من الأحيان إجراء تعديلات على البيئة المحيطة والروتين اليومي. وتشمل الاستراتيجيات الفعّالة ما يلي:
استخدام ألعاب المضغ الحسية للمضغ الآمن.
وضع نظام غذائي حسي يساهم في تقليل التوتر وتحقيق توازن في الاحتياجات الحسية المرتبطة باللمس.
تدريب الأطفال على سلوكيات بديلة تساعدهم على تحويل انتباههم عن المواد غير المخصصة للأكل.
يعمل أخصائيو السلوك على تحديد المحفزات الرئيسية وتصميم أنشطة تدعم التهدئة الذاتية. وتساعد هذه الاستراتيجيات في تقليل الرغبة في تناول المواد غير المخصصة للأكل، مما يُمكّن الأطفال من التعامل بشكل أفضل مع المواقف الصعبة بمرور الوقت.
الاستراتيجيات الطبية والغذائية
غالبًا ما تتضمن الخطط الطبية استخدام فيتامينات، مثل الزنك، للمساعدة في معالجة العوامل التي تسهم في تفاقم اضطراب بيكا. كما تُعتمد حميات غذائية خاصة تهدف إلى دعم صحة الأمعاء من خلال تعزيز البكتيريا النافعة وتوفير عناصر غذائية إضافية.
يعتمد الأطباء والأخصائيين في خططهم العلاجية على تفضيلات الطفل الغذائية، لضمان دعم وظائف الجسم بشكل فعّال. ويقوم أخصائيو التغذية بإجراء تقييمات دقيقة للكشف عن أي اختلالات غذائية، مع التأكد من أن المكملات المختارة تلبي الاحتياجات الفردية لكل طفل.
الأفكار النهائية
يُعتبر فهم العلاقة بين اضطراب بيكا واضطراب طيف التوحد أمرًا ضروريًا لإدارة هذا السلوك بطريقة آمنة وفعالة. من خلال التعرف على العوامل المحفزة، مثل الاحتياجات الحسية، الفجوات الغذائية، أو الأنماط السلوكية، يستطيع الأخصائيين وضع استراتيجيات محددة تقلل المخاطر وتدعم تحقيق التغيير الإيجابي.
المرجع:
Pica and Autism: Connecting Behaviors and Solutions