ترجمة : أ. عبدالله الأحمري
كيف يساعد العلاج الوظيفي؟
يساعد العلاج الوظيفي الأشخاص على تطوير أو استعادة المهارات اللازمة لحياة مستقلة ومرضية. مصطلح “المهنة” في العلاج الوظيفي لا يشير إلى الوظيفة أو المهنة، بل يشير إلى الأنشطة اليومية التي تعطي الحياة معنى.
بالنسبة للطفل، تشمل هذه الأنشطة الهامة اللعب والتعلم. يركز العلاج الوظيفي للأطفال على تحسين قدرة الطفل على اللعب والتعلم، وهما عنصران أساسيان للنمو وتكوين الشخصية المستقلة.
بالنسبة للأطفال ذوي الشلل الدماغي، يمكن أن يساعد العلاج الوظيفي في معالجة مشاكل التنسيق بين العضلات والمفاصل – وهي المشاكل التي يمكن أن تجعل المهام اليومية صعبة. تتضمن بعض هذه المهام تناول الطعام، وتنظيف الأسنان، والاستحمام. يمكن للعلاج الوظيفي أن يساعد في تحسين القدرات البدنية، والمعرفية، والاجتماعية، وكذلك المهارات الحركية الدقيقة، والوضعية. يمكن لهذا العلاج أيضاً أن يساعد في معالجة الصعوبات في معالجة المعلومات الحسية.
فوائد العلاج الوظيفي
يقدم العلاج الوظيفي فوائد متعددة للأطفال ذوي الشلل الدماغي، حيث يعمل على:
- تعزيز فرص الاستقلالية من خلال تمكين الطفل من أداء المهام اليومية
- تحسين القدرة على اللعب والتعلم بما يدعم النمو الشامل
- تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات عبر تحقيق النجاح في المهام اليومية
- تطوير روتين يومي فعال ينظم حياة الطفل
- إضفاء شعور بالإنجاز من خلال إتقان المهارات الجديدة
- تحسين جودة الحياة بشكل عام
يساعد العلاج الوظيفي للأطفال ذوي الشلل الدماغي على:
تحسين الوظيفة العليا للجسم وتنسيق العضلات الصغيرة، مما يمكنهم من إتقان الأنشطة الأساسية للحياة اليومية. ومع بدء الطفل في جني ثمار العلاج الوظيفي، يلاحظ الوالدان ومقدمو الرعاية تحسناً ملحوظاً في قدرات الطفل، مما يخفف العبء عنهم أيضاً.
بالنسبة للوالدين ومقدمي الرعاية، يساعد العلاج الوظيفي من خلال:
- تخفيف الأعباء الملقاة على عاتقهم
- تقليل مستويات التوتر لديهم
- توفير شعور بالأمان والطمأنينة
- تحسين جودة حياتهم بشكل عام
- تمكينهم من مشاهدة تقدم أطفالهم وزيادة استقلاليتهم
تجدر الإشارة إلى أن كل نوع من أنواع الشلل الدماغي له أعراض مختلفة قد تعيق قدرة الطفل على العيش باستقلالية وإنجاز المهام اليومية.
يمكن للعلاج الوظيفي أن يساعد في معالجة الصعوبات المرتبطة بكل نوع من أنواع الشلل الدماغي على النحو التالي:
النوع التشنجي:
يتميز الشلل الدماغي التشنجي تيبس العضلات في الأطراف العلوية و/أو السفلية والحركات الارتعاشية. يمكن أن يؤدي هذا، بالإضافة إلى أمور أخرى، إلى صعوبة في ارتداء الملابس، والاستحمام، واستخدام الحمام، وتناول الطعام والشراب، كالكتابة، والإمساك بالأشياء.
النوع الكنعاني (الأثيتويد):
يعاني الأطفال ذوي الشلل الدماغي الكنعاني من عدم القدرة على تنظيم توتر العضلات، مما يصعب عليهم التحكم في حركاتهم. من الشائع بين الأطفال ذوي هذا النوع من الشلل الدماغي مواجهة صعوبات في الإمساك بالأشياء، والتحكم في وضعية الجسم، وسيلان اللعاب، والبلع، والتحدث.
النوع الرنحي (الأتاكسيك):
تعتبر مشاكل التوازن والتنسيق شائعة بين الأطفال ذوي الشلل الدماغي الرنحي. غالباً ما يعاني هؤلاء الأطفال من صعوبة في الحركات الدقيقة ويواجهون رعشة أو اهتزازاً. وهذا يجعل من الصعب أداء مهام مثل الكتابة أو تناول الطعام التي تتطلب حركات دقيقة بالأصابع أو حركات متكررة مثل التصفيق.
ما يمكن توقعه في العلاج الوظيفي
مثل العلاج الطبيعي وعلاج النطق، يختلف العلاج الوظيفي لكل طفل مصاب بالشلل الدماغي. حيث تُعد خطة العلاج الوظيفي لكل طلب فريدة ومصممة خصيصاً لقدراته البدنية والعقلية والاجتماعية والعاطفية الفردية.
خلال الجلسة العلاجية الأولى، سيقوم أخصائي العلاج الوظيفي بإجراء تقييم شامل يشمل:
- اختبار المهارات الحركية الدقيقة للطفل
- تقييم التطور الإدراكي
- تقييم القدرات الحركية الفموية
- ملاحظة استجابة الطفل للمس والحركة
- مقابلة الوالدين حول نقاط القوة والضعف لدى الطفل والأهداف العلاجية المحددة
يحتاج معظم الأطفال المصابين بالشلل الدماغي إلى إعادة التقييم كل ستة إلى تسعة أشهر. بعد هذه التقييمات، يقوم الأخصائي بتعديل خطة العلاج بناءً على التقدم المحرز والتغيرات الحاصلة.
التمارين المستخدمة في العلاج الوظيفي
يعتمد العلاج الوظيفي على استخدام الأنشطة الوظيفية لتحسين الأداء الحركي بشكل تدريجي. تركز تمارين العلاج الوظيفي على المجالات التالية:
التحكم الحركي الدقيق
- تحسين براعة اليد من خلال تعزيز قوة عضلات اليد
- تمارين عزل الأصابع والمناورة داخل اليد
- تقوية تقوس راحة اليد وتقابل الإبهام والقبضة الكماشية
- أنشطة مثل عصر ملاقط الغسيل، واللعب بدمى الرش، وإدخال العملات في فتحة حصالة
التنسيق الثنائي
- أنشطة لتعليم الطفل التحكم في جانبي الجسم في وقت واحد
- أمثلة: قرع الطبول، دفع أسطوانة العجين، وسحب وفصل ألعاب البناء
قوة واستقرار الجزء العلوي من الجسم
- تمارين لتعزيز وتثبيت عضلات الجذع والكتف والرسغ
- أنشطة مثل الزحف، والقراءة أثناء الاستلقاء على البطن، ولعب الكرة في وضع الركوع، وصب الماء من إبريق إلى كوب
تمارين تجاوز خط الوسط الجسدي
- أنشطة تعلم الطفل مد ذراعيه وساقيه عبر منتصف جسمه إلى الجانب المقبل
- أمثلة: رسم شكل الرقم ثمانية بالشرائط الملونة، ورمي الكرات نحو هدف يقع على الجانب الأيمن أو الأيسر من المركز
المهارات البصرية الحركية
- تعزيز التنسيق بين اليد والعين
- أنشطة مثل: الرسم، وتقطيع الخرز أو المعكرونة، واللعب بالكرة (تقاطها ورميها)
الإدراك البصري
- أنشطة لتحسين القدرة على فهم وتقييم وتفسير ما يتم رؤيته
- أمثلة: ألغاز الأحرف الأبجدية، واللعب بأشكال هندسية مختلفة، وألعاب المطابقة
العناية الذاتية
- تطوير قدرة الطفل على أداء أنشطة الحياة اليومية
- تمارين مثل: تنظيف الأسنان، وارتداء الملابس، وتناول الطعام بشكل مستقل
- تُهيء الطفل ليكون أكثر استقلالية في المنزل والمدرسة والمجتمع
يستخدم أخصائي العلاج الوظيفي تقنيات محددة لمساعدة الأطفال على تحقيق أهدافهم، بما في ذلك:
العلاج الحركي الناجم بالتقيد في الأطفال (CIMT)
- يُحسّن القدرة على تحريك الأجزاء الأضعف من الجسم من خلال تقييد الأجزاء الأقوى
- بالنسبة للطفل الذي يعاني من صعوبة في تحريك أحد ذراعيه، يتم تقييد الذراع الأقوى بشكل كامل لفترة من الزمن بينما يتم تقوية الذراع الأضعف وتدريبها
علاج التكامل الحسي
- يُحسّن القدرة على استقبال المعلومات وتسجيلها وتفسيرها والاستجابة لها التي تصل إلى الدماغ عبر المستقبلات الحسية
- توفر هذه الأنشطة للطفل تجارب حسية متنوعة ويمكن أن تشمل اللعب بالكرات، وعجين اللعب، والمعجون المرن، والرمل والماء، والمشي على أنواع مختلفة من السجاد، والرسم بالأصابع
الأدوات المستخدمة في العلاج الوظيفي
يتم استخدام العديد من الأدوات والأجهزة المساعدة في العلاج الوظيفي، حيث تتراوح المعدات بين العناصر المنزلية الشائعة والتقنيات المساعدة المتطورة.
الأدوات:
- العناصر المنزلية اليومية (قصبات الشرب، مشابك الغسيل، الملاقط، الإسفنج، وغيرها)
- الكتب
- مقصات مكيفة (بإغلاق زنبركي أو مقابض لاستخدام أسهل)
- أدوات الكتابة
- الجبائر
- تعديلات على الملابس (سحابات مساعدة، خطافات للأزرار، أداة الوصول)
- ألعاب لمساعدة في تطوير المهارات الحركية
- العاب والغاز تساعد في التطور الحركي والمعرفي
الأجهزة المساعدة
- مقابض أقلام الرصاص
- أدوات تناول طعام متخصصة
- معدات الجلوس والتوضيع
- برامج الكمبيوتر وتقنيات الوصول
- أدوات ومعدات منزلية مساعدة
- كراسي وطاولات مدرسية
- أدوات مساعدة للحمام والاستحمام
- أجهزة لوحية
العلاج الوظيفي حسب العمر
يساعد العلاج الوظيفي الأشخاص من جميع الأعمار. بالنسبة للأطفال ذوي الشلل الدماغي، يعتمد العلاج على القدرات البدنية والفكرية والاجتماعية واللغوية للطفل، وكذلك عمره.
الأطفال الصغار – يدور علاج الأطفال الصغار حول اللعب والتعلم. يتم استخدام الألعاب والدمى لتحسين النمو المعرفي والبدني للطفل.
الأطفال الصغار في السن – يعمل العلاج للأطفال الصغار في السن على تحسين النمو المعرفي والبدني، وكذلك قدرة الطفل على أداء أنشطة الحياة اليومية. يمكن للعلاج الوظيفي أيضًا تحسين أداء الطفل في المدرسة ومهارات التواصل الاجتماعي لديه.
المرجع :
Occupational therapy for cerebral palsy
https://www.cerebralpalsyguide.com/treatment/occupational-therapy/





