الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

فوائد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT) على المدى البعيد 

pexels rdne 8364060

فوائد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT) على المدى البعيد 

ترجمة: أ. شروق السبيعي

فهم استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT) 

يُعدّ التدريب من خلال المحاولات المنفصلة استراتيجية أساسية في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، تُستخدم لتسهيل تعلم الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد (ASD). نظرًا لاعتمادها على خطوات منظمة وواضحة، وتميّزها في تقسيم المهارات إلى أهداف أصغر، تعدّ هذه الاستراتيجية التعليمية فعالة في اكتساب مجموعة متنوعة من المهارات، بدءًا من مهارات التواصل وصولًا إلى مهارات المساعدة الذاتية. تتناول هذه المقالة تفاصيل استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة، موضحةً خطواتها الأساسية وأهميتها في تعليم الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد. كما تستعرض الفوائد التي تقدمها هذه الاستراتيجية وفعاليتها عند دمجها مع استراتيجيات تعليمية أخرى، بهدف تقديم رؤية شاملة للمعلمين والآباء حول كيفية تعزيز مهارات الأفراد ودعم نموهم الشامل.

أساسيات استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT)

ما هي استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT) ولماذا هي فعالة؟

التدريب من خلال المحاولات المنفصلة هي استراتيجية تعليمية منظمة وهي من ضمن استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، يتم تصميمها خصيصًا للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد (ASD). تقسّم هذه الاستراتيجية المهارات المعقدة إلى أهداف أصغر وأكثر قابلية للإدارة، مع استخدام التكرار والتعزيز الإيجابي، مما يُسهّل عملية التعلم. كما أن توفير بيئة تعليمية منضبطة ومتوقعة يُمكّن هذه الاستراتيجية من دعم اكتساب المهارات وتعزيز إتقانها.

تَكمن فعالية استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة في اعتمادها على خطوات منظمة تستند إلى إطار نموذج ABC، الأمر الذي يسهم في تعزيز اكتساب المهارات لدى الأفراد المشخّصين باضطراب طيف التوحد.

  • المثير: تشير إلى التعليمات أو التوجيهات التي تُقدَّم للأفراد لبدء المهمة.

  • السلوك: هو الاستجابة أو التصرف الذي يصدر من الأفراد نتيجةً للتعليمات المقدمة.

  • النتيجة: تمثل التعزيز أو رد الفعل الذي يُقدَّم بناءً على استجابة الأفراد، سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة.

لا تدعم هذه الاستراتيجية المنظمة اكتساب مهارات جديدة فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز القدرة على تعميم تلك المهارات في مواقف حياتية متنوعة، مما يسهّل استخدامها في الحياة اليومية الواقعية.

علاوة على ذلك، تعتمد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة على جمع البيانات بشكل دائم خلال عملية التعلم، مما يمكن المعلمين من وضع خطط تعليمية مخصصة تناسب مستوى تطور كل فرد. ويُعد هذا التدريب المخصص لكل فرد عنصرًا أساسيًا في تعزيز الاستقلالية وزيادة فاعلية استراتيجيات التعليم المعتمدة. لقد أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها من خلال تحقيق نتائج إيجابية في مجموعة متنوعة من المهارات، بما في ذلك مهارات التواصل، والمهارات الاجتماعية، والعناية الذاتية، مما يجعلها استراتيجية فعالة في تدخل تحليل السلوك التطبيقي.

مزايا وتحديات استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT)

ما هي المزايا والتحديات المحتملة عند استخدام استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة؟

تُقدم استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة العديد من الفوائد، مما يجعلها استراتيجية تعليمية فعالة للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد. تعتمد هذه الاستراتيجية على أسلوب منظم يُعزز تركيز الأفراد ومشاركتهم أثناء الجلسات التعليمية. يساهم التكرار المستمر للمهام، المدعوم بالتعزيز الإيجابي، في إتقانها، مما يسهم في اكتساب المهارات. كما يُسهم التقسيم المنهجي للمهارات المعقدة إلى أهداف صغيرة في تحقيق نجاح الأفراد وبناء ثقتهم بأنفسهم.

بالإضافة إلى ذلك، تتميز استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة بمرونتها وقدرتها على التكيف مع بيئات متعددة مثل المنزل والمدرسة والأنشطة الخارجية، ما يوفر تجربة تعليمية مخصصة تناسب احتياجات كل فرد. تساهم هذه المرونة في تعميم المهارات المكتسبة، مما يمكّن الأفراد من تطبيق ما تعلموه في مواقف وسياقات متنوعة.

مع ذلك، تواجه هذه الاستراتيجية بعض التحديات، أبرزها صرامة هذه الاستراتيجية التي قد تحد من قدرة الأفراد على تطبيق المهارات بشكل تلقائي في بيئات أقل تنظيمًا. فإذا نُفّذ التدريب بشكل رئيسي في بيئات خاضعة لرقابة شديدة، قد يواجه الأفراد صعوبة في نقل المهارات إلى مواقف الحياة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي فترة التدريب الطويلة إلى شعور بالإرهاق أو فقدان الدافعية إذا لم تُدار بشكل مناسب. لذلك، من الضروري أن يحرص الأخصائيون على إيجاد توازن مناسب بين بنية التدريب ومرونة تطبيقه بما يتوافق مع الظروف الحياتية الواقعية.

مزايا استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT)

تحديات استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT)

تتميز بتنظيمها، مما يُسهم في تعزيز التركيز

محدودية المرونة قد تُقيد تطبيق المهارات

تقسّم المهارات المعقدة إلى مكونات صغيرة قابلة للإدارة

تتطلب تخصيصًا كبيرًا للوقت

يعزز التعزيز الإيجابي من دافعية المتعلم

صعوبة في تعميم المهارات إلى مواقف الحياة الواقعية

قابلة للتطبيق في بيئات متعددة مثل المنزل أو المدرسة

التكرار المستمر دون تنويع قد يؤدي إلى انخفاض الدافعي

باختصار، تعد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة وسيلة فعالة لاكتساب المهارات بفضل تنظيمها وتكرارها، لكن لضمان تحقيق نتائج مستدامة، يجب الانتباه إلى حدودها والعمل على تعميم المهارات المكتسبة خارج بيئة التدريب.

تحديد الفئة المناسبة لتطبيق استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT)

من هم الأفراد الذين يمكن أن يستفيدوا أكثر من استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT)؟

تعد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة مفيدة بشكل خاص للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد، إذ تساعدهم على اكتساب المهارات الأساسية بفعالية من خلال تقسيمها إلى أهداف أصغر يسهل التعامل معها. تقدم هذه الاستراتيجية المُنظّمة تعليمات واضحة، وتوجيهات إرشادية، وجمعًا دقيقًا للبيانات حول الاستجابات، مما يُمكّن الأخصائيين من مُتابعة التقدّم عن قرب.

التدريب من خلال المحاولات المنفصلة ليس مقتصرًا فقط على اضطراب طيف التوحد؛ بل يدعم أيضًا الأفراد المشخصين بالاضطرابات النمائية أو الذين يواجهون صعوبات في اكتساب مهارات جديدة. تساهم هذه الاستراتيجية في تعزيز القدرات الحركية واللفظية، مما يجعلها استراتيجية ناجحة تناسب مختلف أنماط التعلم.

ومن السمات المميزة لاستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة تركيزها على التعميم، حيث تمكن الأفراد من تطبيق ما تعلموه في بيئات متنوعة مثل المنزل والمدرسة والتفاعلات الاجتماعية، مما يعزز استقلاليتهم و يجهزهم لمواجهة مواقف الحياة الواقعية.

في الختام، تؤكد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة فعاليتها في دعم الأفراد داخل بيئات تعليمية منظمة، حيث تسهم في تعزيز التحصيل الدراسي بغض النظر عن العمر أو مستوى الاحتياج.

أدلة على فوائد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT) على المدى البعيد

ما هي الأدلة التي تؤكد فوائد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد على المدى البعيد؟

كشفت نتائج العديد من الدراسات عن فوائد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة على المدى البعيد للأفراد المشخّصين باضطراب طيف التوحد. وتُظهر الأبحاث باستمرار فعاليتها في تعزيز مهارات أساسية مثل التواصل، والتفاعل الاجتماعي، والمساعدة الذاتية، والمهارات الأكاديمية. إذ يُسهم تقسيم المهارات المعقدة إلى أهداف صغيرة ومنظمة في تسهيل ممارستها بشكل متكرر مع استخدام التعزيز الإيجابي، مما يعزز عملية التعلّم بشكل فعّال.

تُعد القدرة على تعميم المهارات إحدى أبرز مزايا هذا النوع من التدريب؛ إذ غالبًا ما يجد الأفراد الذين يخضعون له سهولة في نقل ما تعلموه إلى بيئات متعددة، مثل الانتقال من المنزل إلى المدرسة، مما يعزز استقلاليتهم وقدرتهم على التكيف مع متطلبات الحياة اليومية. كما أن الإطار المنظم للتدريب المعروف بنموذج ABC (المثير، السلوك، النتيجة) يُحسّن من عملية التعليم والتعزيز، مما يؤدي إلى تغييرات إيجابية ملحوظة في سلوك الأفراد.

علاوة على ذلك، يُعتبر جمع البيانات بشكل فعّال أثناء الجلسات التدريبية أمرًا حيويًا، حيث يتيح للأخصائيين متابعة التقدم بدقة وتكييف استراتيجيات التعليم بما يتناسب مع احتياجات كل فرد. وتسهم عملية التقييم المستمرة والمتكررة في تحسين مسار التعلم، مما يضمن الوصول إلى نتائج مستدامة في اكتساب المهارات، وتعزيز قدرة الأفراد على التكيف في مختلف المواقف.

مقارنة بين استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT) والاستراتيجيات الأخرى

كيف يمكن مقارنة استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT) مع غيرها من استراتيجيات التدخل؟

تُعد استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة واحدة من أبرز الاستراتيجيات التعليمية المستخدمة مع الأفراد المشخّصين باضطراب طيف التوحد، نظراً لنهجها المنظّم الذي يعتمد على تجزئة المهارات المعقدة إلى أهداف صغيرة يمكن تعلمها بسهولة. وتتميّز هذه الاستراتيجية التركيز على التكرار والوضوح، ما يُسهم في تعزيز انتباه الأفراد وتحفيزهم على التعلم.

من أهم مزايا استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة هو طابعها المنظّم؛ إذ تتضمن الجلسات التعليمية تكراراً منهجياً مع تعزيز فوري للسلوك المستهدف، مما يساعد على ترسيخ الفهم وتطوير الاستجابات السلوكية. ومع ذلك، فإن هذا التدريب المنظم قد يُشكل أيضاً تحدياً، إذ قد تكون المهارات المُكتسبة داخل بيئة مُنضبطة وصارمة صعبة التعميم إلى مواقف الحياة اليومية، التي تتسم بالعشوائية والتعقيد. لذلك، رغم فعالية استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة في تعزيز القدرة على الحفظ واكتساب المهارات، إلا أنها قد تؤثر سلباً – من دون قصد – على قدرة الأفراد على المبادرة واتخاذ القرارات بشكل مستقل، نتيجة اعتمادها الكبير على المحفزات الخارجية والبيئة المنظمة.

ومن هنا، يُعدّ الجمع بين استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة واستراتيجيات تدخل أخرى تتّسم بمرونة أكبر خيارًا فعّالًا. فمن خلال توظيف استراتيجيات تعليمية أكثر طبيعية، مثل التدخلات القائمة على اللعب أو النهج المرتكز على الآباء، يمكن تعزيز نقل المهارات المكتسبة إلى مواقف الحياة الواقعية. ويُسهم هذا التكامل في معالجة بعض أوجه القصور المرتبطة باستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة، كما يُعزز تعميم مهارات الأفراد بصورة أكثر شمولًا وفعالية.

نقاط القوة والقيود مقارنة بالاستراتيجيات الأخرى

فيما يلي مقارنة موجزة بين استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة والاستراتيجيات الأخرى:

الاستراتيجية

نقاط القوة

القيود

التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT)

هيكل واضح،

فعال لاكتساب المهارات

تعزيز فوري

صعوبة في التعميم،

الاعتماد على التلقين

التدريب في البيئة الطبيعية

تعميم أفضل للمهارات،

يشجع على التفاعل الاجتماعي

تركيز أقل على التعزيز المنظم، وهذا يؤدي إلى تباين في مدى فعالية الاستراتيجية

استراتيجيات ينفذها الآباء

يعزز التعميم،

يركز على خلق بيئات طبيعية للتعلم

يتطلب تدريبًا للآباء،

وقد يفتقر إلى الإشراف المهني

إن الجمع بين هذه الاستراتيجيات بشكل شامل يمكن أن يؤدي إلى تجربة تعليمية أكثر فعالية للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد، مما يضمن لهم ليس فقط اكتساب المهارات، بل قدرتهم على تطبيقها في مواقف متنوعة.

الخاتمة: تعزيز التعلم المستدام من خلال تبني استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة (DTT)

لا يزال التدريب من خلال المحاولات المنفصلة استراتيجية تعليمية أساسية في مجال تحليل السلوك التطبيقي لتعليم الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد. تضمن منهجيته المنظمة الاستمرارية والفعالية من خلال تحليل المهارات المعقدة إلى أهداف صغيرة جاهزة للإتقان، مما يسمح للأفراد ببناء الثقة والاستقلالية مع مرور الوقت. على الرغم من صعوبة التعميم، إن التطبيق الاستراتيجي لاستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة، وخاصة عند دمجها مع استراتيجيات التعلم الأخرى، يمكن أن يعظم فوائده ويعزز النمو الشامل. ومن خلال الاستفادة من إطار عمل استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة الذي أثبت فعاليته، يستطيع المعلمون والآباء تطوير مهارات الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد بشكل كبير، كما يساهمون في رفع جودة حياة الأفراد بشكل عام، مما يعزز فرص النجاح على المدى الطويل في مواقف متنوعة.

المرجع: 

Long-Term Benefits of Discrete Trial Training

https://www.risingaboveaba.com/autism-blog/long-term-benefits-of-discrete-trial-training