ترجمة : أ. عبدالله الأحمري
يكتسب الأطفال العديد من المهارات في حياتهم – مثل كيفية الاستماع والتحدث، أو تعلم القراءة والكتابة والرياضيات. وقد تكون بعض هذه المهارات أكثر صعوبة في التعلم من غيرها. إذا تلقى طفلك خبرات تعليمية وتعليمات مناسبة، لكنه لا يستطيع مواكبة أقرانه، فمن المهم معرفة السبب وكيفية تقديم المساعدة.
يمكن لذوي طرق التعلم والتفكير المختلفة أن ينجحوا في المدرسة والعمل والعلاقات. وغالبًا ما يمكنهم الاستفادة من الدعم الذي يستخدم نقاط قوتهم ويستهدف المجالات التي يحتاجون فيها إلى مساعدة.
ما هي إعاقة التعلم؟
إعاقة التعلم هو مصطلح يُستخدم لوصف مجموعة من صعوبات و تمايزات التعلم والتفكير. يمكن لهذه الفروق أن تؤثر على طريقة استقبال الدماغ للمعلومات، و استخدامها، وتخزينها، وإرسالها.
يوجد لدى بعض الأطفال إعاقات تعلم محددة (تُعرف أيضًا باسم إعاقات التعلم)، مثل صعوبات القراءة أو الرياضيات. بينما قد يعاني آخرون من حالات تؤثر على التعلم مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو ضعف السمع. يمكن للعديد من ذوي صعوبات و تمايزات التعلم أن يكون لديهم أكثر من إعاقة تعلم واحدة أو حالة تؤثر على عملية التعلم.
ما أسباب صعوبات التعلم؟
هناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى مواجهة الطفل لصعوبات في التعلم. ورغم أن هذه الأسباب غير معروفة دائمًا، إلا أنه في كثير من الحالات يكون لدى الطفل أحد الوالدين أو قريب لديه نفس صعوبات و تمايزات التعلم والتفكير أو ما يشابهها.
وتشمل عوامل الخطر الأخرى انخفاض وزن الطفل عند الولادة المبكرة، أو التعرض لإصابة أو مرض خلال الطفولة (على سبيل المثال، إصابة في الرأس، أو التسمم بالرصاص، أو مرض الطفولة مثل التهاب السحايا).
بغض النظر عن سبب صعوبات التعلم، فإن الخطوة الأولى هي ملاحظة أن طفلك يواجه صعوبة، ومناقشة مخاوفك مع معلميه وطبيبة. معًا يمكنكم معرفة العوامل المساهمة في هذه الصعوبات وضمان حصول الطفل على المساعدة التي يحتاجها.
كيف أعرف إذا كان طفلي لديه تمايزات وصعوبات في التعلم؟
ليست صعوبات و تمايزات التعلم والتفكير واضحة دائمًا، لكن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى حاجة طفلك للمساعدة. ضع في اعتبارك أن الأطفال يتطورون ويتعلمون بمعدلات مختلفة. تحدث مع معلم طفلك وأخبر طبيب طفلك إذا لاحظت أيًا من العلامات التالية على طفلك:
قد تظهر على أطفال مرحلة ما قبل المدرسة المؤشرات التالية:
- تأخر في النمو اللغوي: بمعدل النمو الطبيعي، من المتوقع أن يكون طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة قادرًا على التحدث بعبارات أو جمل قصيرة عندما يبلغ من العمر 2.5 سنة.
- صعوبة في الكلام: من المتوقع أن يكون طفلك قادرًا على التحدث بوضوح يكفي لفهم البالغين معظم ما يقول عندما يبلغ من العمر 3 سنوات.
- صعوبة في تعلم الألوان، الأشكال، الحروف، والأرقام.
- صعوبة في تكوين الكلمات المتناغمة (القوافي).
- صعوبة في التنسيق الحركي: من المتوقع أن يكون طفلك قادرًا على إغلاق أزرار الملابس، واستخدام المقص، والقفز عندما يبلغ من العمر 5 سنوات. كما يجب أن يكون قادرًا على نسخ شكل الدائرة، أو المربع، أو المثلث.
- فترات انتباه قصيرة: في الفئة العمرية بين 3 إلى 5 سنوات، من المتوقع أن يكون طفلك قادرًا على الجلوس بهدوء والاستماع إلى قصة قصيرة. ومع تقدم طفلك في العمر، يجب أن تزداد قدرته على الانتباه لفترات أطول.
- الإحباط أو الغضب عند محاولة التعلم.
قد يجد الأطفال في سن المدرسة والمراهقون صعوبة في:
- اتباع التعليمات.
- التنظيم والبقاء منظمين في المنزل والمدرسة.
- فهم التوجيهات الشفهية.
- تعلم الحقائق وتذكر المعلومات.
- القراءة، أو التهجئة، أو تفكيك الكلمات صوتيًا.
- الكتابة بوضوح (قد تكون خط اليد غير مقروء).
- حل المسائل الحسابية أو المسائل الكلامية.
- التركيز في الواجبات المدرسية وإكمالها.
- شرح المعلومات بوضوح شفهيًا أو كتابيًا.
هل يوجد علاج لصعوبات التعلم؟
لا يوجد بالضرورة “علاج” يشفي تمامًا من صعوبات التعلم. ومع ذلك، هناك العديد من الطرق لمساعدة الأطفال والأسر على إدارتها بطريقة تمكّن الأطفال من التعلم والازدهار في الحياة.
يجب أن تكون حذرًا من الأفراد والمجموعات الذين يدّعون امتلاك إجابات أو حلول بسيطة. قد تسمع عن تمارين للعين، أو حركات للجسم، أو أنظمة غذائية خاصة، أو فيتامينات، أو مكملات غذائية. لا توجد أدلة قوية تثبت فعالية هذه الأساليب. إذا كنت في شك، استشر طبيب طفلك.
من يمكنه المساعدة؟
تحدث مع طبيب طفلك ومعلميه حول أي صعوبات في التعلم تلاحظها. يمكن لأطباء الأطفال تقييم التأخر النمائي والحالات الأخرى التي قد تساهم في صعوبات التعلم. كما يمكنهم إحالة الطفل إلى أخصائيين في مجالات مثل إعاقات النمو العصبي، وطب الأطفال النمائي والسلوكي، أو طب أعصاب الأطفال، أو علم نفس الطفل.
يقوم المعلمون و اختصاصيي التعليم الآخرون بإجراء اختبارات الفحص أو التقييم لتحديد المشكلات ومعرفة ما إذا كان يمكن للتدخلات المبكرة أو الخدمات المساندة للبرنامج المقدمة في المدرسة أن تساعد. تضم معظم فرق التقييم المدرسية أخصائيين نفسيين و اختصاصيي تعلم.
4 طرق يمكن للآباء من خلالها مساعدة الأطفال ذوي طرق التعلم والتفكير المختلفة
إلى جانب التعاون مع معلمي وطبيب طفلك، يمكنك تقديم الدعم لطفل ذي إعاقات وصعوبات تعلم. على سبيل المثال:
- ركز على نقاط القوة: جميع الأطفال لديهم أشياء يجيدونها وأخرى يصعب عليهم. اكتشف نقاط قوة طفلك وساعده على تعلم استخدامها. قد يكون طفلك جيدًا في الرياضيات أو الموسيقى أو الرياضة. أو قد يكون ماهرًا في الفن أو العمل بالأدوات أو رعاية الحيوانات. احرص على مدح طفلك كثيرًا عندما يُحسن الأداء أو ينجح في مهمة ما.
- طور المهارات الاجتماعية والعاطفية: قد تؤدي صعوبات التعلم مجتمعة مع تحديات مرحلة النمو إلى جعل طفلك يشعر بالحزن أو الغضب أو الانطواء. ساعد طفلك من خلال تقديم الحب والدعم مع الإقرار بأن التعلم صعب لأن دماغه يتعلم بطريقة مختلفة. حاول العثور على الأندية والفرق والأنشطة الأخرى التي تركز على الصداقة والمتعة. يجب أن تهدف هذه الأنشطة أيضًا إلى بناء الثقة. وتذكر أن المنافسة لا تقتصر على الفوز.
- استخدم المصادر ومجموعات الدعم: لتعلم المزيد حول تربية طفل ذي صعوبات تعلم. إن صعوبات و تمايزات التعلم والتفكير شائعة. أنت وطفلك لستم وحدكم في هذه الرحلة.
- خطط للمستقبل: يقلق العديد من آباء الأطفال ذوي طرق التعلم والتفكير المختلفة بشأن المستقبل. ساعد طفلك في التخطيط لمرحلة البلوغ من خلال تشجيعه على النظر إلى نقاط قوته واهتماماته عند اختيار التعليم والمهنة. ذكره أن التعلم بشكل مختلف لا يرتبط بمدى ذكائه. في الواقع، العديد من ذوي صعوبات التعلم أذكياء جدًا ويصبحون ناجحين للغاية في ما يعملون به.
يمكن لبرامج العمل والمهن الخاصة أن تساعد في بناء الثقة من خلال تعليم مهارات اتخاذ القرار ومهارات العمل. تحتوي العديد من الكليات على برامج لدعم الطلاب ذوي طرق التعلم والتفكير المختلفة ليكملوا درجة علمية بنجاح.
تذكّر
يمكن للأطفال ذوي طرق التعلم والتفكير المختلفة أن يزدهروا مع الدعم المناسب. كلما عرفت مبكرًا ما يحدث مع طفلك، كلما تمكنت من مساعدته بشكل أسرع. تحدث مع معلمي طفلك و طبيبه إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن تعلمه.
المرجع :
:Learning Disabilities and Differences: What Parents Need To Know





