التدريب على الاستجابة المحورية في تحليل السلوك التطبيقي

التدريب على الاستجابة المحورية في تحليل السلوك التطبيقي

التدريب على الاستجابة المحورية في تحليل السلوك التطبيقي

التدريب على الاستجابة المحورية (PRT)

إن التدريب على الاستجابة المحورية يندرج تحت مجال تحليل السلوك التطبيقي وهو من الممارسات القائمة على الأدلة و تستخدم مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى. يركز التدريب على الاستجابة المحورية على اللعب بشكل أقل تنظيمًا ويقوم الطفل بالتوجيه أكثر من الأخصائي. 

يمكن أن تتضمن جلسة التدريب على الاستجابة المحورية اللعب مع الوالدين أو الأخصائي، حيث يقوم الشخص البالغ بالسماح للطفل باتخاذ بعض الاختيارات ولكنه يعمل على مكافأة بعض السلوكيات المحددة. مثل، استخدام الجملة الكاملة لطلب لعبة معينة.

التدريب على الاستجابة المحورية هو نهج سلوكي طبيعي يركز على استهداف المجالات المحورية للنمو لعمل التحسينات الواسعة في الأداء العام للطفل. و يؤكد على استخدام التدخلات التحفيزية لإشراك المتعلمين في أنشطة هادفة وذات صلة بالسياق من خلال السماح للطفل ذو اضطراب طيف التوحد بمراقبة ردود أفعاله السلوكية من خلال تعلم كيفية التنظيم الذاتي والتحفيز للطفل.

ما هو التدريب على الاستجابة المحورية (PRT)

إن التدريب على الاستجابة المحورية يقلل من سلوكيات التحفيز الذاتي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والتي يمكن أن تعرقل عملية التفاعل خاصة عندما يحاول الوالدين و المعلمين والأقران التفاعل مع الطفل.

يستهدف تدريب الاستجابة المحورية PRT أربعة مجالات:

  1. التحفيز   Motivation   
  2. الاستجابة لإشارات مختلفة  Multiple cues
  3. الإدارة الذاتية  Self-Management
  4. بدء التفاعل الاجتماعي  Initiations 

سيؤدي التركيز على هذه المجالات إلى تحسين أداء الطفل في مجالات أخرى. مثل، مهارات التواصل الاجتماعي، وبناء السلوكيات المرغوبة  وبناء المهارات الأكاديمية.

يجب أن ترتبط مكافآت السلوكيات الإيجابية بما يتناسب مع سلوك الطفل أثناء التفاعل. مثال، إذا كان الطفل يواجه صعوبة في التواصل وحاول طلب طعام معين فيجب مكافأة المحاولة حتى لو لم يكن السلوك بالشكل المثالي و بنفس الطلب بدلًا من المكافأة غير ذات الصلة بالطلب.

يمكن تطبيق التدريب على الاستجابة المحورية على الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى في مجموعة متنوعة من البيئات المختلفة، بما في ذلك المنزل والمدرسة.

تاريخ نهج  التدريب على الاستجابة المحورية

تم تطوير هذا النهج اسطة الدكتور روبرت إل كويجل والدكتور لين كيرن كويجل في جامعة ستانفورد في السبعينيات. كان يسمى التدريب على الاستجابة على المحورية في الأصل نموذج اللغة الطبيعية، ولكن تم تطبيقه على التغيرات السلوكية الأخرى لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، وليس فقط على تشجيع استخدام اللغة.

نُشر  تقرير في عام 2010، يشير التقرير إلى أن هناك تسع دراسات ذات موضوع واحد و تدعم نهج التدريب على الاستجابة المحورية كممارسة قائمة على الأدلة للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2 و 16 عامًا. تم استخدام التدريب على الاستجابة المحورية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أقل، حيث أظهرت الأبحاث أن 85٪ إلى 90٪ من هؤلاء الأطفال قد تطورت مهارات التواصل اللفظي من خلال التواصل مع الوالدين والمعلمين و أقرانهم ومقدمي الرعاية.

كيف يتم تنفيذ التدريب على الاستجابة المحورية؟

هناك ستة إجراءات تحفيزية تستخدم في التدريب على الاستجابة المحورية، من خلال:

  • منح الطفل خيارات التحكم في خبراتهم التعليمية
  • جذب انتباه الطفل
  •  توفير فرص واضحة للطفل للاستجابة، مثل تبادل الأدوار
  •  تنويع المهام، والمحافظة على المهارات السابقة عند تعلم المهارات الجديدة
  • استخدام كل من التعزيز في البيئة الطبيعية والتعزيز المشروط
  •  تعزيز محاولات تعلم المهارات الجديدة 

تطبيق  التدريب على الاستجابة المحورية أثناء الجلسة

  • يقدم أحد الوالدين أو الأخصائي التعليمات المحددة.
  • على الطفل أن يختار المعزز. مثل، سيارة.
  •  يقوم أحد الوالدين أو الأخصائي بتشجيع السلوك المرغوب، مثل طلب السيارة.
  •  يقوم أحد الوالدين أو الأخصائي بنمذجة السلوك المرغوب، مثل القول بصوت عالٍ، “هل يمكنني الحصول على السيارة من فضلك؟”  ومن ثم تقديم المعزز لمحاولة الطفل لتنفيذه السلوك المرغوب.

من المهم ملاحظة أن اللعب عند تدريب الطفل على التدريب على الاستجابة المحورية أثناء الجلسة يمكن أن يكون أقل تنظيمًا بكثير من أساليب نهج تحليل السلوك التطبيقي الأخرى. حيث يمنح الطفل خيارات التحكم أثناء الجلسة، ويعزز الوالدين أو الأخصائي السلوكيات المرغوبة.

ما هي الأدلة القائمة لفاعلية التدريب على الاستجابة المحورية؟ 

أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن التدريب على الاستجابة المحورية يمكن أن يستهدف السلوكيات المعينة، إلا أن القليل من الدراسات تدعم هذا النهج وذلك بتحسين السلوكيات التي لا تستهدف بشكل مباشر. حيث أنه إذا لم تكن السلوكيات محورية أثناء التدريب، ولا تؤدي إلى زيادة السلوكيات المرغوبة فقد لا يكون التدريب على الاستجابة المحورية فعالاً كما يُزعم. ومع ذلك فإنه كجزء من منهج تحليل السلوك التطبيقي بصبح فعالًا في بعض الظروف.

تظهر الدراسات الأخرى بأن التدريب على الاستجابة المحورية فعًالا في تحسين المجالات الأخرى. مثل المهارات الاجتماعية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مقارنة بأساليب نهج تحليل السلوك التطبيقي الأخرى الأكثر تنظيمًا.

أظهرت إحدى الدراسات المنشورة في عام 2014 أن الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد الذين شاركوا قد اكتسبوا مهارات أفضل في المجالات المستهدفة والمهارات العملية بشكل عام، بما في ذلك مهارة  التنظيم الذاتي للبدء في المواقف الاجتماعية وكيفية استخدام السياق المناسب في المواقف الاجتماعية، وكيفية بناء العلاقات، والتقليل من اللغة النمطية.

إن الهدف الأساسي من التدريب على الاستجابة المحورية هو تعزيز السلوكيات المحورية، والتي تعتبر حاسمة وأساسية للتعلم والتطوير، و نقل الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد نحو مسار نمو نموذجي من خلال استهداف عدد كبير من السلوكيات و إنتاج تأثيرات التعميم التي تتجاوز المهارات المحددة و التي يتم تدريسها لمساعدة الطفل للحصول على فرصة عيش حياة ذات معنى في بيئة طبيعية وشاملة.

المرجع

https://elemy.wpengine.com/studio/aba-terms/pivotal-response-training