الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

أهداف تدخل تحليل السلوك التطبيقي للأفراد في مرحلة المراهقة

pexels vanessa loring 7869140

أهداف تدخل تحليل السلوك التطبيقي للأفراد في مرحلة المراهقة

ترجمة: أ. شروق السبيعي

قد يظهر اضطراب طيف التوحد (ASD) بشكل مختلف لدى الأفراد في مرحلة المراهقة مقارنةً بمن هم أصغر سنًا. وقد أثبت تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) فعاليته الكبيرة في دعم الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد في مرحلة المراهقة، من خلال التركيز على أهداف محددة تتناسب مع مرحلة نموهم واحتياجاتهم الفردية. إن فهم أهمية هذا التدخل، إلى جانب الأهداف التي يسعى لتحقيقها والفوائد العديدة التي يقدمها، يمكن أن يساعدك في تحديد ما إذا كان تحليل السلوك التطبيقي خيارًا مناسبًا لطفلك في هذه المرحلة الحساسة من النمو.

اضطراب طيف التوحد عند الأفراد في مرحلة المراهقة

اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي نمائي معقد يؤثر على طريقة تواصل الأفراد، وتفكيرهم، وتفاعلهم مع الآخرين. وتظهر لدى كل فرد مشخص باضطراب طيف التوحد أعراض فريدة من نوعها، مما يجعل كل حالة متميزة عن الأخرى.
خلال مرحلة المراهقة، وهي فترة انتقالية حرجة، قد يواجه الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبات إضافية نتيجة التغيرات الجسدية، والنفسية، والاجتماعية التي تطرأ خلال هذه المرحلة.

تشمل هذه الصعوبات التفاعل الاجتماعي وبناء العلاقات مع الأقران، ومشكلات في التواصل اللفظي أو غير اللفظي، بالإضافة إلى ظهور سلوكيات نمطية أو متكررة، مثل التكرار الحركي أو التمسك الشديد بالروتين. كما قد يظهر لدى بعضهم صعوبة في تنظيم الانفعالات أو التكيف مع التغيرات الجديدة، مما يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق.

من أكثر الأعراض شيوعًا لاضطراب طيف التوحد في مرحلة المراهقة ما يلي:

  • ضعف التواصل البصري

  • صعوبة في تكوين صداقات شخصية

  • الانسحاب الاجتماعي

  • تدني مستوى الثقة بالنفس

  • صعوبة تصنيف المشاعر

  • مشاكل في المعالجة الحسية

  • حوارات ناتجة عن سوء فهم

  • صعوبة فهم الإشارات الاجتماعية

تدخل تحليل السلوك التطبيقي لدى الأفراد في مرحلة المراهقة 

تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) هو نهج منهجي مستند إلى الأدلة، يهدف إلى فهم السلوك وتغيره من خلال التحليل المنظم واستخدام التعزيز الإيجابي. وعلى الرغم من ارتباطه غالبًا بالأطفال الأصغر سنًا، فإن هذا التدخل يُعتبر فعالًا أيضًا للأفراد في مرحلة المراهقة. يعمل المختصون بشكل مباشر مع الأفراد لتحديد مجالات النمو ووضع خطط علاجية مخصصة، تهدف إلى تعزيز المهارات الاجتماعية والتواصلية، وتنمية القدرات المعرفية، وصقل مهارات الحياة اليومية.

أهداف تدخل تحليل السلوك التطبيقي للأفراد في مرحلة المراهقة

يركز هذا التدخل على تعزيز المهارات التي تمكن الأفراد في هذه المرحلة من تنمية قدراتهم الفردية والاجتماعية، وتطور تواصلهم وتفاعلهم مع من حولهم، بالإضافة إلى دعم تطورهم الأكاديمي والوظيفي. ومن الأهداف الأساسية التي يستهدفها تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) للأفراد في مرحلة المراهقة ما يلي:

تطوير المهارات الاجتماعية

يُعد تطوير التفاعلات والعلاقات الاجتماعية من أهم أهداف تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) للأفراد في مرحلة المراهقة. يعمل الأخصائيون على مساعدة هؤلاء الأفراد في هذه المرحلة في اكتساب مهارات أساسية مثل بدء المحادثات، وفهم الإشارات غير اللفظية، والمشاركة في الأنشطة الجماعية. من خلال تقوية هذه الروابط الاجتماعية، يتيح تدخل تحليل السلوك التطبيقي فرصة للأفراد لبناء علاقات مستدامة والاندماج بشكل أفضل في مختلف المواقف الاجتماعية.

تطوير مهارات التواصل

يهدف تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) إلى تعزيز مهارات التواصل لدى الأفراد في مرحلة المراهقة، مما يمكّنهم من التعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم بوضوح وثقة، بالإضافة إلى تطوير قدرتهم على فهم الآخرين والتفاعل معهم بفعالية. يشمل هذا التدخل تطوير مهارات التواصل اللفظي مثل التحدث واستخدام اللغة، وكذلك التواصل غير اللفظي الذي يتضمن الإشارات، وتعابير الوجه، ولغة الجسد. كما يدعم التدخل استخدام وسائل تواصل بديلة مثل الصور أو الأجهزة الإلكترونية، خاصةً للأفراد الذين يواجهون صعوبات في النطق أو التعبير اللفظي. يُعتبر التواصل الفعّال من الركائز الأساسية التي تسهم بشكل مباشر في تطوير الأداء الأكاديمي للأفراد في هذه المرحلة، حيث يُسهل عليهم المشاركة في الأنشطة التعليمية والتفاعل مع المعلمين والزملاء. إضافة إلى ذلك، يعزز التواصل الجيد من فرص الاندماج الاجتماعي، مما يساعد الأفراد في بناء علاقات إيجابية ومستقرة مع أقرانهم، وبالتالي تتطور حياتهم بشكل عام.

ضبط السلوك وتنظيم الانفعالات

قد يواجه الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد في مرحلة المراهقة صعوبة في تنظيم انفعالاتهم في المنزل وفي المدرسة. يزود تدخل تحليل السلوك التطبيقي باستراتيجيات للتكيف مع التوتر والإحباط والقلق. ومن خلال استراتيجية التعزيز الإيجابي، يتعلم الأفراد في مرحلة المراهقة استبدال السلوكيات الغير مرغوبة بسلوكيات مرغوبة وأكثر ملاءمة، مما يساهم في تعزيز راحتهم النفسية.

إتقان مهارات الحياة
يساعد تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأفراد  في بناء مهارات حياتية أساسية مثل النظافة الشخصية، وإدارة الوقت، والتنظيم، والعناية الذاتية. تُسهم هذه المهارات في تعزيز استقلاليتهم وتجهيزهم لتحمل مسؤوليات مرحلة المراهقة. كما يتعاون أخصائيو تحليل السلوك التطبيقي مع الآباء والمدارس لضمان استمرارية اكتساب هذه المهارات في مختلف البيئات.

التخطيط للانتقال

مع اقتراب الأفراد من مرحلة البلوغ، يلعب تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) دورًا مهمًا في دعم انتقالهم بسلاسة إلى حياة أكثر استقلالية. يعمل الأخصائيون معهم على تحديد أهدافهم المستقبلية، واستكشاف اهتماماتهم المهنية، وتصميم استراتيجيات تناسب التعليم ما بعد الثانوي أو التدريب المهني. ومن خلال تعزيز مهارات اتخاذ القرار وتقرير المصير، يُمكّن هذا التدخل الأفراد في مرحلة المراهقة من الاستعداد لمواجهة تحديات مرحلة الرشد بثقة وكفاءة.

فوائد تدخل تحليل السلوك التطبيقي للأفراد في مرحلة المراهقة

يقدم تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) العديد من الفوائد المهمة للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد في مرحلة المراهقة، مما يجعله من التدخلات الفعالة التي تُحدث فرقًا ملحوظًا خلال هذه المرحلة المفصلية من حياتهم. فيما يلي أبرز الفوائد التي يُمكن أن يُحققها هذا التدخل للأفراد في هذه المرحلة:

  • نهج مخصص لكل فرد: يعتمد تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) على إدراك أن لكل فرد خصائصه الفريدة. لذلك تُصمَّم خطط التدخل بما يتناسب مع نقاط القوة والتحديات والأهداف الفردية لكل فرد في هذه المرحلة، لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة.

  • تدخل فعّال قائم على الأدلة: يعتمد هذا النهج العلاجي على قاعدة راسخة من الأبحاث العلمية والدراسات التي تؤكد فاعليته في تطوير جوانب متعددة من السلوك والنمو لدى الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد في مرحلة المراهقة.

  • تعزيز الاستقلالية: من خلال التركيز على تطوير المهارات الاجتماعية، والتواصلية، والوظيفية، يساعد تدخل تحليل السلوك التطبيقي الأفراد في هذه المرحلة على الاعتماد بشكل أكبر على أنفسهم، مما يُسهم في رفع مستوى جودة حياتهم.

  • دور فعّال للأسرة: يُشرك هذا التدخل الآباء ومقدمي الرعاية بشكل فعّال في خطة العلاج، ويُزوّدهم بالمهارات والمعلومات الضرورية لمساندة أبنائهم في مرحلة المراهقة في مختلف جوانب حياتهم اليومية، سواء داخل المنزل أو في البيئة المجتمعية.

  • أثر طويل الأمد: لا تقتصر فوائد تدخل تحليل السلوك التطبيقي على الجلسات العلاجية، بل تمتد لتنعكس إيجابًا على حياة الأفراد في مرحلة المراهقة في مجالات متعددة، مثل الدراسة والعلاقات الاجتماعية وفرص العمل المستقبلية.

المرجع: 

The Goals of ABA Therapy for Teens

https://www.empowerbh.com/blog/the-goals-of-aba-therapy-for-teens/