
نصائح للتعامل مع مرض السكري لشخص مشخص باضطراب طيف التوحد
ترجمة : أ. شروق السبيعي
تشير الدراسات إلى أن التشخيص باضطراب طيف التوحد قد يرتبط بارتفاع خطر التشخيص بمرض السكري، وهو مرض يحدث عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعًا جدًا. يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل أمراض القلب وفقدان البصر وأمراض الكلى. هناك ثلاثة أنواع من مرض السكري: النوع الأول، والنوع الثاني، ومرض السكري الحملي، الذي يصيب النساء الحوامل فقط. اطلع على قائمة علامات التحذير من الجمعية الأمريكية للسكري، التي تتضمن العطش المستمر، وكثرة التبول، وتشوش الرؤية، وغيرها من الأعراض.
إذا كنتَ مشخص باضطراب طيف التوحد وقلقًا بشأن خطر التشخيص بمرض السكري، أو شُخِّصتَ به حديثًا، أو كنتَ تعاني من مرض السكري منذ فترة طويلة، فعليكَ تذكر أمرين مهمين: لستَ وحدك، ويمكنكَ عيش حياة صحية وطويلة مع مرض السكري. في الواقع، رغم أن الأشخاص المشخصين باضطراب طيف التوحد ومرض السكري يواجهون بعض التحديات الفريدة، إلا أن البعض قد يجد أن تفضيلهم للروتين والاهتمام بالتفاصيل يعد مفيدًا في إدارة المرض. بمساعدة المساهمة Lydia Wayman، وهي امرأة مشخصة باضطراب طيف التوحد وتم تشخيصها بمرض السكري من النوع الأول في سن الثالثة، نشاركك نصائح تساعدك على إدارة مرض السكري و عيش حياة ذات جودة.
ثقف نفسك حول إدارة مرض السكري
كلما فهمتَ تشخيصك وخيارات علاجك بشكل أفضل، زادت قدرتك على إدارة صحتك وعافيتك. تُعدّ كل من الجمعية الأمريكية للسكري ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) مصادر موثوقة للقراءة. معظم المستشفيات والعيادات، وحتى مقدمي الخدمات المجتمعية، يقدمون دورات تثقيفية حول مرض السكري تستحق وقتك. وأفضل ما في الأمر أنها ستربطك بمجتمع الأشخاص المشخصين بمرض السكري في منطقتك.
علاوة على ذلك، استكشف خيارات و استرتيجيات العلاج المختلفة. تفقّد مواقع الجامعات والمستشفيات البحثية المرموقة، وابحث عن علاجات لمرض السكري. ابقَ على اطلاع بأحدث الأبحاث حول أسباب وعلاجات مرض السكري.
العمل مع فريق متخصص في مرض السكري
إن وجود فريق طبي متخصص يمكنك الوثوق به في جميع جوانب رعايتك الصحية لا يُقدّر بثمن، وخاصة إذا كنت مشخص بمرض السكري. ستحتاج إلى التواصل مع فريقك بشكل متكرر، ربما حتى كل أسبوع. قد تشعر وكأنك تلميذ وهم أساتذتك لفترة، حين تتعلم كيفية قياس مستوى السكري في الدم، واختيار الأطعمة الصحية، والحصول على المستوى المناسب من النشاط البدني، واتخاذ قرارات مهمة أخرى للحفاظ على نمط حياة صحي. لذلك يجب أن تشعر بالراحة في التواصل معهم، ويتضمن ذلك أن تكون مرتاحًا في تحديد الطريقة الأنسب للتواصل معك.
نصائح للتحدث عن حقوقك أثناء طلب الرعاية الطبية:
قبل الذهاب إلى الموعد، دوّن أو اكتب مخاوفك. إذا كان من الصعب عليك التحدث، يمكنك تسليم أسئلتك ومخاوفك إلى مقدم الرعاية الطبية.
معرفة احتياجاتك مسبقًا تساعدك على الاستعداد لزيارة مركز صحي أو مستشفى أو عيادة طبية. هل تعاني من مشاكل حسية؟ هل تشعر بالإرهاق بسبب التحفيز الزائد؟ ما الذي تحتاجه لتكون مرتاحًا – نظارات شمسية، سماعات أذن، لعبة ألغاز؟ هل تحتاج أن يكون هاتفك مشحونًا وجاهزًا لتشتيت انتباهك؟ إذا كنت تشعر بانزعاج شديد، ما الذي يساعدك؟ يمكنك أيضًا طلب شيء من مقدمي الرعاية الطبية مسبقًا، إذا كنت تعلم أنه سيساعدك، مثل غرفة انتظار هادئة.
لدى معظم مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات أخصائي اجتماعي مناوب، مهمته مساعدتك في الدفاع عن حقوقك. يمكن للأخصائي الاجتماعي مساعدتك في تحديد حقوقك، وتقديم شكوى عند الحاجة، والحصول على المساعدة التي تستحقها.
إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في تذكر مواعيدك، فمعظم العيادات الطبية الآن لديها تطبيقات تُرسل لك رسائل تذكيرية. يمكنك أحيانًا استخدام هذه التطبيقات للتواصل مع الأطباء والممرضين، وحجز المواعيد، وإعادة جدولتها أو إلغائها، وطلب تجديد الأدوية. هذه التطبيقات قد تُبسّط عملية الرعاية الصحية بشكل كبير، فاسأل العيادة ما إذا كان لديهم تطبيق يمكنك استخدامه.
إذا كنت غير ناطق، فلك الحق في التواصل مع مقدم الرعاية الطبية بالطريقة التي تناسبك. على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم جهاز التواصل المساعد والبديل، يجب على مقدم الرعاية الطبية الانتظار حتى تكتب إجاباتك على الأسئلة.
أخيرًا، لك الحق في الرفض. يقدم لك مقدمو الرعاية الطبية المعلومات والخيارات. في النهاية، القرار بشأن علاجاتك الصحية هو قرارك. إذا شعرت يومًا بالضغط أو بعدم الارتياح بشأن قرار يتعلق بالرعاية الصحية، تحدث إلى شخص تثق به فورًا للحصول على الدعم.
بينما قد يتعاون بعض الأشخاص المشخصين بمرض السكري مع طبيب الرعاية الأولية، يحتاج معظمهم إلى استشارة طبيب متخصص في الغدد الصماء. هؤلاء الأطباء متخصصون في علاج الأمراض المرتبطة بالهرمونات، مثل مرض السكري، واضطرابات الغدة الدرقية، والسمنة، ويعملون على تصحيح الاختلالات الهرمونية. بالإضافة إلى زيارة طبيب الغدد الصماء كل 3-4 أشهر، يمكنك أيضًا استشارة أخصائي تغذية معتمد (RD) أو أخصائي تغذية مسجل (RDN)، أو مثقف معتمد في رعاية وتثقيف الأشخاص المشخصين بمرض السكري (CDCES) إذا كانت مستويات السكر في دمك غير مسيطَر عليها بشكل جيد.
إذا كنت مشخص بمرض السكري لسنوات عديدة، فقد تكون معتاد على التعامل مع مشاكلك اليومية لدرجة أنك تنسى وجود فريقك الذي يقدم الدعم. ولكن من الشائع أن تتغير الأمور وتظهر مشاكل جديدة، وأحيانًا قد يلاحظها فريقك الطبي قبلك. لذلك، من المهم الالتزام بجميع مواعيدك، حتى لو كنت بصحة جيدة.
ليس كل طبيب أو عيادة مناسبة، وقد يستغرق الأمر وقتًا للعثور على الطبيب المناسب. لكن الأمر يستحق العناء. فالعمل مع طبيب وفريق يدعمك ويُمكّنك من تحقيق أهدافك هو من أفضل الأمور التي يمكنك القيام بها، ليس فقط لتحسين مستوى السكر في دمك، بل أيضًا لتحسين جودة حياتك بشكل عام.
كن مستعدا
بالنسبة للكثير من الأشخاص المشخصين باضطراب طيف التوحد، قد تسبب المواقف غير المتوقعة أو التغييرات في الروتين قلقًا كبيرًا وتؤثر على سير يومهم. للأسف، يتطلب التعايش مع مرض السكري درجة من المرونة، حيث يصعب تجنب المواقف غير المخطط لها أو التغيرات غير المتوقعة في مستويات السكر في الدم. كلما كنت أكثر استعدادًا، انخفض شعورك بالقلق في تلك اللحظات. إليك بعض النصائح:
احمل معك دائمًا الأدوية والإمدادات الإضافية عندما تغادر المنزل.
استشر طبيبك بشأن كيفية تعديل خطة العلاج الخاصة بك في حال تم تشخيصك بأي مرض.
ارتدِ سوار تنبيه طبي و/أو احمل بطاقة طوارئ طبية تحتوي على معلوماتك الطبية وجهات الاتصال الخاصة بك.
راجع قوائم الطعام ومعلومات التغذية في المطاعم قبل الذهاب لتناول الطعام.
اجعل الروتين يعمل لصالحك
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على مستويات السكر في الدم، وليس من الممكن دائمًا التحكم بها جميعًا. لكن بعض العوامل الأساسية، مثل التغذية، والنشاط البدني، والنوم، ترتبط بشكل مباشر بروتينك اليومي. إحدى الأسباب التي تجعل الأشخاص المشخصين باضطراب طيف التوحد أكثر قدرة على إدارة حياتهم مع مرض السكري هو ميلهم للنجاح في اتباع الروتين.
مع مرور الوقت، ستتمكن من ملاحظة كيف تؤثر العوامل المختلفة على مستوى السكر في الدم، مما يساعدك على تحديد السلوكيات المرتبطة بها وإجراء تعديلات بسيطة لتحسين التحكم في مستويات السكر. يختلف كل شخص عن الآخر، وقد يستغرق الأمر بعض التجربة والخطأ للعثور على الطريقة الأنسب في تحديد النظام الغذائي، والنشاط البدني، وجرعات الأدوية. وعلى الرغم من أن الأشخاص المشخصين بمرض السكري (وكذلك العديد من الأشخاص المشخصين باضطراب طيف التوحد) يميلون إلى تفضيل الروتين، من المهم عدم التمسك به لدرجة تمنعك من الاستمتاع بحياة كاملة
اعتني بنفسك بالكامل
أحيانًا، قد يصبح روتين التعامل مع مرض السكري اليومي مرهقًا، مما يؤدي إلى شعور الأشخاص بالإرهاق. تشمل علامات الإرهاق تفويت جرعات الأدوية أو فحوصات الجلوكوز أو المواعيد الطبية؛ وأعراض الاكتئاب أو القلق؛ والشعور باليأس أو اللامبالاة تجاه مضاعفات ارتفاع سكر الدم غير المسيطر عليه. يمكنك طلب المساعدة للوقاية من الإرهاق أو معالجته من خلال التواصل مع فريق الرعاية الصحية للأشخاص المشخصين بمرض السكري، وطلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة، والعمل مع أخصائي الصحة النفسية، والتواصل مع الأشخاص الآخرين الذين يشاركونك نفس التشخيص.
العيش بشكل جيد مع مرض السكري يتطلب التزام مستمر للحفاظ على صحتك على المدى الطويل، والذي يعتمد على عدة خطوات صغيرة. من المهم أن تضع في اعتبارك أنه لا توجد خطة مثالية تضمن التحكم الكامل في مستويات سكر الدم دائمًا. ومع ذلك، قد تفعل كل شيء بشكل صحيح، لكن جسمك لا يستجيب كما هو متوقع أو بنفس الطريقة التي استجاب بها في المرة السابقة. من المهم أن تدرك أن السعي وراء الكمال أو التفكير المتحيز غالبًا ما يكون بمثابة تمرين على الإحباط عندما يتعلق الأمر بمرض السكري. ركز على اتخاذ أفضل الخيارات المتاحة في الوقت الحالي، وأدرك أن كل خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح هي خطوة جيدة. تذكر أن الهدف من التعامل الجيد مع مرض السكري هو في النهاية تمكينك من الاستمتاع أكثر بالأشياء المهمة بالنسبة لك في الحياة.
المرجع:
Tips for autistic adults managing diabetes
https://www.autismspeaks.org/blog/tips-autistic-adults-managing-diabetes