ترجمة : أ. نوره الدوسري
هل سبق لك أن شعرت بالحيرة وأنت تحاول إشعال شرارة الدافعية لدى طلابك، خصوصًا عند محاولة تحفيز الطلاب المشخّصين باضطراب طيف التوحد؟
أنت لست وحدك في هذا.
السر يكمن في فهم ما يحفّز كل طفل بعمق. فالأطفال المشخّصون باضطراب طيف التوحد لديهم مجموعة واسعة من الاحتياجات والاهتمامات والتحديات النمائية، ويتميّز كل طفل بمجموعة فريدة من التحديات والشغف.
دعونا نستعرض تسع استراتيجيات فعّالة لتعزيز اهتمامهم وتحسين تجربتهم التعليمية:
1. فهم التحديات الفردية لكل طفل
كل طفل من طيف التوحد يسير في رحلة خاصة به.
فعلى سبيل المثال، قد يهتم أحدهم اهتمامًا كبيرًا بالديناصورات ويعرف عنها أدق التفاصيل، في حين أن طفلًا آخر قد لا يطيق الديناصورات ويعشق الأرقام أو الموسيقى.
انتباه المعلمين لهذه الاهتمامات والتحديات ليس أمرًا ثانويًا – بل هو نقطة تحوّل، وأحد العوامل الرئيسية التي تجعل المدرسة مكانًا ممتعًا للطفل المشخّص باضطراب طيف التوحد.
2. بناء بيئة تعليمية داعمة وشاملة
إن إنشاء المعلمين لبيئة شاملة يشعر فيها جميع الطلاب بالأمان والدعم يُعتبر بمثابة الأساس الذي تُبنى عليه كل الخطوات اللاحقة.
تُحدث التعديلات البسيطة فرقًا كبيرًا في دافعية الطفل.
فكر في الأمر: كثير من الأطفال لديهم ركن مفضل في المنزل يشعرون فيه بالراحة. والأمر لا يختلف عند الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد. فهم يزدهرون في بيئة يتوقعون ما سيحدث فيها، وتكون خالية من التحفيزات الحسية المفرطة.
وجود “ركن هادئ” مخصص يمكن أن يكون مثاليًا للطالب الذي يشعر بالإرهاق. الأمر يتعلّق بتهيئة بيئة تقول له:
“لا بأس، يمكنك أن تكون على طبيعتك هنا.”
3. وضع هيكل وروتين ثابت
الروتين يشبه خريطة الطريق بالنسبة للأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد.
فهو يُظهر لهم إلى أين هم ذاهبون وما الذي يتوقعونه، مما يقلل من القلق والسلوكيات الصعبة الناتجة عن عدم اليقين.
وجود جداول يومية واضحة ومتوقعة يعني عمليًا:
“هكذا سيكون يومنا “
لكن الأمر لا يتعلّق بوضع روتين فقط – بل بالالتزام به.
صحيح أن الحياة مليئة بالمفاجآت، لكن كلما التزمنا بالخطة، زاد شعور الأطفال بالأمان والتركيز. وعندما لا يمكن تجنب التغيير، من الأفضل إعطاؤهم تنبيهًا مسبقًا.
4. التأكّد من أن التعلم ممتع
إضافة عنصر المتعة يمكن أن يكون وسيلة رائعة لزيادة الدافعية لدى الطلاب المشخّصين باضطراب طيف التوحد.
فعندما يستمتعون، يمتصون المعرفة دون أن يدركوا أنهم يتعلّمون.
مثال: تعلم مفاهيم الرياضيات أثناء الطهي من خلال قياس المكوّنات هو مثال عملي على “الرياضيات في التطبيق”.
الأمر كله يتعلّق بتعزيز الإبداع ورؤية إلى أين يمكن أن يأخذك أنت وطلابك، لاكتساب المهارات اللازمة.
5. تشجيع التفاعل الاجتماعي
التفاعل الاجتماعي قد يكون صعبًا بالنسبة للأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد. ولكن، كما هو الحال في كل شيء، الممارسة تُحسّن الأداء.
يمكن للأنشطة الجماعية أو المشاريع الثنائية أو حتى فترات اللعب المنظمة أن تساعدهم على تطوير المهارات الاجتماعية الأساسية.
السر هو أن يكون التفاعل منظمًا ومتوقعًا حتى يعرف الطفل ما الذي ينتظره.
6. منحهم فرصًا للاختيار
الاختيار هو أداة قوية تعزّز دافعية الأطفال. فهو يمنحهم شعورًا بالتحكّم والملكية في تجربتهم التعليمية.
بالنسبة للأطفال المشخّصين باضطراب طيف لتوحد، يُعد ذلك عاملًا مهمًا للغاية.
كأنك تقول لهم: “أنت تقود التجربة.”
وعندما يشعر الأطفال أنهم في موقع القيادة، تزداد احتمالية تفاعلهم واهتمامهم.
مثال: دع الطفل يختار الكتاب الذي يريد قراءته للمشروع.
حتى الخيارات الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير في تعزيز الاستقلال والدافعية.
7. جعل الأنشطة المفضلة تتبع الأنشطة الأقل تفضيلًا
لدينا جميعًا مهام لا نحبّها كثيرًا.
بالنسبة للأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد، يمكن أن تصبح المهام الصعبة أسهل قليلاً عندما يعرفون أن شيئًا ممتعًا قادم بعدها.
مثال: حل ورقة رياضيات صعبة، يتبعها وقت للعب بلعبة مفضلة.
التوقع لنشاط ممتع قادم يمكن أن يكون دافعًا قويًا ويقلل من السلوكيات الصعبة.
8. الحفاظ على بساطة المهام وقابليتها للتحقيق
تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة وممكنة الإنجاز يساعد الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد على أدائها دون الشعور بالإرهاق.
الأمر يتعلّق بتهيئتهم للنجاح واكتساب مهارات جديدة تدريجيًا، مثل التعلم المستقل.
وعندما ينجحون؟ يجب الاحتفال بذلك – مهما كان الإنجاز صغيرًا.
9. استخدام التعزيز الإيجابي والمكافآت
يُعد التعزيز الإيجابي أمرًا أساسيًا في تحفيز الأطفال المشخّصين باضطراب طيف التوحد.
يتعلّق الأمر بملاحظتهم عندما يفعلون شيئًا جيدًا – كتعلم مهارة جديدة – والاحتفاء به.
قد تكون المكافأة وقتًا إضافيًا مع لعبة مفضّلة، أو تناول وجبة خفيفة محببة.
المفتاح هنا: أن تكون المكافأة مخصصة لما يحفز الطفل شخصيًا.
فعندما يدرك الطفل أن جهوده تؤدي إلى نتائج إيجابية، سيستمر في المحاولة.
🧩 تحفيز الطلاب المشخّصين باضطراب طيف التوحد يتطلب الصبر والفهم
التعامل مع عالم اضطراب طيف التوحد في مجال التعليم ليس بالأمر السهل.
فهو يتطلب صبرًا، وقليلًا من الإبداع، والكثير من التعاطف والاهتمام.
لكن الحقيقة أن استخدام الاستراتيجيات المناسبة مع قدر من الفهم يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة هؤلاء الأطفال.
الأمر يتجاوز التعليم – إنه يتعلق بجعلهم يشعرون بأنهم مرئيون، ومفهومون، ومُقدّرون.
أليس هذا ما نطمح إليه جميعًا؟
الأسئلة الشائعة
❓ كيف يمكن مساعدة الطالب المشخّص باضطراب طيف التوحد في الانتقال بين الحصص؟
الانتقالات السلسة تعتمد على التحذير المسبق والإشارات الواضحة.
مثال: إعطاء تنبيه قبل 5 دقائق من الانتقال من القراءة إلى الرياضيات يمكن أن يكون مفيدًا جدًا.
هذا التنبيه يقول بوضوح: “سننتقل الآن من هذا إلى ذاك.”
❓ ما أبرز التحديات التي يواجهها الأطفال المشخّصون باضطراب طيف التوحد؟
تتفاوت التحديات، لكنها غالبًا تشمل:
- صعوبات في فهم الإشارات الاجتماعية (مثل لغة الجسد أو السخرية).
- حساسية مفرطة تجاه الأصوات العالية أو الأضواء الساطعة.
- عدم الارتياح تجاه التغير في الروتين اليومي.
❓ ما أفضل طريقة لتهدئة طفل مشخّص باضطراب طيف التوحد؟
يجب تخصيص تقنيات التهدئة حسب الفرد، لكن البيئة الحسية المريحة تُعد نقطة انطلاق جيدة.
وغالبًا، فإن الشعور بأنهم مفهومون ومُدعَمون هو أكثر ما يهدّئهم.
❓ كيف يمكن الحفاظ على تركيز الطفل المشخّص باضطراب طيف التوحد داخل الصف؟
الأمر يتطلّب:
- تقليل المشتتات البصرية والصوتية.
- تهيئة بيئة مرنة وشاملة.
- استخدام وسائل بصرية لتوضيح المهام.
- دمج اهتماماته في الدروس.
- السماح له بأخذ فترات راحة.
المرجع :
9 Effective Ways to Motivate Students with Autism:





