الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

8 علامات تساعدكم في التعرف على اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال الأكبر سنًا

pexels max fischer 5211434

 8 علامات تساعدكم في التعرف على اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال الأكبر سنًا

ترجمة: أ. شروق السبيعي 

اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب نمائي عصبي يستمر مدى الحياة، وتختلف أعراضه باختلاف العمر. ورغم أنه غالبًا ما يُشخص في مرحلة الطفولة المبكرة،  إلا أن علامات اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال الأكبر سنًا قد تزداد وضوحًا مع نموهم وتقدمهم في العمر. كلما ازدادت المتطلبات المرتبطة بالدراسة والتفاعل الاجتماعي، قد تظهر بعض السلوكيات أو التحديات التي لم تكن ملحوظة في السابق. ويمكن أن يساعد الاكتشاف المبكر لهذه العلامات الأسر والمعلمين ومقدمي الرعاية الصحية على تقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب، مما يعزز فرص نمو الأطفال بشكل صحي وقدرتهم على التكيف الفعّال مع متطلبات الحياة اليومية.

الصعوبات الاجتماعية

من أبرز علامات اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال الأكبر سنًا هي الصعوبات الاجتماعية. قد يجدون صعوبة في بدء المحادثات أو الاستمرار فيها، أو يتجاهلون الإشارات الاجتماعية الدقيقة مثل تعابير الوجه أو نبرة الصوت، أو يبدون غير مهتمين بتكوين علاقات مع أقرانهم. قد يفضل بعض الأطفال الأنشطة الانفرادية أو يتجنبون التجمعات الجماعية تمامًا.

صعوبات في التواصل

تختلف أساليب التواصل بشكل كبير بين الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. فقد يتمتع بعض الأطفال الأكبر سنًا بقدرات لفظية قوية، لكنهم ما زالوا يواجهون صعوبة في تنظيم إيقاع الكلام أثناء المحادثة، وكذلك في فهم المعاني المجازية والتعبيرات الاصطلاحية، ويميلون إلى تفسير الكلام بشكل حرفي. كما قد يربكهم استخدام السخرية أو الدعابة، ويميلون إلى استخدام لغة رسمية في مواقف لا تتطلب ذلك.

الحساسيات الحسية

غالبًا ما يعاني الأطفال الأكبر سنًا المشخصين باضطراب طيف التوحد من صعوبات مستمرة في المعالجة الحسية. فقد يظهر لديهم حساسية مفرطة أو استجابة منخفضة تجاه المثيرات الحسية مثل الأضواء الساطعة، الأصوات العالية، الروائح القوية، أو بعض أنواع الأقمشة. وقد تسبب هذه الحساسيات لهم انزعاجًا شديدًا، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى توتر زائد أو نوبات انفعالية في البيئات التي تتسم بالتحفيز الزائد.

الاهتمامات المقيدة والسلوكيات المتكررة

تُعد الاهتمامات شديدة التركيز والعميقة من العلامات البارزة لأعراض اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال الأكبر سنًا. غالبًا ما تتجاوز هذه الاهتمامات نطاق الهوايات العادية، لتصبح محور اهتمام الأطفال بشكل مستمر. يميل الأطفال الأكبر سنًا المشخصين باضطراب طيف التوحد إلى جمع معلومات مفصلة حول موضوع معين، ويتحدثون عنه بشكل متكرر، كما يقضون وقتًا طويلًا في ممارسة أنشطة مرتبطة به.

صعوبة التغيير

قد تكون الانتقالات والتغييرات غير المتوقعة صعبةً بشكل خاص على الأطفال الأكبر سنًا المشخصين باضطراب طيف التوحد. فالتغيير المفاجئ في الروتين – مثل وجود معلم بديل، أو إلغاء رحلة، أو حتى تغيير نوع حبوب الإفطار –  قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر وظهور نوبات غضب.

صعوبة تنظيم المشاعر 

لا يزال تنظيم المشاعر يُمثل عائقًا كبيرًا أمام العديد من الأطفال الأكبر سنًا المشخصين باضطراب طيف التوحد. فقد تظهر عليهم ردود فعل حادة تجاه النكسات البسيطة، أو قد يبدون مبالغين في ردود أفعالهم في المواقف الاجتماعية. وقد يكون من الصعب تحديد المشاعر والتعبير عنها وإدارتها دون دعم مباشر.

صعوبة في الأداء الوظيفي

يشمل الأداء الوظيفي مهارات مثل التخطيط والتنظيم، والقدرة على اتباع التعليمات التي تتكون من عدة خطوات، بالإضافة إلى إدارة الوقت بفعالية. غالبًا ما تشمل علامات اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال الأكبر سنًا صعوبات في هذه المهارات، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي و استقلاليتهم.

صعوبة في ادراك نوايا ومشاعر الآخرين

قد تكون نظرية العقل – هي القدرة على فهم اختلاف أفكار ومشاعر ووجهات نظر الآخرين عن أفكارهم ومشاعرهم ووجهات نظرهم – تكون غير مكتملة التطور لدى الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. وقد يواجه الأطفال الأكبر سنًا المشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبة في تفسير نوايا الآخرين، مما قد يؤدي إلى ارتباك أو صعوبات في المواقف الاجتماعية.

الصعوبات الشائعة التي يواجهها الأطفال الأكبر سنًا المشخصين باضطراب طيف التوحد

إن التعرف على علامات اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال الأكبر سنًا يعني أيضًا الاعتراف بالصعوبات الشائعة التي قد يواجهونها، خاصة مع انتقالهم إلى مرحلة المراهقة:

  • الضغط الأكاديمي: مع تزايد تعقيد المقررات الدراسية، قد تؤثر الصعوبات المتعلقة بالأداء الوظيفي والمعالجة الحسية والتواصل على النجاح الأكاديمي.

  • مشاكل الصحة النفسية: القلق والاكتئاب وانخفاض تقدير الذات من المشاكل الشائعة المصاحبة. وقد تتفاقم هذه المشاكل خلال مرحلة المراهقة نتيجةً لتزايد الضغوط الاجتماعية وضعف الوعي بالذات.

  • الدمج الاجتماعي:  تزداد أهمية العلاقات بين الأقران خلال فترة المراهقة، وقد تؤدي صعوبات الفهم الاجتماعي إلى العزلة أو التعرض للتنمر.

  • التخطيط لمرحلة البلوغ: مع تقدم الأطفال الأكبر سنًا المشخصين باضطراب طيف التوحد في العمر، يصبحون بحاجة إلى دعم في التخطيط لمستقبلهم التعليمي، والوظيفي، والعيش المستقل.

دعم الأطفال الأكبر سنًا الذين تظهر عليهم علامات اضطراب طيف التوحد

مع تقدم الأطفال في العمر، قد تصبح الفروقات في التفاعل الاجتماعي، التواصل، تنظيم المشاعر، و الاستجابات الحسية أكثر وضوحًا، خصوصًا مع زيادة المتطلبات اليومية. أما الأطفال الأكبر سنًا الذين يواجهون هذه الصعوبات، فإن تقديم الدعم المستمر لهم في المنزل، والمدرسة، والبيئات العلاجية يمكن أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا.

قد تشمل استراتيجيات الدعم ما يلي:

  • التشجيع على الحوار المفتوح: تشجيع الأطفال على التحدث عن الروتين، المواقف الاجتماعية، أو المثيرات النفسية يساعد في بناء ثقتهم بأنفسهم ويعزز وعيهم الذاتي.

  • خلق بيئات يمكن التنبؤ بها: يمكن للجداول البصرية، الأدوات الهادئة، والروتين المنظم أن تقلل التوتر وتزيد من الشعور بالتحكم.

  • تعزيز الاهتمامات ونقاط القوة: يساعد الأطفال على التفاعل مع العالم بشكل أكثر إيجابية ورضا.

  • التدريب على المهارات الاجتماعية: يساعد تعلم قراءة الإشارات الاجتماعية وإدارة المحادثات والتكيف مع بيئات المجموعة في تسهيل التفاعل بين الأقران.

كيف يمكن أن يساعد تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال الأكبر سنًا 

يُعتبر تدخل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) نهجًا فرديًا فعالًا جدًا لدعم الأطفال الأكبر سنًا المشخصين باضطراب طيف التوحد. يساعد هذا التدخل على تقسيم المهارات المعقدة إلى خطوات بسيطة، ويستخدم التعزيز الإيجابي لتعزيز التعلم وزيادة الاستقلالية.

تشمل الفوائد الرئيسية لتدخل تحليل السلوك التطبيقي للأطفال الأكبر سنًا ما يلي:

  • تطوير مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية

  • الحد من السلوكيات الغير مرغوب فيها 

  • تطوير القدرة على تنظيم المشاعر وتبني طرق فعالة للتكيف

  • تطوير المهارات الأكاديمية والحياتية

المرجع: 

8 Signs of Autism in Older Children

https://www.empowerbh.com/blog/8-signs-of-autism-in-older-children/