الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

 7 فوائد أساسية للعلاج الوظيفي لكبار السن

 

ترجمة : أ. عبدالله الأحمري

يُعد أخصائي العلاج الوظيفي متخصصًا في المجال الصحي، تقوم ممارساته على فهم العلاقة بين النشاط البشري والصحة. وتتمثل مهامه في الحفاظ على الأنشطة الاجتماعية، واستعادتها، وتمكين ممارستها بأمان واستقلالية وفعالية، بالإضافة إلى الوقاية من حالات الإعاقة أو تقليلها أو التخلص منها، مع مراعاة نمط حياة الأفراد وبيئتهم المحيطة.

هناك نمطان لأخصائيي العلاج الوظيفي: يعمل النمط الأول في المراكز أو المستشفيات، حيث يقومون بإجراءات التأهيل، ويقدمون المشورة، ويقيمون احتياجات كبار السن للأجهزة المساعدة ولتعديلات المنزل، وعادة ما يكون ذلك في سياق التحضير للعودة إلى المنزل.

يمكن أن يُقدم العلاج الوظيفي دعماً كبيراً لكبار السن أيضاً. فكثيراً ما تظهر عليهم علامات تلف عصبي، مثل الخرف ومرض الزهايمر. وفي أحيان أخرى، يكون التدهور مجرد تقدم طبيعي في العمر يعيق قدرتهم على التفكير والاستجابة بسرعة كما في السابق. كما أن السكتة الدماغية من الحالات الشائعة بين الأفراد فوق 65 عاماً، وقد يحتاج الناجون منها إلى العلاج الوظيفي لمساعدتهم على التأقلم مع حياتهم المنزلية مرة أخرى.

 

تشهد وظيفة أخصائي العلاج الوظيفي طلباً متزايداً في الوقت الحالي، حيث أصبح عملهم أكثر أهمية بين كبار السن. يُعد تحسين الدعم المنزلي للفرد المعال وفي مرحلة الوقاية والشيخوخة الصحية أمراً بالغ الأهمية.

فعلاً، يمكن للعلاج الوظيفي أن يلعب دوراً وقائياً من خلال إجراء تقييم في المنزل قبل تشخيص فقدان الاستقلالية. من خلال مراقبة عادات كبار السن ووضعهم في سيناريوهات واقعية، يمكن للعلاج الوظيفي أن يوعيهم بالمخاطر المحتملة في منازلهم. علاوة على ذلك، فإن التوصيات الناتجة عن التقرير الذي يعدّه أخصائي العلاج الوظيفي سيمكنهم من تحسين حياتهم اليومية.

إن التدخل الذي يقدمه العلاج الوظيفي في سياق الصحة النفسية له العديد من المزايا. فهو يُجهز المريض لمواجهة القيود التي يواجهها من خلال زيادة وعيه بها ومعرفة أفضل السبل للتعويض عنها. من المهم فهم أن العلاج الوظيفي لا يمكنه علاج الاضطرابات النفسية، لكنه مفيد جداً عندما يكون جزءاً من تدخل متعدد التخصصات.

باختصار، يُمكّن العلاج الوظيفي المسن من تحقيق الذات في مختلف جوانب حياته ويسمح له بعيش حياة نشطة في المجتمع. فيما يلي سبع فوائد رئيسية للعلاج الوظيفي:

 

  1.     تقييم عادات المسن وتقديم رؤى حولها

يستطيع الأخصائي تقييم الصعوبات اليومية التي يواجهها الفرد ذو الإعاقة باستخدام التقييمات النفسية، والتقييمات العظمية والمفصلية والعضلية والعصبية، والتقييمات الوظيفية، وتقييمات الاستقلالية، وغيرها. كما يمكنهم تقييم بيئة المعيشة للمريض واقتراح الترتيبات اللازمة مثل تركيب قضبان رفع في حوض الاستحمام، وتوسعة مساحة الأبواب للسماح بمرور كرسي متحرك، وغير ذلك. وهذا يسمح لكل من المسن وأقاربه بالنظر في أي تغييرات يحتاجون إليها. قد يشمل ذلك الحاجة إلى الانتقال إلى مرافق أكثر أماناً، مثل دار رعاية المسنين. وهو يمنح العائلة رؤية حول أي مخاطر أو أخطار، والتي تمثل الخطوة الأولى في توفير مستقبل آمن لهم.

 

  1.     يَمنع الضمور العضلي ويُبعد أمراضاً أخرى


يمكن أن يركز العلاج الوظيفي للأفراد الذين يعانون من أي مشكلة عضلية، بما في ذلك التهاب المفاصل والأمراض الالتهابية، على تقليل الألم، وتقليل التورم، وتقليل أو إبطاء تلف المفاصل. وهذا يساعد الأفراد على البقاء نشطين لأطول فترة ممكنة ويزيد من رفاهيتهم العامة.

النشاط البدني الخفيف أو المعتدل والراحة مهمان؛ فالنشاط البدني يساعد في الحفاظ على قوة العضلات ولياقتها وعلى حالة بدنية عامة جيدة. يُنصح بأن يتم أداء التمارين البدنية في فترات عدم الالتهاب، والبقاء في حالة راحة في فترات الالتهاب الشديد. وهذا يسمح لأخصائي العلاج الوظيفي بوضع خطة مناسبة لكل فرد، اعتماداً على أي حالات طبية موجودة مسبقاً. إذا لم تكن هناك حالات طبية سابقة، فيمكن للعلاج الوظيفي بالفعل أن يعمل على صد العلامات والأعراض الأولى لالتهاب المفاصل في سن الشيخوخة.

الحركة هي مفتاح العديد من الحالات الصحية لدى المسنين، وبالتالي، فإنها تقدم نتيجة إيجابية للغاية. كما يمكن أن تتحسن نطاقات حركتهم، مما قد يساعدهم على أداء المزيد من المهام بكفاءة مع مرور الوقت، مثل الغسيل والاستحمام والتسوق وحتى الأنشطة الترفيهية مثل البستنة.

  1.     يمكنه تحسين ضعف البصر


ضعف البصر هو مشكلة شائعة بين كبار السن. في بعض الأحيان، يتعاملون مع إعتام عدسة العين (الماء الأبيض) والجلوكوما (الماء الأزرق). وفي أحيان أخرى، يعني التآكل الطبيعي للعينين أنهم يواجهون صعوبة في قراءة الأشياء، مما قد يتعارض مع حياتهم اليومية (مثل اتباع تعليمات الطهي، أو ضبط الفرن على درجة الحرارة الصحيحة، أو رؤية من عند الباب).

إذا كانوا يرتدون النظارات، فيمكنهم تحسين رؤيتهم من خلال العلاج الوظيفي. الهدف من العلاج الوظيفي المطبق على إعادة التأهيل العصبي البصري هو تعزيز الجوانب المتعلقة باستقلالية الأفراد وجودة حياتهم ممن يعانون من اضطرابات بصرية.

يتكفل أخصائيو العلاج الوظيفي بتصميم وتوجيه الأنشطة التي تهدف إلى:

  • العمل على علاج العجز البصري
  • تدريب المرضى على استخدام الوسائل البصرية وغير البصرية المساعدة
  • تعزيز الاستقلالية الوظيفية في مختلف مجالات الحياة اليومية
  • تعليم التقنيات والتعديلات اللازمة لتحقيق ذلك

كما قد تساهم تحسينات البصر في تقليل عدد السقوط أو الحوادث حول المنزل.

 

 

  1.     يعزز ذاكرتهم


قد تظهر مشاكل الذاكرة في أي عمر، لكن من المرجح جداً أن يواجه كبار السن مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى مع تقدمهم في السن. وبالنظر إلى أنواع الذاكرة الموجودة، يمكننا بشكل عام العثور على ثلاثة أنواع:

الذاكرة الحسية: هي التي تسجل انطباعاً عن المعلومات الحسية التي تلتقطها حواسنا.
الذاكرة قصيرة المدى: تسمى أيضاً الذاكرة العاملة، وهي التي تحتفظ بالمعلومات المتولدة في البيئة المحيطة ولكن بسعة محدودة. إذا لم يتم الاحتفاظ بالمعلومات، فإنها تختفي في غضون 45 ثانية.
الذاكرة طويلة المدى: يمكن لهذا النوع من الذاكرة تخزين المعلومات بشكل دائم، مقدماً سعة تخزين غير محدودة.

يمكن للعلاج الوظيفي أن يساعد كبار السن من خلال إشراكهم في مهام منطقية وألعاب وأنشطة أخرى تساعدهم على استخدام عقولهم وتعزيز ذاكرتهم وقدرتهم على التفكير في النهاية. يعد الحفاظ على ذاكرتهم أمراً حيوياً لأطول فترة ممكنة ويمكن أن يساعد حتى في تقليل خطر الإصابة بالخرف المبكر.

 

  1.     يقدم المساعدة في حالات الألم المزمن


يمكن أن يكون الألم المزمن ناتجاً عن عدة عوامل. أكثر هذه العوامل شيوعاً هو التقدم الطبيعي في السن للعظام والمفاصل المصابة. تشمل الأسباب الأخرى تلف الأعصاب، والسكتة الدماغية، والإصابات الناتجة عن السقوط، أو الأمراض التنكسية المزمنة. يمكن أن يؤدي الألم المزمن إلى فقدان السيطرة على الأنشطة اليومية، وقد يشعر كبار السن بالضعف نتيجة لذلك.

يستخدم أخصائيو العلاج الوظيفي أساليب مُدارة لتزويد المرضى بطرق تكيفية لأداء مهامهم اليومية. يُعد هذا أمراً حيوياً لضمان توفير المساعدة الكافية لتخفيف آلامهم المزمنة حيثما أمكن.

كما يعملون على تحديد الأنشطة أو السلوكيات المحددة التي يمكن أن تزيد الألم سوءاً، إلى جانب اقتراح بدائل وتعليم أساليب لتقليل وتيرة نوبات الألم و مدتها. سيطبقون تدخلات علاجية تقلل من الاعتماد على مسكنات الألم واستخدامها. ويسهلون الأداء الأمثل للأنشطة اليومية في المنزل، و يتعاونون مع الفرق الصحية والمهنية التابعة للمريض، مثل أخصائيي العلاج الطبيعي والأطباء النفسيين وعلماء النفس، لتحديد أفضل خطة علاج.

سيوصون أيضاً الأفراد ذوي الإعاقة بتعليمهم كيفية تكييف واستخدام المعدات لتقليل الألم وإنجاز المهام مثل الوصول إلى الأشياء وارتداء الملابس والاستحمام وغيرها.

 

  1.     يحسّن القوة ويساعدهم على التكيّف مع الطرق الجديدة

 

تؤكد الدراسات أهمية النشاط البدني للمسنين في إبطاء الشيخوخة وتحسين الصحة العامة بغض النظر عن العمر أو الإعاقة. لبناء القوة، يتم تقسيم النشاط البدني إلى:

التمارين الهوائية
تمارين القوة
تمارين المرونة
تمارين التوازن والتنسيق

هذا يساعدهم على تعلم كيفية التعامل مع التحديات السابقة. مع بناء قوتهم البدنية، سيتمكنون من التكيف مع هذه الطرق الجديدة وإدراك أنه يمكن الحفاظ على استقلاليتهم بالدعم المناسب. التغييرات ليست سهلة، لكنها ممكنة بوجود أخصائي العلاج الوظيفي.

 

  1.     يوفّر الراحة والدعم لمقدم الرعاية

 

ربما تكون الفائدة الأكثر أهمية هي توفير الدعم لمقدمي الرعاية و طمأنتهم بأن أحباءهم يستمرون في العيش بشكل جيد حتى في سنهم المتقدم. هذا يمكنهم من الراحة وأداء أنشطتهم اليومية، ويجعلهم أكثر وعياً بالمشكلات وأكثر قدرة على التعامل معها. باستخدام الاستراتيجيات والأساليب المناسبة، يمكن لمقدم الرعاية أن يكون مجهزاً بشكل أفضل لمواصلة عمله بإطار منظم و عقلية إيجابية.

 

المرجع :

7 key benefits of Occupational Therapy for the elderly

 

https://www.homecaring.com.au/7-key-benefits-of-occupational-therapy-for-the-elderly/