الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

6 استراتيجيات لدعم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد

6 استراتيجيات لدعم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد

6 استراتيجيات لدعم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد 

ترجمة: أ. شروق السبيعي

يُشكّل اضطراب طيف التوحد تحديًا فريدًا للأطفال وأسرهم. ونظرًا لتعدد أعراضه واختلاف شدتها، فإنه يؤثر على كل طفل بطريقة مختلفة. ومع ذلك، و بوجود الاستراتيجيات المناسبة والدعم الكافي، يمكن التعامل مع هذه التحديات، بل وتحويلها في كثير من الحالات إلى فرص للنمو والتطور والنجاح.

في هذه المقالة، نستعرض 6 استراتيجيات مصممة لدعم نمو وتطور الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، وتمكينهم لتحقيق النجاح.

  1. خطط تعليمية فردية تلائم قدرات الأطفال

من خلال اتباع نهج تدريجي يركز على جودة التعليم أولاً، يمكن إعداد خطط تعليمية صفية متنوعة تستجيب للاحتياجات الفردية للأطفال ذوي الإعاقة. تُبنى هذه الخطط بشكل مخصص لتتناسب مع قدرات كل طفل، مع التركيز على نقاط قوتهم ومعالجة تحدياتهم. ويساهم التعاون بين المعلمين وأولياء الأمور والمتخصصين في تحديد أهداف واضحة، وتقديم الدعم الإضافي المناسب، واختيار استراتيجيات التدريس الأكثر فعالية. إن التعرف على الفروق الفردية بين الأطفال، وتقديرها، والعمل على تنمية قدراتهم يسهم في خلق بيئة تعليمية محفزة تُمكّن كل الأطفال من الوصول إلى أقصى إمكاناتهم وتحقيق تطلعاتهم.

  1. الروتين، الروتين، الروتين

ينمو الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد بشكل أفضل عندما يحظون بالاستقرار وروتين يومي منتظم. تسهم الجداول البصرية والتوقعات الواضحة والثابتة في تعزيز شعورهم بالأمان، حيث تساعدهم على معرفة ما سيحدث لاحقًا بدون أي مفاجآت غير متوقعة.

كونوا واضحين بشأن المهام التي تطلبون من الأطفال إنجازها، وقدّموا التعليمات خطوة بخطوة بشكل مبسّط وواضح.
على سبيل المثال، يمكن تنظيم روتين وقت النوم بالشكل التالي:

  1. ارتداء البيجاما.
  2. تنظيف الأسنان بالفرشاة.
  3. قراءة قصة واحدة قبل النوم.
  4. عناق.
  5. إطفاء الضوء.

من خلال تقليل التغيرات المفاجئة وتقديم تعليمات واضحة، يمكن خلق بيئة آمنة تُعزز شعور الأطفال بالثقة أثناء تفاعلهم مع محيطهم. كما يُسهم الروتين الثابت والموثوق في تعزيز استقلاليتهم مستقبلاً، إذ يتدرب الأطفال على الاستناد إلى محفزات خارجية، مثل الجداول الزمنية، بدلاً من الاعتماد المستمر على توجيه الآخرين.

  1. تسهيل التواصل الفعال

يُعد تعزيز مهارات التواصل خطوة أساسية في دعم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. فكثيرٌ منهم يواجهون صعوبات في التعبير والتفاعل، مما يتطلب استخدام طرق تواصل بديلة. ولحسن الحظ، هناك طرق عديدة للتواصل لا تعتمد على الكلام، مثل الوسائل البصرية التي تُعد أدوات فعّالة في تطوير الفهم والتواصل — مع ضرورة الانتباه إلى أن بعض الإيماءات قد تتطلب فهماً مشتركًا يصعب تحقيقه دائمًا.

من خلال تطوير هذه المهارات، نتيح للأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم، والتفاعل مع من حولهم بشكل فعّال ومؤثر، وتمهيد الطريق لتكوين علاقات وصداقات.
إليكم بعض النصائح العملية للمساعدة في ذلك:

  1. استخدموا أسماء أطفالكم لجذب انتباههم حتى يعرفوا أنكم تتحدثون إليهم.
  2. احرصوا على استخدام لغة بسيطة وواضحة.
  3. تحدثوا ببطء ووضوح.
  4. استخدموا إيماءات بسيطة، وتواصلًا بصريًا، وصورًا أو رموزًا لدعم كلماتكم.
  5. امنحوا الأطفال وقتًا إضافيًا لاستيعاب ما قيل لهم.
  1. تخفيف الضغط الحسي الزائد

يتطلب التعامل مع المشاكل الحسية نهجًا فرديًا يتناسب مع احتياجات كل طفل. فاتباع استراتيجيات لتخفيف الضغط الحسي الزائد — مثل تجنّب الأصوات العالية، والأضواء الساطعة، والروائح القوية، والبيئات غير المألوفة — يمكن أن يساعد أطفالكم على التهدئة والاستمتاع بيومهم. وقد يكون من الصعب أحيانًا فهم المشاكل الحسية، إذ إن الأصوات أو الروائح أو المشاهد التي يميل الدماغ السليم إلى تجاهلها تلقائيًا، قد تكون مزعجة للغاية لبعض الأطفال.

إن إنشاء روتين يومي وتوفير مساحة آمنة يلجأ إليها الأطفال عند شعورهم بالإرهاق، بعيدًا عن الأصوات والمحفزات، يساهم في خلق بيئة مستقرة ومطمئنة. هذا بدوره يقلل من القلق ويعزز لديهم شعور الأمان.

تختلف احتياجات كل طفل عن الآخر، فبعضهم قد يحتاج إلى مكان هادئ وآمن، بينما يفضل آخرون بيئة أكثر نشاطًا وضجيجًا يمكنهم التحكم فيها. يكمن الحل في تقبل التنوع وتجنّب الاكتفاء باستراتيجية واحدة للجميع. لذلك، من المهم مراجعة هذه الاستراتيجيات وتحديثها باستمرار لتلبي احتياجات الأطفال المتغيرة بشكل مستمر.

  1. تطوير التفاعلات الاجتماعية

يتطور الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد بشكل أفضل عندما تتوفر لهم خطط واضحة وفرص للتفاعل مع أقرانهم من خلال أنشطة تعزز مهاراتهم الاجتماعية. ساعدوهم على التدريب وقدموا لهم المديح ليشعروا بالتقدير، مما يزيد من راحتهم وثقتهم في المواقف الاجتماعية. قد تسبب المواقف الاجتماعية قلقًا بسبب صعوبة التنبؤ بتفاعلات الآخرين، لذلك فإن أي استراتيجية تساعدكم على إدارة التوقعات تعد مفيدة للغاية.

  • قوموا بتقليل المحفزات قدر الإمكان حتى يصبح التفاعل الاجتماعي هو الجانب الوحيد الذي يجب التركيز عليه.
  • مارسوا المهارات الاجتماعية الجديدة مع أطفالكم في أماكن متنوعة ومع أشخاص مختلفين. فقد يواجه الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبة في نقل المهارات وتطبيقها في مواقف جديدة، وهي مشكلة شائعة تُعرف بصعوبة تعميم المهارات.
  • نظّموا أنشطة اللعب جنبًا إلى جنب أو الألعاب المنظمة مثل ألعاب الطاولة، ألعاب الكمبيوتر، أو الرياضة، والتي تتطلب التناوب بين المشاركين.
  • قدموا أنشطة، مثل ألعاب التململ، التي تمكّن الأطفال من تنظيم أنفسهم مع الاستمرار في المشاركة في التفاعل الاجتماعي.
  • عند تعليم أطفالكم مهارات اجتماعية جديدة، احرصوا على اختيار الوقت المناسب، وتجنبوا الأوقات التي يشعرون فيها بالتوتر أو يكونون مشغولين بنشاط يفضلونه.
  • تذكروا أن التفاعلات الاجتماعية قد لا تسير دائمًا بالشكل الذي تتوقعونه. فجمـال التواصل يكمن في تنوع أشكاله واختلافه من طفل لآخر. فقد يبدو لكم أن قضاء وقت طويل في لعبة مثل “ماين كرافت” أمر مرهق، لكنه بالنسبة لبعض الأطفال قد تكون تجربة ممتعة وحلمًا يتحقق.

من الضروري التعامل بلطف ووعي عند مساعدة الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على تطوير مهاراتهم الاجتماعية. ومن خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات بروح من التفاني والاهتمام، يمكننا بناء بيئة داعمة يشعر فيها كل طفل بأنه مُقدّر وله قيمة حقيقية.

  1. استخدام الاهتمامات الخاصة

عند تحديث معايير تشخيص اضطراب طيف التوحد في عام 2013، أُدرجت السلوكيات والاهتمامات المتكررة والمقيدة للمرة الأولى كأحد الجانبين الأساسيين من جوانب القصور المرتبطة باضطراب طيف التوحد.

عندما يحتاج الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد إلى اتباع استراتيجيات محددة – سواء كانت تتعلق بالروتين، أو الجداول الزمنية، أو التنظيم، أو الجوانب الحسية، أو التفاعل الاجتماعي – يُنصح باستخدام اهتماماتهم الخاصة لتشجيعهم على المشاركة. فإذا كان أحدهم يفضل شخصية كرتونية معينة، يمكن استخدامها في تصميم جدوله اليومي. وإذا كان آخر يحب كرة القدم، يمكن دمج بعض تمارين الكرة كنشاط حسي. إن توظيف اهتمامات الأطفال يجعل الاستراتيجيات أكثر جذبًا وفعالية، ويزيد من تفاعلهم معها.

خلاصة القول هي أن الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد هم أطفال مثل غيرهم. استمعوا إلى احتياجاتهم، فهم يحتاجون فقط إلى بعض الدعم لمساعدتهم على التكيف بشكل واعٍ. احرصوا على فهم التغييرات التي قد يحتاجونها، ولا تنسوا أن معرفتكم العميقة وفهمكم لهم لا يُقدّر بثمن.

المرجع:

Unlocking Potential: 6 Strategies to Support Children with Autism

https://www.graceconsulting.co.uk/post/unlocking-potential-6-strategies-to-support-children-with-autism