ترجمة : أ. عبدالله الأحمري
من بين صعوبات التعلم الشائعة: عسر القراءة، واضطراب المعالجة السمعية، وصعوبات التعلم غير اللفظية، وعسر الحساب، وعسر الكتابة.
كمعلم، أنت ترغب في أن يحقق جميع طلابك إمكاناتهم الأكاديمية. ومع ذلك، لا يتعلم الجميع بنفس الوتيرة أو بنفس الطريقة. هذا يعني أنك بحاجة إلى الاستعداد لتقديم مساعدة متمايزة للطلاب ذوي الاحتياجات المختلفة، بمن فيهم ذوو صعوبات التعلم.
ما هي صعوبات التعلم تحديدًا؟
صعوبات التعلم هي اضطرابات دماغية تؤثر على طريقة قراءة الطلاب وكتابتهم وتحدثهم أو حسابهم، وفقًا للمعهد الوطني لصحة الطفل ونموه (NICHD). ولعلّك سمعتَ بعُسر القراءة، وهو أحد صعوبات التعلم اللغوية (LBLD).
أفادت المكتبة الوطنية للطب أن صعوبات التعلم تؤثر على حوالي 5% من الأطفال في سن الدراسة عالميًا. أي ما يعادل طفلًا واحدًا من كل 20 طفلًا تقريبًا، مما يعني أنك ستواجه على الأرجح العديد من الطلاب الذين يعانون من إحدى هذه الحالات طوال مسيرتك المهنية كمعلم.
لضمان تقدم كل طالب في صفك، من الضروري أن تتعرف على مختلف الاضطرابات، وأن تتعلم كيفية تحديدها، وأن تكون مستعدًا لتقديم دعم فردي.
يقول الدكتور داني تانجواي، العميد الأكاديمي للتعليم وخبرة السنة الأولى في جامعة جنوب نيو هامبشاير (SNHU): “عندما تفهم كيف يعالج الطلاب ذوو اختلافات التعلم المعلومات، ستكتسب فهمًا أوضح لجميع الطلاب”.
يحمل تانجوي درجة الدكتوراه في القيادة التربوية، ولديه خبرة كمعلم ومدير مدرسة ومدير تعليم في مناطق تعليمية في نيو هامبشاير. شغل أيضًا منصب عميد مساعد للتعليم، ثم عميد أول للتعليم في جامعة جنوب نيو هامبشاير قبل توليه منصبه الحالي. وقال: “عندما نكون مستعدين للتعرف على احتياجات الطلاب وتمكين نقاط قوتهم، فإننا نساهم في بناء أفراد واثقين من أنفسهم وقادرين على تجاوز حدود الفصل الدراسي”. وأضاف: “في نهاية المطاف، لا يقتصر الأمر على مساعدة الطلاب ذوي صعوبات التعلم فحسب، بل يرتقي بمجتمع التعلم بأكمله”.
٥ صعوبات تعلم ينبغي على المعلمين معرفتها
فيما يلي بعض الحالات الشائعة التي ينبغي أن تكون على دراية بها كمعلم:
عسر القراءة
يُشكل عسر القراءة حوالي ٨٠٪ من جميع صعوبات التعلم، وفقًا للمكتبة الوطنية للطب، مما يجعله الأكثر شيوعًا في الملاحظة والتشخيص.
أفادت جمعية صعوبات التعلم الأمريكية (LDA) أن عسر القراءة يمكن أن يؤثر على:
- ربط الحروف بالأصوات المقابلة لها
- القراءة والتعرف على الكلمات
- التهجئة
قال تانجواي: “بالنسبة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، يُعد التدخل المبكر والدعم المستمر في الفصل الدراسي أمرًا بالغ الأهمية”.
اضطراب المعالجة السمعية (APD)
وفقًا لمايو كلينك، يشير اضطراب المعالجة السمعية إلى فقدان السمع الذي لا ينتج عن تلف في الأذن، بل عن مشاكل في كيفية معالجة الدماغ للصوت.
وذكرت مايو كلينك أن أعراض اضطراب المعالجة السمعية، المعروف أيضًا باسم اضطراب المعالجة السمعية المركزية (CAPD)، تشمل صعوبات في:
- اتباع التوجيهات المعقدة
- تحديد مصدر الأصوات
- فهم الكلام في بيئة صاخبة
صعوبات التعلم غير اللفظية
وفقًا لجمعية تطوير المهارات اللغوية (LDA)، تؤثر صعوبات التعلم غير اللفظية على مهارات التنظيم البصري المكاني، والمهارات الحركية، والقدرات الاجتماعية لدى الطالب.
وتشير الجمعية إلى أن التأثيرات الأخرى تشمل:
- القدرة على أداء مهام جديدة
- التنسيق
- الأداء التنفيذي
عُسر الحساب
عُسر الحساب هو اضطراب يؤثر على قدرة الطالب على إجراء العمليات الحسابية، وفقًا للجمعية البريطانية لاضطرابات النمو. وقد يواجه الأطفال المصابون به صعوبات في العد وحفظ التسلسلات والرياضيات الأساسية، كما أن قلق الرياضيات شائع لديهم.
عُسر الكتابة
يؤثر عُسر الكتابة على خط يد الطالب، وفقًا للمعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، وقد يواجه الطلاب المصابون بهذه الإعاقة صعوبة في الكتابة “داخل السطور” أو في مساحة محدودة، وتكوين الحروف والتعبير عن أفكارهم من خلال الكتابة.
كيف تعرف ما إذا كان طفلك يعاني من صعوبات التعلم؟
قال تانجوي: “في حين أن المتخصصين المعتمدين فقط هم من يستطيعون تشخيص صعوبات التعلم رسميًا، فإن المعلمين غالبًا ما يكونون أول من يلاحظ العلامات الرئيسية. فهم يراقبون الطلاب يوميًا ويلاحظون أنماطًا قد تشير إلى أن الطفل يحتاج إلى مزيد من الدعم”.
ووفقًا لتانجوي، تشمل بعض المؤشرات ما يلي:
- صعوبة أكاديمية مستمرة رغم بذل الجهد
- صعوبات في التواصل، مثل صعوبة التعبير عن الأفكار أو فهم الكلام أو اتباع التعليمات
- صعوبة في التنظيم وإدارة الوقت
- صعوبات عاطفية
وقال تانجوي: “عندما يلاحظ المعلم علامات تشير إلى وجود صعوبات في التعلم، فمن الضروري توصيل هذه الملاحظات إلى الآباء أو الأوصياء واستشارة موظفي التعليم الخاص في المدرسة لمناقشة الخطوات التالية”.
ما هي الآثار العاطفية لصعوبات التعلم؟
قد يكون صعوبة القيام بشيء ما أو فهمه أمرًا محبطًا أو محرجًا. وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في تقدير الذات، ومشاكل في الغضب، وغيرها من تحديات الصحة النفسية لدى بعض الطلاب ذوي صعوبات التعلم، وفقًا لجمعية LDA.
قال تانجوي: “يجب على المعلمين الانتباه إلى الإشارات الاجتماعية والعاطفية، مثل تدني تقدير الذات، والإحباط، أو الانفعال عند مواجهة التحديات”. “قد يبدو هذا عدوانيًا عندما لا يستطيع الطفل إكمال مهمة ما، أو يواجه صعوبة في التركيز، ويتشتت انتباهه بسهولة”.
وأشارت جمعية LDA إلى أن القلق والاكتئاب شائعان بشكل خاص لدى هؤلاء الطلاب، إلى جانب ارتفاع خطر تعاطي المخدرات في مراحل لاحقة من حياتهم.
كيف تُعلّم شخصًا يعاني من صعوبات التعلم؟
يبدأ تعليم شخص يعاني من صعوبات التعلم بإدراك أن التعليم ليس حلاً واحدًا يناسب الجميع. ووفقًا لتانغوي، هناك مناهج تُدرك ذلك وتساعدك على تقديم دعم فردي – مثل التعليم المتمايز والتصميم الشامل للتعلم (UDL).
وقال: “التعليم المتمايز هو نهج متجاوب يُعدّل فيه المعلمون أساليبهم وموادهم وتقييماتهم لتلبية احتياجات الطلاب الفردية”. وأضاف: “يُكمّل هذا التصميم الشامل للتعلم (UDL)، وهو إطار عمل استباقي يُركّز على تصميم بيئات تعليمية تكون في متناول جميع الطلاب وتفاعلية معهم منذ البداية”.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد، يُمكنك الاستفادة من برنامج ماجستير التربية (MEd) في جامعة جنوب نيو هامبشاير، مع التركيز على عُسر القراءة وصعوبات التعلم اللغوية (LBLDs). أو، إذا لم تكن مستعدًا تمامًا للالتزام ببرنامج ماجستير كامل، يُمكنك التفكير في الحصول على شهادة دراسات عليا في عُسر القراءة وصعوبات التعلم اللغوية.
قال تانغوي: “تُزوّد شهادة الدراسات العليا وتخصص ماجستير التربية في جامعة جنوب نيو هامبشاير المعلمين باستراتيجيات قائمة على البحث لدعم الطلاب ذوي صعوبات التعلم اللغوية، مثل عُسر القراءة”. وأضاف أن كلا الخيارين يتضمن استراتيجيات تدريس عملية لتعزيز النجاح وتعزيز الثقة في الفصل الدراسي. وتابع: “سواء كنتَ معلمًا أو مُقدّم رعاية أو مُناصرًا، فإن تعلّم كيفية دعم الطلاب ذوي صعوبات التعلم اللغوية يُغيّر نظرتك للمتعلمين وخدمتك لهم”.
المرجع :
5 Types of Learning Disabilities: A Guide for Teachers
https://www.snhu.edu/about-us/newsroom/education/types-of-learning-disabilities
