ترجمة : أ. عبدالله الأحمري
تُعرف صعوبة التعلم بأنها حالة قد تسبب للفرد مواجهة مشاكل في سياق التعلم التقليدي داخل الفصل الدراسي. توجد أنواع مختلفة من صعوبات التعلم التي قد تتعارض مع تطور المهارات القرائية والكتابية ومهارات الرياضيات. كما يمكن أن تؤثر هذه الصعوبات على الذاكرة، والقدرة على التركيز، والمهارات التنظيمية. قد يحتاج الطفل أو البالغ ذو صعوبة التعلم إلى وقت إضافي لإتمام الواجبات المدرسية، وغالبًا ما يمكنه الاستفادة من تعليم الاستراتيجيات والتسهيلات داخل الفصل، مثل تقديم المواد بخطوط خاصة أو القدرة على استخدام الحاسوب لتدوين الملاحظات.
لا يتشابه شخصان من ذوي صعوبات التعلم بشكل تام، حيث توجد حالات مثل عُسر القراءة (الديسلكسيا)، وعُسر الحساب (الديسكالكوليا)، وعُسر الكتابة (الديسغرافيا) على طيف واسع.
لاحظ أنه من الشائع أن تظهر صعوبات التعلم وصعوبات المهارات الحركية معًا. يُعد (الديسبراكسيا) من صعوبات المهارات الحركية التي يمكن أن تؤثر على قدرة المتعلم على الكتابة اليدوية، وقد تؤثر أيضًا على مهارات التخطيط.
وينطبق الأمر نفسه عندما يتعلق الأمر باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
تُسمى صعوبات التعلم في بعض الأحيان بإعاقات التعلم. وقد تصادف أيضًا مصطلحات مثل الفروق في التعلم أو الفروق النوعية في التعلم. قد تبدو الفروق بين هذه التسميات دقيقة، لكنها قد تكون ذات آثار على كيفية نظر الشخص ذي صعوبة التعلم إلى نفسه.
فكلمة “ذو إعاقة” توحي بأن الشخص أقل قدرة من أقرانه. كما يمكن أن توحي بأنه في حالة دائمة من العجز وتجعله يفقد الشعور بالقدرة على الفعل.
على الجانب الآخر، يأتي مصطلح “فروق في التعلم” بمنحى معاكس، حيث يؤكد أن الشخص ببساطة يتعلم بطريقة مختلفة عن الآخرين. فهو ليس ذو إعاقًة، بل إن أدمغتهم تعمل بشكل مختلف.
أما مصطلح “صعوبات التعلم” فيقع في مكان ما بين هذين المصطلحين، فهو يصف التحديات الإضافية التي قد يواجهها الفرد في بيئة المدرسة التقليدية، ولكنه يشير في الوقت ذاته إلى أن هذه التحديات هي صعوبات يمكن التغلب عليها.
١. عُسر القراءة
يُعد عُسر القراءة أحد أكثر صعوبات التعلم شيوعًا – والمعروف أيضًا باسم ذوي إعاقات التعلم في الولايات المتحدة. غالبًا ما يؤثر عُسر القراءة على طريقة تفكيك الأشخاص للكلمات إلى أجزائها المكونة.
هذا له عواقب على عملية فك التشفير في القراءة، ويمكن أن يسبب أيضًا صعوبات في الهجاء والكتابة. نظرًا لأن القراءة والكتابة هما محور معظم المناهج الدراسية، فإن الأطفال غير المشخصين بعُسر القراءة يمكن أن يتأخروا بسرعة عن أقرانهم حيث يواجهون مشاكل في تدوين الملاحظات والقراءة والواجبات المنزلية والمهام الكتابية والتقييمات.
لا يرتبط عُسر القراءة بانخفاض الذكاء، ولكن الصعوبات اللغوية قد تجعل الأطفال يعتقدون أنهم أقل ذكاءً من أقرانهم، مما يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس وضعف الصورة الذاتية.
تُشمل بعض العلامات الشائعة لعُسر القراءة المشاكل في القراءة بصوت عالٍ، والتهجئة غير المتناسقة – حيث قد يتمكن الأطفال من تهجئة كلمة ما في يوم ويعجز عن ذلك في اليوم التالي – وفقدان المكان في الصفحة، وضعف فهم الصوتيات، وانعكاس الحروف، والكتابة المتوقفة بسبب المشاكل في التهجئة، بالإضافة إلى مفردات لغوية أضيق نطاقًا.
٢. عُسر الكتابة
يواجه الأطفال الذين يعانون من عُسر الكتابة صعوبة كبيرة في الكتابة، وقد ينتجون نصًا غير مقروء. يمكن أن تكون الكتابة مجهدة، وتستغرق وقتًا طويلاً للإنجاز، وتسبب الإحباط والتوتر. يمكن أن يكون التنبيه المكاني وتخطيط الكتابة من الجوانب الصعبة بشكل خاص على الأطفال ذوي عُسر الكتابة. وهذا يشمل تخطيط المساحات البيضاء بين الحروف والكلمات، والكتابة على خط مستقيم، و/أو إنتاج أسطر من النص ذات تباعد عمودي مناسب.
كما قد يكون الالتزام بالهوامش، واستخدام علامات الترقيم، والاختيار بين الحروف الكبيرة والصغيرة أمرًا صعبًا أيضًا. قد يكون تشكيل الحروف نفسه إشكاليًا، وعادةً ما يُوصى باستخدام الحاسوب للكتابة كتسهيل في المدرسة.
قد يتشوق الأطفال ذوو عُسر الكتابة لتجنب الكتابة اليدوية، خاصة أمام أقرانهم. وقد يشعرون بالحرج عند الكتابة على اللوح، وينتجون نصًا أقل مما هو مطلوب في الواجبات الكتابية، وقد يؤدون بشكل عام بمستوى ضعيف في التقييمات التي تتطلب إجابات كتابية.
٣. عُسر الحساب
على عكس عُسر القراءة وعُسر الكتابة واللذين يمثلان صعوبات تعلم قائمة على اللغة، فإن عُسر الحساب يتعلق بمعالجة الأرقام. قد يواجه الأطفال ذوو عُسر الحساب صعوبة في تنفيذ العمليات الحسابية البسيطة. وقد لا يعرفون كيفية التعامل مع المسألة الرياضية. في بعض الأحيان، يكون الجانب المكاني المتعلق بموازنة المعادلات صعبًا، وكذلك تجميع الأرقام وتنفيذ الترتيب الصحيح للعمليات.
حتى عملية العد يمكن أن تشكل تحديًا، وعادةً ما يُوصى بالسماح للأفراد ذوي عُسر الحساب باستخدام الآلة الحاسبة لدعم تعلمهم.
عندما يكون عُسر القراءة وعُسر الحساب موجودين معًا، تصبح قراءة المسائل اللفظية أكثر صعوبة، وقد يكون انعكاس الأرقام متكررًا. مما قد يؤدي إلى وقوع أخطاء في العمل ويسبب حصول الطالب على إجابة خاطئة. إن وجود عُسر الكتابة وعُسر الحساب معًا يعني أن الطفل غالبًا ما يجد عرض الحل الرياضي بشكل مفصل مهمة صعبة التنفيذ بشكل خاص.
قد تكون كتابة الرموز الرياضية شبه مستحيلة، وكذلك بعض الجوانب المكانية أو المتعلقة بالرسوم البيانية في الرياضيات. أخيرًا، في حالتي الخَرَكة (الديسبراكسيا) وعُسر الحساب، قد تكون مشكلة ترتيب الخطوات بالشكل الصحيح هي التحدي الأبرز.
يمكن أن تؤثر اضطرابات الانتباه على التعلم أيضًا
كان يُصنف كل من اضطراب تشتت الانتباه (ADD) و اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) في السابق تحت المظلة العامة لمصطلح ADD. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، أصبح ADHD هو التصنيف العام لاضطرابات الانتباه في الولايات المتحدة، بينما يُشار إلى ADD بدون اضطراب فرط الحركة على أنه النوع الذي يغلب عليه عدم الانتباه من ADHD. لاحظ أن مصطلح ADD لا يزال مستخدمًا في المملكة المتحدة. غالبًا ما تتميز اضطرابات الانتباه بصعوبات في الحفاظ على التركيز لفترات طويلة.
قد يعاني الأطفال ذوو ADHD من ضعف في السيطرة على الانفعالات، ويكونون كثيري الحركة، وينتجون أعمالاً كتابية غير مرتبة. عادةً ما يكون من الأسهل ملاحظتهم في الفصل الدراسي مقارنةً بالطلاب ذوي ADD (المُشار إليه أيضًا ب ADHD غير المنتبه) لأنه في الحالة الأخيرة قد لا يجذب المتعلم أي انتباه تجاه نفسه. في الواقع، قد يبدو المتعلم ذو ADD وكأنه منتبه، وبالتالي يمكن أن تمر صعوبة الانتباه دون أن يلاحظها أحد حتى تؤدي إلى واجبات غير مكتملة وضعف في الأداء في الاختبارات. في بعض الحالات، قد يُقال للطفل حتى إنه لا يبذل جهدًا كافيًا.
يمكن أن يكون فهم المقروء، والبقاء في المهمة، واتباع التوجيهات، وإكمال المشاريع الممتدة، والتنظيم جميعها مجالات إشكالية.
البطء في المعالجة، والحركة، واضطرابات اللغة التعبيرية والاستقبالية
إلى جانب ما سبق، قد يظهر بعض الطلاب صعوبات في معالجة المعلومات. يمكن أن يعني البطء في المعالجة حاجة الطفل إلى وقت إضافي لإنجاز الواجبات المدرسية، مع الحاجة إلى تقديم المعلومات له بشكل متكرر لنقلها إلى الذاكرة العاملة.
بينما تمثل اضطرابات اللغة التعبيرية (صعوبة في التعبير عن الأفكار) والاستقبالية (صعوبة في فهم اللغة) والحركة الكلامية (صعوبة في تخطيط وتنفيذ حركات الكلام) صعوبات أخرى قائمة على اللغة، تسبب مشاكل في الفهم وإنتاج اللغة المنطوقة.
الفحص والتقييم لذوي الصعوبات/الإعاقات
عندما يُشتبه بوجود صعوبات تعلم، يُوصى عادةً بفحص الأطفال. يتم ذلك باستخدام أداة تقييم قصيرة وقد تكون إلكترونية في بعض الأحيان، والتي يمكن أن تشير إلى ما إذا كان التقييم الشامل موصى به أم لا. إذا كان هناك اشتباه بعُسر القراءة، أو عُسر الكتابة، أو عُسر الحساب، فيمكن إجراء تقييم شامل من قبل أخصائي نفسي تربوي، أو في بعض الحالات من قبل أخصائي علاج النطق واللغة.
السبب في ذلك هو أنه لا يوجد شخصان من ذوي صعوبات التعلم يعانيان من نفس مجموعة الأعراض أو درجة شدتها، وبالتالي من المهم فهم مواضع القوة والمناطق الإشكالية من أجل تقديم أفضل تدريب على الاستراتيجيات والتسهيلات المناسبة.
المرجع:
3 Types of learning difficulties
https://www.readandspell.com/types-of-learning-difficulties





