نقاط القوة والصعوبات التعليمية لدى الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
ترجمة: أ. شروق السبيعي
غالبًا ما يتمتع الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بنقاط قوة تساعدهم في جوانب التعلم والدراسة. فعلى سبيل المثال، إذا كان أطفالكم مشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فقد:
يمتلكون قدرة فطرية على الابتكار وحل المشاكل بطرق غير تقليدية.
يُظهرون حماسًا كبيرًا وتفاعلًا عميقًا مع المواضيع التي تثير اهتمامهم.
يتميزون بحبهم للاستكشاف واستعدادهم الدائم لخوض تجارب جديدة ومثيرة.
يستطيعون توجيه طاقتهم نحو الأنشطة الحركية والمهام العملية التي تتطلب تفاعلًا مباشرًا.
قد يواجه الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بعض الصعوبات في التعلم والدراسة. ومن بين هذه الصعوبات:
التشتت بسهولة وصعوبة في الحفاظ على التركيز أو البقاء في مكانهم لفترات طويلة.
مواجهة صعوبة في بدء المهام وإنجازها بشكل فعّال ومنتظم.
الحاجة إلى توجيه ودعم إضافيين في المهام التي تتطلب التخطيط والتنظيم.
قد يتجاهلون التعليمات أو يقرأون الأسئلة بشكل غير دقيق، كما قد ينسون مراجعة أعمالهم للتأكد من خلوها من الأخطاء.
ما الاستراتيجيات التعليمية الفعالة لمساندة الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
إذا كان أطفالكم مشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فإن المدرسة يمكنها تقديم تعديلات تعليمية تُسهم في دعمهم وتمكينهم من التعلم باستراتيجيات تتوافق مع احتياجاتهم الفردية.
وتتضمن هذه التعديلات عادة ما يلي:
تهيئة البيئة الصفية.
تكييف المهام التعليمية وطرق التقييم.
تكييف الامتحانات لتراعي احتياجات الأطفال الفردية.
يجدر بالذكر أن بعض هذه التعديلات ينفذها المعلمون أو فريق الدعم التعليمي، بينما يحتاج الأطفال أحيانًا إلى تحفيز لاكتساب مهارات تنظيم الذات، مثل التحكم في السلوك، وتعزيز الانتباه، وتحمل مسؤولية تعلمهم.
تعديلات بيئة الفصل الدراسي
غالبًا ما يواجه الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه صعوبة في التركيز داخل الفصل الدراسي، حيث يتشتت انتباههم بسهولة وقد يشعرون بالحاجة إلى الحركة أو القلق. لذلك يمكن لمعلمي أطفالكم تعديل بيئة الفصل لمساعدتهم على التعلم والمشاركة بشكل أكثر فعالية.
فيما يلي بعض الأمثلة على التعديلات التي يمكن تطبيقها داخل الفصل الدراسي:
تقليل عوامل التشتيت
اجلسوا الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بعيدًا عن النوافذ، الأبواب، والمناطق التي تشهد حركة كثيفة داخل الفصل.
خصصوا مناطق هادئة داخل الفصل للتركيز على الأنشطة التي تتطلب الانتباه، و وللأطفال الأكبر سنًا يمكن السماح باستخدام المكتبة لأداء هذه الأنشطة.
اسمحوا للأطفال الأكبر سنًا باستخدام سماعات الأذن التي تلغي الأصوات لتقليل التشتيت وتعزيز التركيز.
استخدموا أصواتًا خلفية هادئة، مثل الموسيقى الهادئة أو الأصوات المحيطة، لتقليل الأصوات المشتتة وتعزيز تركيز الأطفال.
استخدام الحركة لتعزيز التركيز
توفير أدوات تساعد الأطفال على الحركة، مثل حلقات التململ، الألعاب الصغيرة، أشرطة المقاومة، والوسائد المتحركة، لاستخدامها أثناء الجلوس.
إتاحة خيارات جلوس مرنة للأطفال تُمكّنهم من الوقوف أو تغيير وضعياتهم حسب الحاجة، بدلاً من البقاء جالسين لفترات طويلة دون حركة.
توفير فرص منتظمة للأطفال للحركة، مثل المشي لفترات قصيرة، التمدد، أو أداء تمارين حركية تسمح لهم بالتنقل حول مكاتبهم وفي أنحاء الفصل.
دمج الأنشطة البدنية في الروتين اليومي داخل الفصل، مثل التنقل بين مناطق التعلم أو استخدام كرة صغيرة أثناء النقاشات.
تكييف مهام التعلم والواجبات الدراسية
يواجه الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه صعوبة في التركيز على التعليمات واتباعها، كما قد يجدون صعوبة في معرفة كيفية بدء المهام، والالتزام بها، وإنجازها بفعالية، بالإضافة إلى صعوبة الحفاظ على التركيز لفترات طويلة. لذلك، يمكن لمدرسة أطفالكم تكييف مهام التعلم والواجبات لمساعدتهم على التركيز وإنجاز المهام بنجاح.
أمثلة على تكييف مهام التعلم:
التعليمات
اجعلوا التعليمات بسيطة ومقسمة إلى خطوات صغيرة وواضحة، ويفضل للأطفال الصغار ألا تتجاوز الخطوات ثلاث خطوات.
قدّموا التعليمات بطرق متعددة مثل الشرح اللفظي، والكتابة، والرسوم التوضيحية.
قدّموا تعليمات تساعد الأطفال على الاعتماد على أنفسهم.
تأكدوا من أن الأطفال مدركون لما يجب عليهم فعله من خلال طلب تكرار التعليمات أو شرحها، والإجابة على أسئلتهم.
خصصوا لكل طفل “صديقًا” يمكنه دعمه ومساعدته عند عدم وضوح المهام.
في العمل الجماعي، قدموا مخططًا واضحًا يحدد دور ومسؤوليات كل طفل والمواعيد النهائية.
بدء المهام
شجعوا الأطفال على التأكد من توفر كل ما يحتاجونه لإنجاز المهام، مثل التعليمات، والأجهزة الإلكترونية، والمواد اللازمة.
أنشئوا قوائم مهام صغيرة و قابلة للإدارة تساعد الأطفال على بدء المهام وبناء الدافعية، مثل كتابة أسمائهم والتواريخ وقراءة التعليمات.
الحفاظ على التركيز
كرروا التعليمات بانتظام أثناء الدرس.
شجعوا الأطفال على التعرف على رفقاء دراسة لجعل المهام أكثر تفاعلية وجاذبية.
امنحوا الأطفال فترات راحة قصيرة للراحة وتجديد النشاط، مثل التمدد، القفز، التنفس العميق، أو الرسم.
استخدموا مؤقتًا لتقسيم المهام إلى فترات تركيز قصيرة تتبعها فترات راحة.
حددوا أوقات إنجاز المهام الصعبة عندما يكون تركيز الأطفال في أعلى مستوياته، مثل الصباح أو بعد فترة الراحة، أو التبديل بين المهام الصعبة والسهلة.
استخدموا كتبًا صوتية، برامج إملاء، أنشطة ممتعة، وأدوات إلكترونية لزيادة الدافعية وتقليل الجهد المطلوب للتركيز.
استعملوا أدوات حظر المواقع الإلكترونية التي تحد من الوصول إلى التطبيقات والمواقع غير الضرورية أثناء الدراسة.
التخطيط
بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، قد يحتاجون إلى دعم في تخطيط وتنظيم المهام والواجبات.
ساعدوا الأطفال في تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة متسلسلة.
شجعوهم على التوقف والتفكير قبل البدء في المهمة، ثم متابعة إنجازها ومراجعتها بعد الانتهاء.
ساعدوهم في تقدير الوقت اللازم لكل خطوة ووضع جدول زمني لإنهاء المهام.
تواصلوا مع الأطفال لمتابعة التقدم، وتعزيز التزامهم بالخطة، وإجراء التعديلات اللازمة عند الحاجة.
استخدموا تطبيقات إلكترونية مجانية مثل تطبيق Goblin Tools الذي يساعد في تقسيم المهام، وتقدير الوقت، وتنظيمها داخل قوائم مهام.
في حالة المهام غير المنظمة، قدّموا أسئلة واضحة لتوجيه الأطفال، أو استخدموا قوالب ومنظمات بصرية لتسهيل تنظيم المهام.
تعديلات متعلقة بالامتحانات
فيما يلي بعض التعديلات التي يمكن للمدرسة تطبيقها لمساعدة الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في اجتياز الامتحانات بشكل أفضل:
توفير مكان هادئ لأداء الامتحان، سواء في غرفة منفصلة أو ضمن مجموعة صغيرة، لتقليل عوامل التشتت.
السماح للأطفال بأخذ فترات راحة قصيرة خلال الامتحان، مما يخفف من التعب ويساعد على استعادة التركيز.
منح وقت إضافي لإنهاء الامتحانات، حتى يتمكنون من الإجابة دون الشعور بالضغط أو التسرع.
التعديلات التعليمية وأثرها في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم
يعاني العديد من الأطفال المشخصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من تدنٍ في الثقة بالنفس وتقدير الذات داخل البيئة المدرسية. لذا، من الضروري أن يحرص معلمو أطفالكم والمدرسة على تنفيذ التعديلات التعليمية المناسبة بطريقة تعزز شعورهم بالقيمة، وتسهم في دمجهم بشكل فعّال ضمن البيئة التعليمية.
فيما يلي بعض الأمور التي يمكن للمدرسة والمعلمين القيام بها:
إجراء تعديلات تفيد جميع الأطفال: في بعض المواقف، قد يكون من الأفضل اعتماد تعديلات تعليمية يستفيد منها جميع الأطفال في الفصل، بدلاً من تخصيصها لطفل واحد فقط. فعلى سبيل المثال، تُعدّ قوائم المراجعة والخطوات المنظمة أدوات مفيدة تدعم معظم الأطفال في إنجاز المهام المعقدة بطريقة أكثر تنظيمًا ووضوحًا.
المتابعة المنتظمة مع أطفالكم: من المهم التواصل المستمر مع أطفالكم لمتابعة مدى فعالية التعديلات المطبقة. فذلك يعزز وعيهم باحتياجاتهم الخاصة، ويقوي ثقتهم في طلب التعديلات التي تلائمهم.
كيف يمكنكم الحصول على التعديلات التعليمية المناسبة لأطفالكم؟
إذا كانت لديكم مخاوف بشأن تقدم أطفالكم الدراسي أو تطورهم السلوكي، يمكنكم التعاون مع الفريق الطبي الخاص بهم للتواصل مع معلميهم، ومناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها لدعمهم بشكل أفضل.
من بين الخيارات المتاحة، يمكنكم طلب إعداد خطة تعلم فردية (ILP) تراعي الاحتياجات التعليمية لكل طفل، أو تعديل خطة إذا كانت مُطبقة حالياً.
وفي بعض الحالات، قد تسعى المدرسة إلى الحصول على استشارات من مختصين خارجيين مثل الأخصائيين النفسيين التربويين أو المتخصصين في التعليم الخاص، بهدف تصميم الخطة التعليمية لتلبي احتياجات أطفالكم بشكل فعّال.
المرجع:
Educational adjustments for your child with ADHD
