الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

خطوات التدريب على الاستجابة المحورية (PRT)

 

ترجمة : أ. نوره الدوسري

التدريب على الاستجابة المحورية (PRT) هو طريقة فعّالة تعتمد على مبادئ التحليل السلوكي التطبيقي (ABA) لتعليم الأفراد الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد (ASD) مهارات اجتماعية واتصالية وسلوكية ضمن بيئة تعليمية طبيعية. يعتمد هذا الأسلوب على المبادرة الذاتية للمتعلمين واهتماماتهم، ويعتبر فعالًا بشكل خاص في تطوير مهارات التواصل، واللغة، واللعب، والسلوك الاجتماعي.

تم تطوير PRT لتحسين وتفعيل أربع مهارات محورية رئيسية هي: التحفيز، الاستجابة لمجموعة من الإشارات، إدارة الذات، والمبادرة الذاتية. وهذه المهارات تعتبر أساسية لأنها تشكل الأساس الذي يبني عليه المتعلم تحسنًا عامًا في العديد من المجالات الأخرى. في هذا المقال، سنعرض كيفية تطبيق كل من هذه المهارات بشكل عملي مع مزيد من التفصيل حول الخطوات التي يجب اتباعها.

الخطوات الأساسية لتطبيق PRT:

1. تأسيس انتباه المتعلم:

قبل الشروع في أي نشاط تعليمي، يجب أن يتأكد المعلم أو الممارس من أن المتعلم منتبه ومستعد للتعلم. يمكن تحقيق ذلك باستخدام طرق بسيطة مثل لمس كتف المتعلم أو تحفيزه من خلال الاتصال البصري. بمجرد أن يصبح المتعلم منتبهًا، يجب أن تكون التعليمات واضحة ومباشرة.

مثال عملي: في حالة تعلم الطفل كيفية ارتداء المعطف، يقوم المعلم بإثارة انتباه الطفل أولاً، ثم يعطي تعليمات قصيرة مثل “هيا، نلبس المعطف” مع التأكد من أن الطفل مركز أثناء القيام بالمهمة.

2. استخدام التحكم المشترك وتبادل الأدوار:

في هذه الخطوة، يتشارك المعلم مع المتعلم في تحديد من سيقوم بأي جزء من النشاط. هذا يساعد المتعلم على الشعور بالتحكم في العملية التعليمية مما يزيد من دافعه للمشاركة. عندما يتشارك المعلم مع المتعلم في تحديد أجزاء من المهمة، يعزز ذلك المبادرة الذاتية عند المتعلم ويشجعه على التعلم.

مثال عملي: إذا كان الطفل يتعلم كيفية ارتداء معطفه، يمكن للمعلم أولاً أن يلبس المعطف للطفل، ثم يبدأ في ربط سحّاب المعطف مع الطفل، وفي النهاية يترك المعلم الطفل يكمل المهمة بنفسه بعد مساعدته في البداية. بالتدريج، يتم زيادة مسؤولية المتعلم ليتمكن من إتمام المهمة بالكامل بشكل مستقل.

3. استخدام اختيار المتعلم:

من خلال منح المتعلم فرصة اختيار الأنشطة أو المواد التي يفضلها، يزداد دافعه للمشاركة في الأنشطة التعليمية. هذا يعزز من مشاركة المتعلم ويجعله أكثر تفاعلًا مع المهمة.

مثال عملي: إذا كان الطفل يحب اللعب بالسيارات، يمكن للمعلم استخدام سيارات اللعب في الأنشطة التعليمية. مثلًا، يمكن استخدام سيارات اللعب لتعليم الأرقام أو الألوان، مما يحفز الطفل على المشاركة بشكل أكبر في الأنشطة.

4. تنويع المهام والاستجابات:

يجب على المعلم أن يكون على دراية بإشارات الملل أو التشتت التي قد يصدرها المتعلم. عندما يظهر المتعلم هذه الإشارات، يجب تغيير النشاط أو المهمة لضمان استمرارية الاهتمام والمشاركة.

مثال عملي: إذا كان الطفل لا يريد الاستمرار في نشاط معين مثل الكتابة، يمكن للمعلم أن يغير النشاط إلى شيء أكثر إثارة مثل لعبة أو أنشطة حركية، ثم يعود إلى النشاط الأصلي بعد فترة قصيرة.

5. التكرار بين المهام الجديدة والمهام المحفوظة:

دمج المهام الجديدة مع المهام التي تم إتقانها سابقًا يساعد المتعلم على بناء الثقة في قدراته. يجب على المعلم توفير مزيج من المهام السهلة والصعبة لضمان النجاح المستمر للمتعلم.

مثال عملي: إذا كان المتعلم قد تعلم أسماء بعض الحيوانات، يمكن دمج تعلم حيوانات جديدة مع مراجعة الحيوانات التي تعلمها بالفعل. هذا يساعد في تعزيز الثقة في النفس ويوفر فرصًا للنجاح المستمر.

6. تعزيز المحاولات الاستجابية:

إن تعزيز كل محاولة يقوم بها المتعلم نحو السلوك المستهدف، حتى وإن كانت محاولات غير مكتملة، يساعد في زيادة دافع المتعلم للاستمرار في المحاولة. يجب أن يتم تقديم التعزيز فورًا بعد كل محاولة لتحقيق السلوك المستهدف.

مثال عملي: إذا كان المتعلم يحاول قول كلمة “كتاب” ولكن يلفظها بشكل غير صحيح، يقوم المعلم بتصحيح اللفظ فورًا ويعزز المحاولة بالكلمة الصحيحة ويشجعه على تكرار المحاولة.

7. استخدام المعززات الطبيعية والمباشرة:

المعزز الطبيعي هو كل شيء يتعلق مباشرة بسلوك المتعلم. على سبيل المثال، إذا كان المتعلم يحب الفقاعات، يمكن استخدام الفقاعات كمعزز له بعد قيامه بمهمة معينة.

مثال عملي: عندما يطلب المتعلم “فقاعات” كجزء من طلبه التواصلي، يقوم المعلم فورًا بإعطائه الفقاعات كتعزيز مباشر لهذا السلوك.

مفاهيم محورية أخرى:

1. الاستجابة لمجموعة من الإشارات:

في هذه الخطوة، يتعلم المتعلم كيف يستجيب لمجموعة من الإشارات أو الخصائص في نفس الوقت. يبدأ المعلم بتقديم إشارات بسيطة ويزيد من تعقيد المهام تدريجياً.

مثال عملي: إذا طلب المعلم من الطفل تحديد “السيارة الحمراء الكبيرة”، فإن الطفل سيحتاج إلى الاستجابة للون والحجم في نفس الوقت. مع مرور الوقت، يزيد المعلم من تعقيد المهام لتشمل عددًا أكبر من الإشارات.

2. استخدام استراتيجيات التفاعل بين الأقران:

تشمل هذه الخطوة مشاركة الأقران الذين لا يعانون من اضطراب طيف التوحد في الأنشطة مع الأفراد المشخّصين باضطراب طيف التوحد. يهدف هذا إلى تعزيز التفاعلات الاجتماعية من خلال أنشطة مشتركة.

مثال عملي: يمكن للمعلم اختيار طفل آخر في الصف للمشاركة مع المتعلم في لعبة بناء، حيث يشارك كل طفل جزءًا من البناء ثم يتبادلان الأدوار.

3. استخدام استراتيجيات المبادرة الذاتية:

في هذه المرحلة، يتم تعليم المتعلم كيفية بدء التفاعل الاجتماعي بمفرده، مثل طرح الأسئلة أو المشاركة في الأنشطة مع الآخرين.

مثال عملي: قد يتعلم المتعلم كيفية بدء محادثة مع أقرانه عن طريق سؤالهم “هل يمكنني اللعب معك؟” أو “هل يمكنك إعطائي بعض المكعبات؟” باستخدام اللغة التي تدعم التفاعل الاجتماعي.

4. المهارات الاجتماعية والتواصل:

تم تصميم أنشطة PRT لتعزيز المهارات الاجتماعية والتواصل عند المتعلم. يشمل ذلك أنشطة تفاعلية تحفز المتعلم على البدء في التفاعل الاجتماعي في سياقات متعددة.

مثال عملي: يمكن للمعلم استخدام الأنشطة التي تشمل الطلبات المتبادلة، مثل طلب المتعلم من المعلم أن يعطيه لعبة ما، مما يساعد على تطوير مهارات التواصل .




المرجع 

steps for Implementation: Pivotal Response Training :

https://autisminternetmodules.org/storage/ocali-ims-sites/ocali-ims-aim/documents/PivotalResponseTraining_Steps.pdf