ما الفرق بين تحليل السلوك التطبيقي و نموذج دنفر للتدخل المبكر؟
ترجمة: أ. سُلافه السيد
ماذا يعني نموذج دنفر للتدخل المبكر؟
هو نوع من أنواع العلاج السلوكي، والذي يعتمد على الأساليب المستخدمة في تحليل السلوك التطبيقي ABA، ويعد برنامجًا للتدخل المبكر، حيث يستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 12 شهرًا، و حتى 4 سنوات.
و يركز ESDM على استخدام اللعب والأنشطة اليومية التي يفضلها الطفل لتعزيز العلاقة الإيجابية و الممتعة بين الأخصائي أو الوالدين والطفل؛ و أُطلق عليه مرة “نموذج اللعب المدرسي“pre school model”، كما تم تصميم هذا النموذج لتعليم الطفل، و بناء مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، ومهارات الإدراك؛ كما يميّزه أنه يمكن استخدام نموذج دنفر في أي مكان، بالجلسة العلاجية، المدرسة بشكل جماعي مع الأقران، أو المنزل بشكل فردي؛ و يمكن لجميع الأطفال مهما اختلفت إمكاناتهم وقدراتهم الاستفادة و التعلّم من خلاله.
و كما ذكر سابقًا بأنه يعد نموذج يطبق مفاهيم و نظريات تحليل السلوك التطبيقي، و يعتمد على اللعب مع الطفل؛ بدأ العمل عليه في الثمانينات من قِبل علماء النفس سالي روجرز، وجير الدين داوسون.
ويعمل النموذج أولًا على ملاحظة الطفل لتقييمه تقييمًا مبدئيًا، و عمل مقابلات مع الأهل لمعرفة مهارات الطفل و قدراته في مهارات التواصل، و التفاعل الاجتماعي، و العضلات الكبيرة والدقيقة، و مهارات التقليد، واللعب و الإدراك، و أخيرًا المهارات الاستقلالية؛ بعد ذلك يتم مقارنة أدائه بمتوسط مراحل النمو للأطفال في عمره، و تحديد الصعوبات التي يواجهها، وعلى إثرها يتم بناء خطة مناسبة له، في المهارات التي يحتاجها، و يتم بعد ذلك التحقق من التقدم كل 12 أسبوعًا تقريبًا لمعرفة ما إذا الأهداف مناسبة له، و تم تحقيق تقدم واضح وملموس في أدائه.
ما الفرق بين تحليل السلوك التطبيقي ABA، و نموذج دنفر للتدخل المبكر ESDM؟
يذكر معهد Child Development العديد من أوجه التشابه و الاختلاف بين النهجين مُثّلت كما يلي:
أولًا: استخدام (السوابق، السلوك، العواقب “النتيجة”) ABC؛ حيث يتضمن كلاهما المكونات الثلاثة؛ ولكن الاختلاف يكون بالمكافآت التي يقدمها الأخصائي، في تحليل السلوك التطبيقي يتم تقديم اقتصاد رمزي، أو مكافآت مادية، بينما في نموذج ESDM يتم استخدام المكافآت الاجتماعية (التصفيق و الابتسامات) و المكافآت التحفيزية مثل السماح للطفل باختيار اللعبة التي يريد اللعب بها.
ثانيًا: قيادة الأخصائي، مقابل قيادة الطفل خلال الجلسة؛ في كثير من الأحيان في تحليل السلوك التطبيقي تكون الجلسة بقيادة الأخصائي، بينما في نموذج ESDM بالغالب نحن نتبع الطفل و نسمح له باتخاذ الخيارات التي يريدها.
ثالثًا: عند التعامل مع السلوكيات غير المرغوب فيها، في كثير من الأحيان عند تطبيق تحليل السلوك التطبيقي يتم تجاهل أي سلوك غير مرغوب فيها يظهره الطفل؛ بينما في ESDM، يتم تحديد سبب وراء ظهور هذا السلوك و تغيير الطريقة حسب الموقف، والتفكير بجعل الجلسة أكثر متعة و جاذبية للطفل، و زيادة رغبة الطفل في تعلم مهارات جديدة لأنها ممتعة بالنسبة لهم.
ما هي الأدلة التي تثبت فاعلية نموذج دنفر ESDM؟
تم تصميم النموذج بناء على الأدلة المبنية على البراهين و التجارب السريرية العشوائية التي أظهرت فاعلية النموذج، حيث تم عمل أكثر من 12 دراسة لأطفال لديهم قدرات مختلفة، و يتدربون مع أخصائيين مختلفين وفي بيئات مختلفة.
إحدى الدراسات والتي نشرت في مجلة “Official Journal of the American Academy of Pediatrics” قارنت 48 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 18 وحتى 30 شهرًا تم تقسيمهم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تم تطبيق معها ESDM لمدة عامين، و الأخرى لم تتلقى أي تدخل؛ في نهاية العامين حققت المجموعة التي تلّقت التدريب على ESDM.
زيادة في معدل الذكاء بمقدار 17.6 نقطة، بالمقابل المجموعة الثانية لديها زيادة بمقدار 7 نقاط في معدل الذكاء، و لوحظ تأخيرًا في معدل السلوك التكيفي.
كما ساعد النموذج في التعرف مبكرًا على تشخيص اضطراب طيف التوحد ASD، مقارنة بالمجموعة الثانية؛ و أظهرت النتائج أهمية اكتشاف اضطراب طيف التوحد مبكراً لتوفير التدخل المناسب للطفل.
كما أظهرت تجارب تطبيق نموذج ESDM أن الأطفال الذين ظهرت لديهم علامات اضطراب طيف التوحد، والذين حصلوا على 20 ساعة من التدريب في سن مبكرة حققوا نموًا ملحوظًا و نتائج جيدة في البرامج الأخرى التي ركزت على المهارات اللغوية أو الاجتماعية، بغض النظر عن مستوى الطفل العقلي، كما أظهرت دراسات أخرى على ESDM تحسنًا في وظائف المخ، و المهارات الاجتماعية والتواصلية.
من يقوم بتدريب الطفل على نموذج دنفر؟
يقوم المتخصصين في علم النفس، وأطباء الأطفال، و المتخصصين في مجال العلاج السلوكي، و أخصائيو اللغة والتخاطب، و معلمي و أخصائيين التدخل المبكر القيام بتدريب الطفل على نموذج ESDM.
كيف يمكننا تنفيذ ESDM في المنزل؟
يجب على الوالدين أن يشاركوا في اختيار الأهداف الذين يرونها مهمة للطفل، و أن يكونوا جزء من الخطة العلاجية لتطوير مهارات الطفل، مع ملاحظة و تعلّم الاستراتيجيات التي يقوم بها الأخصائيين مع طفلهم، للاستفادة منها و تطبيقها بالمنزل، ذلك لأن الطفل يقضي وقتًا أطول في المنزل.
كما تذكر الكاتبة بأن موقع Autism Speaks يرى بأنه يجب على الأهل ومقدمي الرعاية للطفل عند البحث عن مركز أو أخصائي مناسب من خلال طرح مجموعة من الأسئلة للتأكد من حصول طفلهم على التدريب مناسب:
– من سيعمل مع الطفل؟
– ما هو التدريب الذي سيقدم للأهل؟
– أين تعقد الجلسات العلاجية؟
– كيف تُحدّد أهداف البرنامج؟
– هل العاملين مع الطفل مدربين على تقديم نموذج دنفر للتدخل المبكر ESDM؟
– هل يمكن للوالدين المشاركة في الجلسات؟
– هل ستكون الجلسات فردية أم جماعية؟
– كيف يتم قياس تقدم الطفل؟
– ما هو نوع التقدم الذي يجب أن يتوقعه الأهل؟
و يوجد دليلًا كتبته سالي روجرز اسمه: البداية المبكرة لطفلك المشخص باضطراب طيف التوحد – استخدام الأنشطة اليومية لمساعدة الأطفال على التواصل و التعلّم. حيث يقدم الأنشطة و والاستراتيجيات لتطبيقها مع الطفل خلال اليوم.
كما يمكن الرجوع إلى الموقع الإلكتروني لمعهد UC Davis Health MIND Institute للحصول على قائمة محدّثة شهريًا تحتوي على أسماء المدربين المعتمدين في ESDM حول العالم.
المراجع:
Longo, Sharon. (October 12, 2023). What is the Early Start Denver Model (ESDM)?. Autism Parenting Magazine. What is the Early Start Denver Model (ESDM)? – Autism Parenting Magazine
The Differences between ABA and ESDM