ترجمة: أ. نوره الدوسري
ما هو اضطراب القلق المعمم (GAD)؟
اضطراب القلق المعمم هو نوع من اضطرابات القلق يسبب للأطفال والمراهقين شعورًا مفرطًا ودائمًا بالقلق تجاه العديد من جوانب الحياة اليومية. قد يقلق الأطفال المشخّصون بهذا الاضطراب بشأن الأداء الدراسي، الصحة، العلاقات الاجتماعية أو المستقبل، حتى وإن لم تكن هناك مؤشرات واقعية تستدعي هذا القلق.
الأعراض الشائعة
- القلق المستمر بشأن مواضيع متعددة دون وجود تهديد حقيقي
- القلق المفرط بشأن الصحة الشخصية أو صحة أفراد العائلة
- التركيز المفرط على الأداء الأكاديمي أو الاختبارات
- الخوف من أن يومهم الدراسي لن يسير على ما يرام
- التفكير المفرط في أحداث ماضية
- سهولة الشعور بالإرهاق أو الانزعاج
- اضطرابات النوم أو صعوبة الاسترخاء
- آلام جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة أو التوتر العضلي
تتشابه بعض هذه الأعراض مع أعراض اضطرابات قلق أخرى، مما قد يجعل التشخيص أكثر تعقيدًا.
تشخيص اضطراب القلق المعمم
يُشخّص الطفل باضطراب القلق المعمم إذا:
- لم يتمكن من التحكم في قلقه
- كانت مخاوفه تشمل أكثر من مجال واحد
- ظهرت عليه الأعراض في معظم الأيام لمدة لا تقل عن ستة أشهر
- ظهرت لديه واحدة على الأقل من الأعراض التالية: صعوبة في الاسترخاء، الإرهاق، ضعف التركيز، سرعة الانفعال، توتر العضلات، أو مشاكل في النوم
يُعد هذا الاضطراب أكثر شيوعًا لدى الفتيات، وغالبًا لا يتم تشخيصه إلا في سن المراهقة.
العلاج
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يتم تعليم الطفل كيفية التعرف على أنماط التفكير المقلقة وتصحيحها، كما يتم استخدام العلاج بالتعرض التدريجي لمساعدته على مواجهة المواقف التي تثير قلقه.
- العلاج بالتعرض: يتضمن تعريض الطفل تدريجيًا لمثيرات القلق تحت إشراف المعالج، مع تدريبه على التعامل معها.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات، يتم استخدام أدوية مضادة للاكتئاب من نوع SSRI، أو أدوية مضادة للقلق إذا لم تكن SSRIs فعالة.
ما هو اضطراب قلق الانفصال (SAD)؟
اضطراب قلق الانفصال هو اضطراب نفسي يشعر فيه الأطفال بقلق شديد عند الانفصال عن أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية، ويخافون من أن يحدث مكروه لأهلهم أثناء غيابهم. ورغم أن بعض القلق أثناء الانفصال طبيعي في مراحل معينة من النمو، إلا أن اضطراب قلق الانفصال يتجاوز الحد الطبيعي ويُؤثر على حياة الطفل اليومية.
الأعراض الشائعة
- صعوبة بالغة في توديع الوالدين
- نوبات غضب أو بكاء عند الانفصال
- الخوف من حدوث مكروه لأحد أفراد العائلة أثناء الانفصال
- التعلق الزائد بأحد الوالدين داخل المنزل
- الحاجة المستمرة إلى الاطمئنان عبر الهاتف أو الرسائل
- الكوابيس المرتبطة بالانفصال أو الفقد
- أعراض جسدية مثل آلام المعدة أو الصداع أو الدوخة
- رفض الذهاب إلى المدرسة أو إلى الأنشطة الاجتماعية
- القلق الاستباقي لدى الأطفال الأكبر سنًا بمجرد التفكير في الانفصال
تشخيص اضطراب قلق الانفصال
يتم تشخيص هذا الاضطراب عندما:
- يتجاوز القلق مستوى القلق الطبيعي المناسب لعمر الطفل
- تستمر الأعراض معظم الوقت لمدة أربعة أسابيع على الأقل
- تتسبب الأعراض في صعوبات كبيرة في الحياة اليومية للطفل، مثل عدم القدرة على الذهاب إلى المدرسة أو النوم بمفرده
العلاج
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يُستخدم لمساعدة الأطفال على فهم وتعديل أفكارهم ومشاعرهم المرتبطة بالانفصال.
- العلاج بالتعرض التدريجي: تعريض الطفل لمواقف الانفصال بشكل تدريجي وآمن لتعليمه كيفية التكيّف معها.
- تدريب الوالدين: يساعدهم على دعم طفلهم بطريقة لا تعزز القلق. يشمل ذلك تعزيز السلوكيات الإيجابية والاستقلالية.
- برنامج SPACE: برنامج علاجي يركّز على تدريب الوالدين فقط، دون التفاعل المباشر مع الطفل، لتغيير استجابتهم لسلوكيات القلق لدى طفلهم.
في الحالات التي لا تكفي فيها الجلسات العلاجية، قد يوصى باستخدام أدوية مضادة للاكتئاب من نوع SSRI لتقليل الأعراض وتعزيز فعالية العلاج النفسي. وتُستخدم أحيانًا أدوية مضادة للقلق، ولكن يُوصى بالحذر معها نظرًا لإمكانية التعود عليها.
جدولًا مبسط يوضّح الفرق بين اضطراب القلق المعمم (GAD) واضطراب قلق الانفصال (SAD) بطريقة واضحة ومنظمة:
وجه المقارنة | اضطراب القلق المعمم (GAD) | اضطراب قلق الانفصال (SAD) |
طبيعة القلق | قلق مفرط ومستمر حول العديد من الجوانب اليومية (الدراسة، الصحة، المستقبل) | قلق مفرط من الانفصال عن الوالدين أو مقدّمي الرعاية |
التركيز الأساسي للقلق | الأداء، المسؤوليات، المستقبل، المشاكل المحتملة | سلامة الأهل، الخوف من الفقد، الابتعاد عن المنزل أو عن شخص معين |
العمر الشائع للظهور | غالبًا خلال فترة المراهقة، وقد يظهر في الطفولة | عادة في مرحلة الروضة أو المدرسة الابتدائية، وقد يظهر لاحقًا |
الأعراض الجسدية | إرهاق، صداع، آلام في المعدة، توتر عضلي، اضطرابات في النوم | آلام جسدية عند الانفصال: صداع، دوخة، غثيان، آلام في المعدة |
القلق الاستباقي | التفكير المفرط في المستقبل أو أحداث متوقعة | القلق من الانفصال حتى قبل وقوعه، والكوابيس المتعلقة به |
السلوكيات المرتبطة | السعي للكمال، التفكير المفرط، طلب التطمين المتكرر | البكاء عند الوداع، التعلق المفرط، مرافقة الوالدين داخل المنزل |
التأثير على الحياة اليومية | صعوبة في التركيز، تفويت الفرص، الانسحاب من الأنشطة | رفض المدرسة أو الأنشطة، تعطيل العلاقات الاجتماعية |
طريقة العلاج الأساسية | العلاج المعرفي السلوكي (CBT) مع التركيز على تصحيح الأفكار المقلقة | العلاج المعرفي السلوكي (CBT) مع العلاج بالتعرض وتدريب الأهل |
الدور العائلي في العلاج | دعم ومتابعة الطفل في تنفيذ استراتيجيات العلاج | دور نشط للأهل، خاصة في برامج مثل برنامج SPACE |
استخدام الأدوية | قد تُستخدم أدوية مضادة للاكتئاب (SSRIs) عند الحاجة | يمكن استخدام SSRIs في الحالات الشديدة، ونادرًا أدوية مضادة للقلق |
خلاصة
كل من اضطراب القلق المعمم واضطراب قلق الانفصال هما حالتان شائعتان يمكن أن تؤثرا بشكل كبير على جودة حياة الأطفال، ولكن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد الأطفال على إدارة مشاعرهم والتغلب على الصعوبات النفسية المرتبطة بهذه الاضطرابات. دعم الوالدين وتعاونهم مع الأخصائيين يُعد عنصرًا أساسيًا في نجاح خطة العلاج.
المراجع :
Quick Guide to Separation Anxiety Disorder
https://childmind.org/guide/quick-guide-to-separation-anxiety-disorder/
Quick Guide to Generalized Anxiety Disorder
https://childmind.org/guide/quick-guide-to-generalized-anxiety-disorder/





