الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

كيف تطور نفسك كل يوم: 20 طريقة لتصبح أفضل

ترجمة : نوره الدوسري

بالنسبة لبعض الأشخاص، يُعدّ تعلّم كيفية تحسين الذات يومًا بعد يوم أمرًا مثيرًا ومُلهمًا، بينما قد يشعر آخرون أن هذا النوع من التطوير المستمر مرهق أو صعب التحقيق.

إن تحسين الذات رحلة شخصية تتطلّب استعدادًا لتقبّل بعض الشعور بعدم الراحة. تبدأ الرغبة في تطوير الذات غالبًا عندما يشعر الإنسان أنه عالق في روتين ثابت أو غير راضٍ عن نمط حياته الحالي. فالإحساس بالجمود وكأن شيئًا لا يتغيّر يمكن أن يكون محبطًا للغاية.

إذا كنت تمرّ بهذا الشعور، فإن الخطوة الأولى نحو النمو الشخصي هي اتخاذ إجراء فعلي. فالتطور الذاتي يتطلّب الاستمرارية وتجاوز حدود ما تعرفه. قد لا يكون طريقك خطيًا، ولكن كل خطوة تخطوها تمثل تقدمًا نحو أفضل نسخة من نفسك.

ولتعلم كيفية أن تصبح أفضل، من المفيد أن تمتلك مجموعة من التمارين العملية التي تساعدك على تحسين عاداتك. فيما يلي 20 طريقة ملموسة يمكنك البدء بتطبيقها من اليوم.

 

1. خصص وقتا للراحة

لن تتمكن من أن تكون أفضل نسخة من نفسك إذا كنت مرهقًا ذهنيًا ومجهدًا باستمرار. وفقًا لهرم ماسلو للاحتياجات، لا يمكن تحقيق النمو الشخصي ما لم تُلبَّ الاحتياجات الأساسية، مثل النوم والراحة والعناية الذاتية.

توجد أنواع مختلفة من الراحة، منها الراحة الجسدية، والذهنية، والاجتماعية. حاول تحديد المجال الذي تشعر فيه بالإرهاق، ثم ابحث عن فترات في يومك يمكنك فيها أخذ استراحة حقيقية. فهذه اللحظات الهادئة تتيح لعقلك معالجة أحداث اليوم وتصفية الذهن.

تشير دراسات من جامعة واشنطن إلى أن الراحة ترفع من قدرة الدماغ على التركيز والإبداع، مما يزيد من طاقتك لتطوير نفسك في نواحٍ أخرى.

 

2. اقرأ المزيد من الكتب

القراءة توسّع مداركك وتغذي شغفك وتساعدك على اكتساب مهارات جديدة. لا تقتصر الفائدة على كتب تطوير الذات فحسب، بل حتى قراءة الروايات تتيح لك التعرّف على وجهات نظر مختلفة وتعمّق قدرتك على فهم الآخرين والتعاطف معهم.

إذا لم تكن من محبي القراءة، يمكنك الاستماع إلى بودكاست أو مشاهدة مقاطع تتناول تطوير الذات لتستفيد من تجارب وأفكار جديدة.

 

3. مارس الامتنان

من الطرق الفعالة لتصبح شخصًا أفضل أن تمارس الامتنان لما تملكه. فقد أظهرت دراسة في مجلة دراسات السعادة أن ممارسة الامتنان لمدة 15 دقيقة يوميًا، خمس مرات في الأسبوع، ولمدة ستة أسابيع، يمكن أن تحسّن صحتك النفسية وتغيّر نظرتك للحياة بشكل دائم.

ابدأ بملاحظة الأشياء الصغيرة التي تُسعدك، مثل الضحك أو قضاء الوقت مع حيوانك الأليف، ودوّنها يوميًا لبناء عادة إيجابية. مع الوقت، ستصبح رؤيتك أكثر تفاؤلًا، وستشعر بارتياح داخلي أكبر.

 

4. تعلّم لغة جديدة

ليس هناك وقت متأخر لتعلّم لغة جديدة. فتعلم لغة أخرى يوسّع آفاق تفكيرك، ويُكسبك رؤية مختلفة للعالم، كما قد يفتح أمامك فرصا مهنية جديدة.

الانغماس في ثقافة أخرى وتعلّم طرق التعبير فيها ينشّط الدماغ ويحفّزه، ويتيح لك التواصل مع أشخاص من خلفيات متنوعة.

 

5. مارس التأمل

التأمل وسيلة فعّالة لتهدئة العقل في عالم سريع الإيقاع. حتى بضع دقائق يوميًا من التأمل يمكن أن تحسّن صحتك النفسية وتقلّل من التوتر والقلق.

تُظهر الدراسات أن التأمل يزيد من الوعي الذاتي، ويساعدك على ملاحظة أنماط تفكيرك السلبية، مما يمكّنك من تعديلها واعتماد سلوكيات أكثر إيجابية.

 

6. دوّن أفكارك في دفتر

الكتابة اليومية وسيلة قوية للتعبير عن الذات وتحليل المشاعر. أثبتت الأبحاث أن التدوين المنتظم يخفف من التوتر النفسي ويزيد من المرونة الذهنية.

لا تقيّد نفسك أثناء الكتابة؛ اكتب بحرية عن يومك، عن مشاعرك، أو حتى عن أهدافك المستقبلية. ومع الوقت، ستلاحظ تحسنًا في وضوح أفكارك وتقبّلك لذاتك.



7. اعتنِ بجسدك من خلال التغذية

الصحة الجسدية ترتبط مباشرة بالصحة النفسية. تناول الأطعمة المتنوعة والطازجة، واحرص على أن تحتوي وجباتك على ألوان متعددة من الخضروات والفواكه.

التغذية الجيدة تمنحك الطاقة والتركيز، مما ينعكس إيجابًا على كل مجالات حياتك.

 

8. احرص على شرب الماء

ربما يبدو أمرًا بسيطًا، لكن الترطيب الجيد للجسم يؤثر في الحالة المزاجية والطاقة العامة. وقد أثبتت الدراسات أن قلة شرب الماء ترتبط بارتفاع مستويات القلق والاكتئاب.

اشرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم للحفاظ على صفاء ذهنك ونشاطك.

 

9. أضف مزيدًا من الحركة إلى يومك

النشاط البدني المنتظم يحسّن المزاج والنوم والصحة العامة. لست مضطرًا لممارسة رياضة مكثفة؛ يكفي أن تمشي عشر دقائق يوميًا أو تمارس تمارين التمدد في العمل.

الهدف هو إدخال الحركة كعادة يومية لأنها ترفع الطاقة وتزيد من الإحساس بالإنجاز.

 

10. مارس اللطف مع الآخرين

اللطف لا يكلّف شيئًا لكنه يحدث فرقًا كبيرًا. عندما تساعد الآخرين أو تقدم كلمة طيبة، فإنك لا ترفع معنوياتهم فحسب، بل تشعر أنت أيضًا بالرضا الداخلي.

اجعل من اللطف عادة يومية — حتى لو كانت في شكل بسيط كابتسامة أو مساعدة صغيرة.

 

11. اقضِ وقتًا في الطبيعة

قضاء وقت قصير في الخارج يمكن أن يقلل من مشاعر التوتر والقلق والإرهاق. تشير الدراسات إلى أن المشي بين الأشجار لمدة 15 دقيقة فقط يخفض المزاج السلبي أكثر من المشي في المدينة.

حاول قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق يوميًا، أو أدخل عناصر من الطبيعة إلى مكان عملك مثل النباتات أو ضوء الشمس الطبيعي.

 

12. ضع قائمة بالأهداف

كتابة الأهداف تساعدك على تتبع تقدمك وتحفيزك. استخدم مبدأ “الأهداف الذكية” (SMART goals) — أي أهداف محددة وقابلة للقياس والتحقيق ومحددة بزمن.

يمكن أن تبدأ بهدف بسيط مثل القراءة اليومية أو ممارسة المشي المنتظم. المهم هو الالتزام والاستمرارية.

 

13. واجه خوفك من الفشل

الخوف من الفشل قد يمنعك من المحاولة. لذلك، بدلاً من التركيز على ما قد تخسره، فكّر بما قد تربحه. تقبّل فكرة أن الفشل جزء طبيعي من رحلة النمو.

كل تجربة فاشلة تمنحك درسًا جديدًا، وتمهد الطريق للنجاح القادم.

14. قلّل الأنشطة التي تُرهقك

راقب ما يستنزف طاقتك يوميًا. بعض الأمور لا يمكن تجنّبها، لكن يمكنك تقليل الأنشطة غير الضرورية، مثل قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي.

يمكنك تطبيق صيام من الاجهزة بشكل مؤقت أو تحديد وقت محدد لاستخدام الهاتف وتستعيد سيطرتك على وقتك.

 

15. اكتشف ما يمنحك الطاقة

كما يجب أن تقلّل الأنشطة المرهقة، عليك أيضًا أن تحدد الأنشطة التي تُنعشك و تشعرك بالحيوية، مثل قضاء الوقت مع الأحباء أو ممارسة هواية مفضلة.

أضف المزيد من هذه الأنشطة إلى جدولك، واجعلها جزءًا من روتينك اليومي.

 

16. تعلّم قول “لا”

قول “نعم” للجميع يرهقك ويبعدك عن أولوياتك. تعلّم وضع حدود صحية لحماية وقتك وطاقتك.

رفض بعض الدعوات أو الطلبات لا يعني الأنانية، بل هو شكل من العناية بالنفس واحترام احتياجاتك.

 

17. قم بالعمل الداخلي 

العمل الداخلي هو استكشاف عالمك الداخلي: قيمك، ومعتقداتك، وطريقة اتخاذك للقرارات.

يمكنك تطوير هذا الجانب بالتأمل، أو من خلال النقاش مع مدرّب أو شخص موثوق يساعدك على اكتساب وعي أعمق بنفسك وبحياتك.

 

18. شارك في العمل التطوعي

التطوع يُنمّي التعاطف ويعزز الإحساس بالغاية. كما يمنحك فرصة لاكتساب مهارات جديدة وتوسيع شبكة علاقاتك.

العمل التطوعي يطوّر شخصيتك ويعزز نموك المهني والإنساني معًا.

 

19. اعتنِ بعلاقاتك

العلاقات الصحية تغذي روحك وتُكسب حياتك معنى. قضاء وقت نوعي مع أحبائك، التواصل الجيد، والإنصات بصدق كلها عوامل تُحسّن جودة حياتك.

احرص على التفاعل الإيجابي المنتظم، واطلب المساعدة عند الحاجة، ولا تتردد في تقديم الدعم بدورك.

 

20. اعمل مع مدرّب أو مرشد

العمل مع مدرّب مختصّ يساعدك على رؤية نفسك بوضوح، ووضع خطة تطوير ذاتي واقعية.

المدرّب يمكنه مساعدتك في تحقيق أهدافك المهنية والشخصية، وتعزيز ثقتك بنفسك، وتطوير مهاراتك الحياتية خطوة بخطوة.

 

فوائد العمل على تطوير الذات

التحسين الذاتي ينعكس إيجابًا على صحتك النفسية، وعلاقاتك، وأدائك في العمل. عندما تتحسّن في جانب من جوانب حياتك، تنعكس النتائج على الجوانب الأخرى أيضًا.

فمثلاً، تحسين مهارات التواصل في المنزل قد يجعلك قائدًا أفضل في العمل، وتطوير أدائك المهني قد يزيد من شعورك بالرضا الشخصي.

ومن الفوائد الأخرى:

  • المرونة والتكيّف: إدراكك لقدرتك على التغيير يمنحك ثقة أكبر في مواجهة المجهول.

  • صحة نفسية أفضل: تطوير الذات يرفع تقديرك لذاتك ويقلل القلق والاكتئاب.

  • فرص مهنية أوسع: كل مهارة جديدة تفتح بابًا جديدًا للتقدّم الوظيفي.

  • زيادة الثقة بالنفس: معرفتك بقدراتك تجعلك أكثر استعدادًا لتجاوز منطقة الراحة.

  • إحساس أعمق بالهدف: الوعي الذاتي يجعلك ترى لحياتك معنى أكبر من مجرد الروتين اليومي.




الخلاصة

إن تعلّم كيفية تطوير نفسك كل يوم يفتح أمامك فرصًا لا محدودة. فهو لا يعزز علاقاتك وحياتك المهنية فحسب، بل يمنحك إحساسًا أعمق بالقيمة والمعنى.

رحلة تطوير الذات فريدة لكل شخص، وقد يساعدك التعاون مع مختصّ أو مدرّب على تصميم خطة تناسبك وتسرّع من تحقيق أهدافك. فكل خطوة صغيرة نحو الأفضل تقرّبك من النسخة الأكثر توازنًا ونضجًا منك.

 

المرجع :

How to improve yourself every day: 20 ways to be better:

https://www.betterup.com/blog/how-to-better-yourself