الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

سبع خرافات والحقائق حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)

ترجمة أ نوره الدوسري

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس إعاقة تعلم، ولا يسبب فرط الحركة دائمًا

إذا كنتَ أنت أو طفلكَ تعيشون مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، فقد تكون منصة تيك توك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى مصدرًا داعمًا. يمكنكَ العثور على مجتمع يهتم بالاضطراب، ومشاركة التجارب، والشعور بأنك لست وحدك. لكن الاعتماد على “دكتور تيك توك” ووسائل التواصل الاجتماعي كمصدر كامل للمعلومات حول ADHD قد يؤدي إلى فهم غير دقيق للاضطراب.

ومع انتشار المحتوى حول ADHD، تتزايد الوعي به، وتكثر الفيديوهات المتعلقة به. وقد قام الباحثون بدراسة أكثر 100 فيديو شيوعًا عن ADHD على تيك توك وصنّفوها بناءً على:

  • مدى وضوح المعلومات المقدمة حول ADHD
  • ما إذا كان المحتوى يحتوي على معلومات قابلة للتطبيق وجودتها عالية

ووجد الباحثون أن نحو نصف الفيديوهات كانت مضللة، بينما اعتمد 25% منها على تجارب شخصية لا تستند إلى بيانات علمية. وهذا يعني أن هناك احتمالاً كبيراً بأن مستخدمي وسائل التواصل يتلقون معلومات خاطئة حول ADHD ولو في جزء منها.

يقول المتخصص في الصحة السلوكية للأطفال مايكل مانوس، الحاصل على الدكتوراه:
“إذا لم تكن لديك المعلومات الصحيحة، فقد لا تحصل على التشخيص أو العلاج المناسب. ومع ADHD، يمكن أن يكون التشخيص والعلاج السليمين نقطة تحول كبيرة في حياة الشخص.”

الخرافات الشائعة حول ADHD

مع كثرة المعلومات المتاحة عبر الإنترنت ووسائل التواصل، قد يصبح من الصعب التمييز بين الحقائق والخرافات. ويقدّم د. مانوس التوضيحات حول بعض أكثر المفاهيم الخاطئة انتشارًا.

الخرافة الأولى: ADHD ليس حالة طبية حقيقية

يعتقد البعض أنه ما دام لا يوجد اختبار مخبري محدد للتشخيص، فإن ADHD غير موجود.
لكن الدراسات الجينية تثبت بشكل متكرر أن ADHD اضطراب ذو جذور وراثية.

كما كشفت دراسات تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي لأكثر من 3000 طفل وبالغ عن اختلافات واضحة في حجم الدماغ لدى الأطفال المصابين بالاضطراب مقارنة بغير المصابين. وكانت مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم الانفعالي، وضبط الذات، والذاكرة، والتعلّم أصغر حجمًا لديهم.

الخرافة الثانية: يتم تشخيص ADHD بشكل زائد

لقد ارتفعت نسب تشخيص الاضطراب خلال العقود الأخيرة في مختلف الفئات العرقية والاجتماعية. ولكن يرى د. مانوس أن هذه الزيادة مرتبطة بارتفاع الوعي وتحسّن ملاحظة الأعراض، وليس بفرط التشخيص.

ويضيف:
“إذا كان هناك شيء، فهو أن الأطفال لا يزالون يحصلون على علاج أقل مما يحتاجونه، وربما يتم تشخيصهم بشكل خاطئ.”

وقد أظهرت دراسة شملت أكثر من 235 ألف طفل هذا الأمر بوضوح، إذ تبين أن الأطفال الآسيويين والسود واللاتينيين في الولايات المتحدة أقل حصولًا على تشخيص ADHD وأقل تلقيًا للعلاج مقارنة بالأطفال البيض.

الخرافة الثالثة: ADHD هو إعاقة تعلم

نظرًا لأن الأطفال المصابين غالبًا ما يعانون صعوبات في المدرسة، فمن السهل افتراض أن ADHD هو نوع من صعوبات التعلم. لكن الواقع مختلف تمامًا.

يوضح د. مانوس:
“إعاقة التعلم تتعلق غالبًا بالصعوبة في استخدام الرموز اللغوية مثل الحروف والأرقام.”

أمّا ADHD فهو يؤثر على المهارات التنفيذية مثل التنظيم، والانتباه للتفاصيل، وإدارة الوقت.
والمشكلة الأساسية لدى المصابين هي توجيه الانتباه وليس الفهم أو المهارات الأكاديمية نفسها.

ولهذا السبب، ينصح بعدم إيقاف أدوية ADHD خلال الإجازات، خصوصًا إذا كان الاضطراب يؤثر على مهارات الحياة اليومية وليس الدراسة فقط.

الخرافة الرابعة: الأطفال المصابون بـ ADHD يكونون دائمًا مفرطي الحركة

هناك ثلاثة أنواع من ADHD:

  1. النوع الاندفاعي/فَرط الحركة: يتضمن صعوبة الجلوس، التصرف دون تفكير، وعدم القدرة على الإبطاء.
  2. النوع غير المنتبه (Inattentive): يتضمن ضعف التركيز، سهولة التشتت، ونقص التنظيم.
  3. النوع المشترك: يجمع بين النوعين.

وتشير الأدلة إلى أن النوع الأقل انتشارًا هو النوع الاندفاعي/فَرط الحركة، بينما النوع الأكثر شيوعًا بين الأطفال هو النوع غير المنتبه.

ويضيف د. مانوس:
الأطفال المصابون يكونون أكثر حركة من البالغين، لكن فرط الحركة يخف عادةً في سن المراهقة ولا يستمر دائمًا في مرحلة البلوغ. ومع ذلك، ليس كل الأطفال المصابين يظهرون سلوكًا زائد الحركة.”

الخرافة الخامسة: الأولاد يعانون أعراضًا أسوأ من البنات

التشخيص أكثر انتشارًا بين الأولاد، لكن ذلك على الأرجح لأنهم يظهرون أعراضًا أكثر وضوحًا، خصوصًا فرط الحركة والاندفاع.

تقول الدراسات إن:

  • الأولاد غالبًا لديهم النوع المشترك
  • البنات غالبًا لديهن النوع غير المنتبه، ما يجعل الأعراض أقل ظهورًا

لكن هذا لا يعني أن الأعراض لدى البنات أقل شدة، بل قد تكون أقل وضوحًا فقط.

الخرافة السادسة: ADHD مشكلة طفولية تزول مع الوقت

غالبًا ما يُشخَّص الاضطراب في الطفولة، لكن الأعراض تتغير مع مرور الوقت. وبعض الأشخاص يكتسبون مهارات تساعدهم على التكيف، مما يجعل الأعراض أقل ظهورًا. وبعضهم يلاحظون اختفاء تأثير الاضطراب بعد انتهاء المدرسة، لكن ADHD لا يختفي تمامًا.

ومع تقدم المصابين بالعمر، قد:

  • تختفي الأعراض التي تعيق حياتهم اليومية
  • تظل الأعراض موجودة لكن يمكن إدارتها
  • تستمر الأعراض الصعبة طوال الحياة

يقول د. مانوس:
معظم البالغين الذين أشخّصهم لديهم ADHD من النوع غير المنتبه، حتى لو كانت لديهم في الطفولة أعراض فرط الحركة.

الخرافة السابعة: يمكن للبالغين تطوير ADHD فجأة

صحيح أن بعض الأشخاص يحصلون على تشخيصهم لأول مرة في مرحلة البلوغ، إذ إن نحو 3% من البالغين حول العالم يعيشون مع ADHD. لكن ذلك لا يعني أنهم طوروا الاضطراب حديثًا، بل كانوا يعانون منه منذ الطفولة لكنهم نجحوا في إخفاء الأعراض.

من شروط التشخيص أن تكون الأعراض موجودة قبل سن 12 عامًا.
وقد يكون الشخص متفوقًا دراسيًا في طفولته لكنه يبذل جهدًا مضاعفًا ليحافظ على مستواه.

يقول د. مانوس:
“كثير من البالغين الذين أقابلهم يتمتعون بقدرات ذهنية عالية، وقد استخدموا ذكاءهم لإخفاء الأعراض. لكن مع ضغوط الحياة، مثل العمل والأسرة، لم يعد ذلك كافيًا لإدارة التفاصيل اليومية.”

الخلاصة

يمكن أن يكون مجتمع ADHD على الإنترنت مصدر دعم رائع، لكن من المهم أن نتذكر أن ليس كل ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي صحيح. وعند وجود أي سؤال أو قلق يتعلق بـ ADHD، فإن استشارة مقدم الرعاية الصحية هي الخطوة الأكثر أمانًا وموثوقية.

المرجع : 

7 Myths (and the Facts) About ADHD :

https://health.clevelandclinic.org/myths-about-adhd